العاشر من ربيع الآخر وفاة السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى الكاظم (عليهم أفضل الصلاة والسلام)
303
شارك
الحكمة – متابعة : يصادف اليوم العاشر من ربيعِ الثاني ذكرى وفاةِ السيدة فاطمة المعصومة بنتِ الإمام موسى الكاظم، وأخت الإمام الرضا عليهم أفضل الصلاة والسلام فتوفيت سلام الله عليها سنة 201هـ في مدينة قم المقدسة، وكان عمرها (عليها السلام)، آنذاك لا يتجاوز ثمانية وعشرين سنة كما ورد في الروايات، وما مر عليها في هذه الفترة القصيرة من حياتها إلا المآسي والأحزان كعمتها عقيلة بني هاشم زينب الكبرى(عليها السلام)، وأنها ما فتحت عيناها على الحياة إلا ورأت أباها في السجن، وكان أشد من لاقى صنوف التعذيب والإرهاب من الدولة العباسية وتحملت هي أيضا اشد الظلم والمضايقات في عهد العباسيين .
نشأتها (عليها السلام) نشأت(عليها السلام) تحت رعاية أخيها الإمام الرضا(عليه السلام) لأنّ هارون الرشيد أودع أباها عام ولادتها السجن، ثمّ اغتاله بالسمّ عام 183ﻫ، فعاشت مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرضا(عليه السلام). رحلتها (عليها السلام) إلى خراسان اكتنفت (عليها السلام) ـ ومعها آل أبي طالب ـ حالة من القلق الشديد على مصير الإمام الرضا(عليه السلام) منذ أن استقدمه المأمون إلى خراسان فقد كانوا في خوفٍ بعدما أخبرهم أخوها الإمام الرضا(عليه السلام) أنّه سيستشهد في سفره هذا إلى طوس، فشدّت الرحال إليه(عليه السلام). سفرها (عليها السلام) إلى قم رحلت (عليها السلام) تقتفي أثر أخيها الرضا(عليه السلام)، والأمل يحدوها في لقائه حيّاً، لكن وعثاء السفر ومتاعبه اللذين لم تعهدهما أقعداها عن السيرفلزمت فراشها مريضة مُدنَفة، ثمّ سألت عن المسافة التي تفصلها عن قم ـ وكانت آنذاك قد نزلت في مدينة ساوة ـ فقيل لها إنّها تبعد عشر فراسخ، أي 70 كم، فأمرت بإيصالها إلى مدينة قم. وصولها (عليها السلام) إلى قم حُملت (عليها السلام) إلى مدينة قم وهي مريضة، فلمّا وصلت، استقبلها أشراف قم، وتقدّمهم موسى بن خزرج بن سعد الأشعري، فأخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منزله، وكانت في داره حتّى تُوفّيت بعد 17 يوماً فأمر بتغسيلها وتكفينها، وصلّى عليها، ودفنها في أرضٍ كانت له، وهي الآن روضتها، وبنى عليها سقيفة من البواري، إلى أن بَنَت السيّدة زينب بنت الإمام محمّد الجواد(عليه السلام) عليها قبّة. تاريخ وفاتها(عليها السلام) بقيت السيدة فاطمة في قم 17 يوماً، كانت مشغولة فيها بالعبادة والدعاء في محل يسمى (بيت النور)، ويقع الآن في مدرسة (ستيه).. وأخيراً.. حانت منيّتها في العاشر من ربيع الثاني، (أو الثاني عشر منه على قول) قبل أن تحظى برؤية أخيها و تم تشييعها في موكب عزاء مهيب بقم؛ حزناً على فقدنها، وحملوها إلى مقبرة (بابلان)، وهو موضع قبرها حالياً. فضل زيارتها (عليها السلام) روي في فضل زيارة السيدة فاطمة عليها السلام روايات كثيرة منها: 1- عن سعد بن سعيد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليهم السلام) فقال: (من زارها فله الجنّة). 2- قال الإمام الجواد(عليه السلام): (من زار قبر عمّتي بقم فله الجنّة). 3- عن سعد عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: (يا سعد، عندكم لنا قبر) قلت له: جعلت فداك، قبر فاطمة بنت موسى؟ قال: (نعم، من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة). 4- قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إنّ لله حرماً وهو مكّة، وإنّ للرسول (صلى الله عليه وآله) حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين(عليه السلام) حرماً وهو الكوفة، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنّة).