بئر الحَمائم يتحول الى بئرٍ للحِمام… شاهدٌ آخر على جرائم التكفيريين الدواعش في تلعفر

344

النجف الأشرف – الحكمة: هل لك أن تتخيل إنك تسير وأنت مُكبَّل الأيدي ويقتادك عشرات الأشخاص الملتحين والمتشحين بالسواد نحو المجهول وهم يرفعون نحوك مختلف أنواع الأسلحة حتى يصلوا بك عند حفرة يبلغ قطرها قرابة الـ 50 متراً وعمقها 90 متراً تحت الأرض لرميك داخلها؟؟ .. أيَّ موت هذا وأي شعور سوف ينتابك ؟؟ بل أي جرم اقترفت لتعاقب بهذه الطريقة؟؟

عمق هذه الحفرة أو ما يعرف ببئر علو عنتر قد تقلص كثيراً ولم يعد بنفس العمق المرعب!! لكنه أصبح أكثر رعباً بعدما رُدم بجثث الأبرياء من أهل تلعفر !!

السكون المخيف يخيَّم على المكان حتى أنك تكاد تسمع صراخ الضحايا وهم يتوسلون بجلاديهم قبل لحظات إعدامهم بوحشية يندى لها جبين الإنسانية.

كل من يرى بئر الحمائم يستطيع أن يتخيل أصوات النوح وحشرجات حناجر الصغار وعويل الأمهات قبل الإلقاء بهم أحياء ليموتوا من الجوع إن كانوا من سعداء الحظ ونجوا بأعجوبة من رصاصات الدواعش.

مؤسسة اليتيم الخيرية شرعت بتوثيق هذه الجريمة وذهبت لموقع بئر الحمائم الكائن على بعد ٥ كيلو مترات إلى الشمال من مدينة تلعفر وتحديداً في قرية السادة على بعد ٥٠٠ متر عن الطريق العام الرابط بين تلعفر وناحية العياضية، ذلك البئر الذي سُمي بهذا الاسم لأن سرب الحمام يعلوه عادةً، وجدته قد تحوَّل إلى بئرٍ للحِمام بعد أن اتخم بالجثث والتي يصل عددها إلى الآلاف ربما!! هذا العدد من الجثث دعا التكفيريين الدواعش إلى تفجير جانب من البئر لطمَّها وما لاح للعيان من هذه الجثث كان قد تفسَّخ!!

ووجدت أيضاً أن آثار الدماء لازالت واضحة وعبوات الإطلاقات النارية الفارغة تملأ المكان،، ونقلاً عن بعض رعاة الأغنام فإن عصابات داعش كانوا يأتون يومياً بآلياتٍ لجرف التراب وطم جثث الأشخاص الذين يأتون بهم يومياً إلى البئر.

(ه. ع. ي) قال بأنه شاهد جثة والده وعمه في هذه الحفرة فيما قال (ح. ر. م) بأنه فقد ثلاثة من ذويه فيها أيضاً .. هؤلاء الأشخاص والمئات من عوائل الأيتام الذين ترعاهم مؤسسة اليتيم الخيرية ناشدوا المؤسسة لتوصل أصواتهم إلى الجهات المختصة لانتشال جثث أهلهم منها والمؤسسة وباسم الإنسانية وباسم حقوق الإنسان ترفع شكوى عوائلها قليلي الحيلة إلى كل من يحمل ضميراً إنسانياً، إلى الحكومة المركزية والمجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة، إلى دائرة المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء إلى دائرة الطب العدلي والأدلة الجنائية، إلى مفوضية حقوق الإنسان البرلمانية، لإخراج جثثهم من هذا البئر والكشف عن أسمائهم وتسليمهم لذويهم لكي يدفنوهم بطريقة انسانية ويجعلوا أرض القبر تخضرُّ من الدموع.

يشار إلى أن مؤسسة اليتيم الخيرية يرعاها مكتب المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم مد ظله وحاصلة على صفة الاستشارية الخاصة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة لعام 2016.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*