دراسة: النساء عرضة للوفاة بنوبات القلب إذا جرى تشخيصهن مثل المرضى الرجال
261
شارك
الحكمة – متابعة: خلصت دراسة جديدة إلى أن بعض السيدات اللاتي يعانين من نوبات قلبية قد يتعرضن لخطر الوفاة بسبب اتباع النصائح الطبية نفسها التي يوصى بها الأطباء مرضاهم الرجال.
وشملت الدراسة نحو 180 ألف مريض إسباني يعانون من نوبات قلبية امتدت لفترة عشر سنوات.
وتوصلت الدراسة إلى أن السيدات أكثر عرضة لخطر الوفاة بواقع الضعفين مقارنة بالرجال بعد الإصابة.
ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك هو التفاوت في إعطاء إرشادات طبية بين الجنسين أثناء العلاج.
وتوصل الباحثون إلى أن السيدات يحصلن على رعاية طبية أقل على الأرجح مقارنة بالرجال بعد تعرضهن لنوع قاتل من النوبات القلبية يعرف بانسداد الشرايين نتيجة حدوث تجلط دموي يحتاج إلى تدخل سريع لانقاذ المريض.
وقالت مؤسسة القلب البريطانية :”ينظر عادة إلى النوبات القلبية باعتبارها قضية صحية ذكورية، غير أن كثيرا من السيدات يواجهن خطر الوفاة الناتج عن الإصابة بمرض القلب أكثر من الخطر الناتج عن الإصابة بسرطان الثدي”.
ودرس الباحثون من جامعة ليدز و معهد كارولينسكا في السويد البيانات التي نشرها مركز تسجيل أمراض القلب السويدي.
وقال كريس غال، من جامعة ليدز والمشرف المشارك على الدراسة، إن السبب في ذلك هو “سوء الفهم العام وسوء فهم المتخصصين في أمراض القلب بشأن طبيعة مرضى النوبات القلبية”.
وأضاف :”بطبيعة الحال عندما نفكر في مريض النوبة القلبية، نتصوره رجلا في متوسط العمر بدين الجسم ويعاني من السكري والتدخين”.
وقال :”الأمر ليس كذلك دائما، فالنوبات القلبية تؤثر على طائفة واسعة من الأشخاص من بينهم السيدات”.
فروق على أساس الجنس
وتخضع السيدات إلى إجراءات رعاية أقل بنسبة 34 في المئة على الأرجح مقارنة بالرجال بشأن علاج إنسداد الشرايين.
كما يوصف لهن تناول علاجات الاستاتين، التي تساعد في منع حدوث نوبات قلبية ثانية، بنسبة 24 في المئة أقل من النسبة التي يوصي بها الأطباء مرضاهم الرجال، وبتناولهن الأسبرين، الذي يساعد في منع حدوث تجلطات دموية، بنسبة أقل بواقع 16 في المئة على الأرجح من الموصى به للمرضى الرجال.
هذا بخلاف الإرشادات التي يوصى فيها باتباع كل الطرق العلاجية الثلاث بالنسبة للجنسين.
وخلصت الدراسة إلى أن تحديد طرق علاجية مناسبة للسيدات يسهم في الحد من خطر الوفاة في جميع الظروف تقريبا.
وتتسبب الإصابة بنوبات قلبية في دخول نحو 124 ألف رجل و 70 ألف سيدة إلى المستشفى في بريطانيا سنويا.
وقال غال إنه من واقع التواصل مع المتخصصين في الرعاية الصحية، تخضع السيدات إلى نفس الاختبارات التشخيصية بنسبة أقل على الأرجح، مما يؤدي إلى زيادة نسبة التشخيص الخطأ بواقع 50 في المئة على الأرجح.
“وفاة السيدات”
كما خلصت الدراسة إلى أن السيدات هن الأكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، غير أن ذلك لا يسهم بشكل كامل في حدوث فارق نسبة الوفاة بين الجنسين.
واستعان هذا التحليل بالبيانات السويدية، وقال الباحثون إن الوضع بالنسبة للسيدات في بريطانيا أسوأ على الأرجح، إذ يتعرضن بنسبة أكبر لخطر النوبات القلبية فضلا عن التفاوت الكبير في كيفية الحصول على الرعاية المناسبة.
وقال غال :”تعد السويد رائدة في الرعاية الصحية، وواحدة من أقل دول العالم فيما يتعلق بمعدل الوفاة الناتج عن الإصابة بنوبات قلبية، وعلى الرغم من ذلك مازلنا نشهد هذا التفاوت في العلاج والنتائج بين الرجال والسيدات”.
وقال جيرمي بيرسون، من المؤسسة البريطانية للقلب : “تذكي نتائج هذه الدراسة المخاوف”.
وأضاف :”نحتاج بشكل عاجل إلى رفع الوعي بشأن هذه القضية، لكونها من الأشياء التي يمكن تغيير وضعها بسهولة. فمن خلال ضمان حصول المزيد من السيدات على طرق علاجية موصى بها، نستطيع تقديم مساعدة لمزيد من الأسر تجنبا لفقد عزيز بسبب نوبة قلب مرضية”.