السعودية تغرق في شبر ماء
غرقت السعودية يوم أمس في”شبر ماء” كما يقال، وكشفت الأمطار أن دولة الثراء الفاحش، التي تبلغ احتياطياتها أكثر من 800 مليار دولار، لا تزال تعيش في العصور الوسطى، ليس اجتماعيا فقط، بل حتى في مجال الخدمات التي فضحتها الأمطار وأظهرت أنها لا تستطيع توفير حتى شبكة صرف صحي،و لا تختلف كثيرا حتى عن الخدمات في دولة من دول المجاعة في جنوب الصحراء الأفريقية! فقد أدى تساقط الأمطار إلى التسبب بسيول عارمة اجتاحت عدداً من أحياء العاصمة السعودية الرياض على اثر عواصف رعدية دفعت بالمسؤولين إلى إغلاق المدارس والجامعات في العاصمة وفي المحافظات القريبة، فيما أكد الدفاع المدني أن هناك ثلاثة أشخاص في عداد المفقودين.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم تعليق الدراسة في مدارس الرياض والمحافظات المجاورة، أمس، وكذلك فعلت «جامعة الإمام محمد بن سعود» و«جامعة الملك سعود» و«جامعة اليمامة».
بدوره، أعلن الدفاع المدني أن عدد المفقودين جراء السيول بلغ ثلاثة أشخاص في الرياض، مشيرا إلى إنقاذ حوالي مئة شخص احتجزتهم المياه في الرياض ومنطقتها. ونقلت الوكالة السعودية الرسمية «واس» عن المتحدث باسم الدفاع المدني العقيد عبد الله العرابي الحارثي قوله إن «غالبية الأماكن التي تدخّل فيها الدفاع المدني كانت في الأحياء الجنوبية الغربية من العاصمة». وأوضح أن «عدد المفقودين يبلغ ثلاثة أشخاص، فيما بلغ عدد المحتجزين الذين تم إنقاذهم 98 شخصا بينهم 35 في مدينة الرياض». كما بلغ عدد السيارات التي تم إخراجها حوالي 150، بينها 101 سيارة في العاصمة.
وأدت الأمطار الغزيرة إلى غرق سيارات وبعض الطرق في أحياء الشفا وحاير وديراب والسويدي والطريق الدائري الشمالي، كما انقطع التيار الكهربائي عن بعض مناطق شمال العاصمة، وفقا لوسائل الإعلام المحلية.
وأعلن الدفاع المدني، في بيان أمس، أنه «استقبلت مراكز عمليات الدفاع المدني في الرياض من مساء أمس السبت (أمس الأول) وحتى صباح اليوم الأحد (أمس) 5015 بلاغا منها 4968 في مدينة الرياض و47 بلاغا في عدد من محافظات الرياض جراء الأمطار التي هطلت أمس السبت (أمس الأول) على منطقة الرياض».
وعادة ما تشهد السعودية، ذات المناخ الصحراوي، أمطارا غزيرة في فصل الشتاء. وتسببت كارثة سيول في العام 2009 في وفاة 120 شخصا. وشهدت مدينة جدة، وهي ثاني أكبر المدن السعودية والتي يقطنها نحو أربعة ملايين نسمة، انقطاع الكهرباء عن أجزاء من المدينة في ذلك العام بسبب السيول.
رويترز، أ ف ب