نص أثري يكشف خدعة نهاية العالم المرتقبة في 21 ديسمبر القادم
394
شارك
صلاح سليمان
منذ اكتشاف “تقويم المايا ” والعلماء يحاولون إماطة اللثام عن ذلك اللغز الكوني الذي جاء فيه أن العالم سينتهي بحلول 21 ديسمبر عام 2012، وكان هذا التقويم المشهور قد عثر عليه في بقايا حضارة المايا القديمة، التي اعتبرت آنذاك واحدة من أعظم الحضارات التي عاشت في المنطقة، وكانت تشمل وسط المكسيك جنوبًا باتجاه جواتيمالا، بيليز، السلفادور، ھوندوراس و نيكاراجوا وصولًا حتى كوستاريكا.
نبع اهتمام العلماء قديمًا بـ”تقويم المايا” من واقع اهتمامهم بكل تفاصيل تلك الحضارة التي شهدت تقدمًا متميزًا في ذلك الوقت، فسكان المايا هم أول من عرف المجتمع المنظم، وهم أول من طوّر لغة الكتابة في العالم، وبلغوا آفاق كبيرة في العلوم وهندسة البناء، وتركوا وراءهم إرثًا ثقافيًّا كبيرًا فاق المستوى الذي كان سائدًا في مناطق مختلفة من العالم في ذلك الوقت. لهذا السبب أخذ العلماء كل ما جاء في تلك الحضارة مأخذ الجد.
ظل اهتمام العلماء منصبًّا من أجل كشف لغز هذا التقويم الذي كان يعتمد فكرة أن الزمن عبارة عن دوائر؛ وهو ما يعنى باختصار أن الزمن يعيد نفسه من خلال دورات تصل كل واحدة منها إلى خمسة آلاف عام، فسكان المايا كانوا يؤمنون بأن البشر يخلَّفون ويُفنَون من خلال الدورة التي تستمر 5000 سنة، ومن وجهة نظرهم فإن آخر سلالات البشر ظهرت قبل 3114 وأن نهايتهم ستكون عام 2012 تحديدًا في 21 ديسمبر، منذ ذلك الحين لم يعثر العلماء على دليل قاطع يؤيد أو يدحض هذا الادعاء، غير أن أحد الاكتشافات التي عثر عليها العلماء في مدينة “لا جورونا ” في جواتيمالا السنة الماضية، أكدت أنه لا أصل لحقيقة نهاية العالم، فالنص المكتوب على حجر يذكر أن ما جاء في تقويم المايا ما هو إلا توقع لعودة الإله “بولون يوكتي”، إله الخلق والحرب، وهذا النص يرجع إلى 1300 سنة مضت، وقد وجد بحالة جيدة على درج مكوَّن من الصخور وهو الحجر الثاني الذي عثر عليه في حضارة المايا ويشير إلى تقويم المايا.
يقول : ديفيد ستيوارت مدير مركز أبحاث أمريكا الوسطى في جامعة تكساس والمشارك في دراسة النص الأثري، إن الحسابات الدقيقة أكدت أن التاريخ الذي يوافق 21 ديسمبر المقصود به نهاية العالم 2012 هو بالضبط الذي يوافق مرور 5128 عام وليس خمسة آلاف عام كما حددها التقويم، أي إن هناك فرق خطأ في 128 عام، ويضيف ستيوارت وإذا كانت هناك كارثة حقيقية سوف تنهي العالم فلماذا لم يتم ذكرها؟ ولماذا لم يتم ذكر نوعها؟ هل هي كارثة طبيعية أم حربية أم ماذا بالضبط؟. من جهة أخرى يؤكد هو وفريقه أنه لم يعثر في رموز النص على أي إشارات دالة قاطعة على نهاية العالم، أو حتى في أي نقوش وكتابات عرفتها حضارة المايا القديمة غير التقويم، وهو يعتقد أن تلك النبؤة التي جاءت في التقويم وقفت على عصر ملك المايا ” ياكنوم يشك كاك” وهي ربما كانت خدعة مقصودة وحيلة من الملك يتم بها خداع الشعب حتى يصرفه عن التفكير في سوء حاله إلى التفكير في نهاية العالم، حتى يستمر حكمه دون شغب أو احتجاجات. ويقول إن الملك ياكنوم أطلق على نفسه أنه ملك ” الكاتون” الثالث عشر والكاتون وفق المايا يستمر 7200 عام وفي نهايته تحدث قلاقل عظيمة تعصف بالمملكة. ويقول ستيوارت لقد كان ملوك المايا يؤمنون بذلك، لهذا فإن اختيار الملك لتاريخ 21 ديسمبر كان من أجل أن يؤكد مدى استمرار مملكته مستقرة حتى ذلك التاريخ.
يقول ستيوارت لقد تعرفنا إلى الكثير من تاريخ المايا السياسي بعد العثور على 22 كتلة حجرية عليها نقوش تعرفنا بحكام البلاد والأسر والعلاقات والزيارات الخارجية خلال 200 سنة من التاريخ السياسي لمملكة المايا. وفي هذا الإطار كان من المعتقد أن أحد ملوك المايا قد فقد حربه ضد “مملكة تيكال ” ، واعتقدوا كذلك أنه ربما قتل أو أسر في تلك المعركة، لكن دراسة ذلك السجل الحجري أكدت أن الملك قد نجا من الوقوع في الأسر وكان شجاعًا وقاد حربًا قوية ضد المنافسين.
عرف شعب المايا في كل تاريخهم تقويمين، استخدموا أحدهم للحسابات المدنية والآخر للحسابات الدينية، وقاموا بحساب مواقع الأجرام السماوية على امتداد مئات السنين لاعتقادھم بأن الأحداث الماضية يجب أن تتكرر في المستقبل.