اللحوم المستوردة تغازل الفقراء بأسعارها… وتعرّضهم للخطر بأنواعها
الحكمة – متابعة: عبر مكبّر صوتٍ ينادي البائع على بضاعته من اللحوم الحمراء والبيضاء المستوردة، معلناً عن أسعار يُسال لها لعابُ الكثير من الناس الذين يتبعون مصدر الصوت، معاينين أشكال اللحوم وأنواع المشويات التي يصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى سعر ربع كيلو من اللحوم المحلية، لكنَّ هذا الجرس لن يُدقّ في اذان الفقراء والبسطاء من الناس، اللاهثين وراء توفير قوت يومهم والذي حتماً، يخلو من اللحوم الحمراء المحلية…
وتدخل العراق كميات كبيرة من المواد الغذائية المعلبة والمشروبات الغازية واللحوم والزيوت النباتية والأجبان، من دول عربية وأجنبية كسوريا ومصر وإيران والصين، عبر منافذ العراق الحدودية، ولا تخضع هذه المواد في معظم الأحيان، إلى فحص يؤكد صلاحيتها للاستخدام البشري.
ويعزو محمد المياحي بائع لحوم (قصاب) سبب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء العراقية، إلى قلّة أعداد الأبقار والأغنام التي تصل ساحات البيع المنتشرة في العاصمة، إضافة الى نوعية لحومها الممتازة والمشهورة في المنطقة، الأمر الذي جعلها عرضةً للتهريب الذي عدّه من أسباب ارتفاع سعرها أيضاً.
فيما نوّه ميثم ماضي، بائع لحوم مستوردة في سوق بغداد الجديدة، إلى أن هناك أنواعاً عدّة من اللحوم المستوردة ومن شتى المناشئ الهندية والاسترالية والأوربية، منها ما هو جيد وآخر رديء، وربما منتهية الصلاحية، لكن للأسف، بعض التجار من ضعاف النفوس، يعمدون الى تغيير التاريخ والمناشئ ويتم عرضها بسعر مغر.
بهذا الشأن سبق وأن كشفت لجنة الصحة والبيئة النيابية، عن أن أغلب اللحوم المستوردة هي غير شرعية ويتم استبدال مناشئها بمناشئ أخرى وجلبها للعراق، محذرةً من استخدام تلك اللحوم للاستهلاك البشري، فيما دعت المؤسسات الرقابية وجهاز التقييس والسيطرة النوعية الى تفعيل دورها بشأن هذه القضية.
وقالت اللجنة في بيان صحفي، إنه لابد من وجود مفردة الأمن الصحي وتطبيقها لحماية وسلامة المواطنين من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك البشري، داعيةً المؤسسات الرقابية الصحية وجهاز التقييس والسيطرة النوعية الى “تفعيل دورها بشأن استيراد هذه اللحوم”. لافتة الى: أن اغلب التقارير المعنية تشير الى وجود خطر يهدد حياة المواطن نتيجة تلك اللحوم، ولابد من اتخاذ تدابير بشأن السيطرة على تدفقها بشكل غير طبيعي على البلد.
وبهذا السياق حذر النائب عادل المنصوري، من خطورة اللحم الهندي المنتشر في المطاعم التي تنتج الكباب وباقي المأكولات، مبيناً أنه، مستورد من دول موبوءة وسط غياب تام للرقابة الصحية .وقال المنصوري، إن الرقابة الصحية في العراق غائبة ولاتؤدي دورها والشعب العراقي يتعرض لموت بطيء من خلال اللحم الهندي الذي يستورد من دول موبوءة بالأمراض. وبيّن المنصوري، ان الجهات المختصة في البلد، تعرف جيداً هذه المخاطر، ولكن لم تتخذ أي إجراء بخصوص المواد الغذائية المستوردة. داعياً الحكومة ووزارة الصحة ولجنة الصحة والبيئة النيابية، إلى إعطاء الموضوع الاهتمام المطلوب.
لكن تلك التصريحات لم تصل الى مقتني هذه اللحوم من الفقراء الذين يُصابون بشتى أنواع الأمراض، ومنهم الشاب مصطفى قاسم، الذي أغراه سعر طبق من الكباب شهي المنظر، لكنه كاد يودي بحياته وحياة والدته، لولا اتخاذ الإجراءات الصحية لهما، إلاّ أن بالرغم من كل ذلك، أصيب مصطفى بالتهاب القالون المزمن. فيما تعرض حسنين الى حالة تسمّم حادة، جراء تناوله أحد أنواع اللحوم المستوردة التي وجد سعرها ملائماً قياساً بسعر اللحوم المحلية، تسبّبت له بتهيّج معوي حاد وتحسّس من اللحوم الحمراء.
المدى