ألمانية من أصل مغربي تروي قصة التحاقها وابنتيها بداعش وأيامهن الأخيرة بالموصل
223
شارك
الحكمة – متابعة : كشفت السلطة القضائية العراقية عن اعترافات ألمانية من أصل مغربي بانضمامها وابنتيها إلى تنظيم داعش وروايتها عن الأيام الاخيرة للتنظيم في الموصل لدى اقتراب القوات العراقية من المدينة وتحريرها منتصف العام الماضي.
وتقول الألمانية من أصل مغربي “لمياء محمد قوسيج” (51 عاما) في اعترافات نشرتها صحيفة “القضاء” الاثنين إنها عندما كانت تقلب في صفحات التواصل الاجتماعي كانت تشاهد صورا ومقاطع فيديوية لتنظيم داعش من على صفحتها الشخصية وتتلقى دعوات لمنتديات خاصة بالتنظيم ثم بدأت مجموعة من الفتيات يتحدثن لها عن الدولة الإسلامية والجهاد في سبيل الله وكن يستعملن أسماء مستعارة.. وتشير إلى أنّها وبعد فترة من الزمن بدأت ترغب بالتعرف أكثر على تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
المثول أمام قاضي محكمة مكافحة الارهاب
وأشارت لمياء خلال مثولها أمام قاضي التحقيق في المحكمة المركزية المتخصصة بمكافحة الإرهاب في بغداد بجسدها النحيل وعينها المصابة إلى أنّ رغبتها وقناعتها البسيطة في التنظيم الإرهابي قد دفعتها إلى التعرف على سبب هجرة بعض الألمانيات للالتحاق بداعش والقتال في سوريا والعراق.
وأوضحت أنه بعد مجموعة المعلومات البسيطة التي حصلت عليها من المنتديات والمواقع الإلكترونية التابعة للتنظيم قصدت مجموعة من رجال الدين في الحي الذي كنت تسكنه وآخرين كانت تعرف أنهم يحفزون المسلمين على الالتحاق بالدولة الإسلامية.
إتصال برجال دين
تضيف لمياء قائلة “التقيت مجموعة من رجال الدين لا أعرف أسماءهم إلى اليوم لأنهم يستعملون كنى مختلفة وصرت أسألهم عن الدولة الإسلامية فكانت إجاباتهم متقاربة وتتلخص بأن هذه هي دولة الإسلام والدولة التي دعانا الله إلى فعل أي شيء من أجل إقامتها وبما أنها قامت فيجب على جميع المسلمين والمسلمات الالتحاق بها لنصرتها”.
وتقول “إن أكثر ما آثر بي هي كلمة أحد هؤلاء الشيوخ عندما قال لي: إن كل هذه الأرض لا يوجد عليها دولة تحكم بشريعة الله إلا الدولة الإسلامية في العراق والشام وهذا كان أهم ما دفعني لاتخاذ قرار الهجرة إلى هذه الدولة”.
الرحيل إلى تركيا ومنها إلى الرقة
وتبين قائلة “في الشهور الأخيرة من عام 2014 أوصلني السؤال عن كيفية الوصول إلى سوريا إلى رجل يحمل الجنسيتين الألمانية والتركية يعرف باسم عمار بن ياسر دلني على شخص آخر يكنى بأبي البراء وهو سوري الجنسية وبعد الاتصال بالأخير أخبرني أن علي أن أنتقل من ألمانيا إلى تركيا وهناك هو من سيتكفل بإيصالي إلى سوريا”.
وتضيف “وصلنا إلى تركيا برفقة ابنتي الاثنتين نادية وسمية (لم تكشف عن عمريهما) وفور وصولي اتصلت بأبي البراء وقام هو بتزويدي برقم هاتف قال لي إن صاحبه سيقوم بمهمة نقلكم إلى سوريا وبالفعل اتصلت بهذا الشخص الذي لم يخبرني باسمه ووافانا في حي شانلي اورفة الذي كنا نسكن بأحد فنادقه وكان هذا في شهر آب أغسطس من عام 2014 وعبر سيارة تكسي اتجهت بنا إلى الحدود التركية السورية وبعدها سلمنا لسائق آخر في سيارة كبيرة كانت تضم مجموعة من المهاجرين من جنسيات مختلفة”.
وتزيد لمياء في اعترافاتها “أوصلتنا السيارة الكبيرة إلى منطقة على مقربة من الحدود السورية وهناك وصلنا إلى بيت كبير يدعى المضافة عزل فيه الرجال المهاجرون عن النساء وكان مسؤول المضافة شخص تركي يدعى أبو أحمد وكنا في المضافة خمس عشرة امرأة جميعهن تونسيات باستثنائي وبناتي وامرأة فرنسية”.
وتقول “بعد ثلاثة أيام قضيناها في المضافة طلب منا أن ننتقل إلى الأراضي السورية إلا أن هذه المرة لم تكن هنالك سيارة لتقلنا وكان يرافقنا مجموعة من الرجال منهم يحمل أجهزة الاتصال وبعد مشي على الاقدام لأكثر من ساعة التقينا بمجموعة من رجال الامن التركي تحدث لهم أحد الرجال الذين يحملون أجهزة الاتصال وعرفت أنهم وافقوا على مرورنا وبالفعل دخلنا إلى الأراضي السورية”.
الوصول إلى “الدولة الاسلامية”
وتوضح لمياء مبينة “استقبلنا رجل في منطقة حدودية وكان يرتدي الزي الأفغاني وقام بتقديم المياه لنا وطلب منا أن نستقل باصا ولم ينضم لنا لكنه أخبرنا أنكم وصلتم إلى الدولة الإسلامية وبعد مسير عرفت أننا نقصد مدينة الرقة وفور وصولنا أسكنونا في بيت كبير وكنا في المضافة أكثر من ثلاثمائة امرأة مع أطفالهن ومن جنسيات متعددة”. وتزيد “قضينا بمضافة الرقة ثلاثة أشهر لم نكن نقوم بشيء في هذا الوقت ولم يكن يزورنا إلا رجل سعودي يكنى أبو أسامة المدني وهو يُعرف بمسؤول المضافات وكان يدخل المضافة بين حين وآخر لاختيار الفتيات الباكرات لتزويجهن لأمراء التنظيم فيما يأخذ النساء الأخريات لمقاتلي التنظيم”.
تزويج ابنة لمياء ثم تطليقها
وأضافت لمياء موضحة انه “مرة جاء السعودي وبرفقة شخص آخر يدعى أبو دجانة التونسي وطلبوا مني أن أتزوج بأحد مقاتلي التنظيم وبسبب رفضي طلبوا أن يزوجوا ابنتي الباكر وبالفعل تم تزويجها بأحد أمراء التنظيم ويسمى بأبي إمامة التونسي وتم الزواج في ما يسمونه بالمحكمة الشرعية”.. “وبعد زواج ابنتي نادية انتقلت أنا وابنتي الصغرى في بيت زوج أبنتي في الرقة وبعد شهور من الزواج وبمجرد أن انتهى حمل ابنتي وأنجبت بنتا طلب زوجها منها أن تذهب معه إلى المحكمة الشرعية ذاتها وقام بتطليقها”.
“الهجرة” إلى ولاية الموصل
وتقول لمياء “بعد طلاق ابنتي لم نعد نتحمل البقاء في الرقة وطلبت من مسؤول شؤون المهاجرين الانتقال وبالفعل تمت الموافقة على نقلنا إلى ولاية نينوى (عاصمتها الموصل) وبسيارات خاصة ومع مجموعة من المهاجرين انتقلنا إلى نينوى وأسكنونا بمجمع سكني بالجانب الأيسر من مدينة الموصل وكان هذا منتصف عام 2016 حيث بقينا هناك وكنا منقطعين عن التواصل إلا مع مجموعة من النساء اللاتي كن يسكن معنا في المجمع وكنا نحصل على ما نحتاجه من قبل بعض النساء المرتبطات بمسؤولي المجمعات وعند اقتراب القوات الأمنية العراقية من الجانب الأيسر طلب منا الانتقال إلى الجانب الأيمن”.
عمليات انتحارية
وعن حياتهم هناك تشير لمياء المتهمة بالارهاب إلى أنّه في أيمن الموصل “أسكنونا في مجمع في حي 17 تموز وبعد تطور الأحداث واقتراب القوات الامنية من الجانب الأيمن صرنا ننتقل من حي إلى آخر وكنا نجمع نحن النساء غير المتزوجات بمكان واحد وبعد اشتداد العمليات العسكرية طلبت منا إحدى النساء المسؤولات على المضافة التي كنا نسكنها وتدعى أم معاذ أن نشارك في المعارك عبر ارتداء أحزمة ناسفة والهجوم على القوات العراقية، إلا أنني رفضت أن أفعل هذا وكذلك رفضت أن تقوم إحدى ابنتي بالانتحار”.
وأضافت انه “كل ما اقتربت القوات العراقية في أيمن الموصل كان الأمر يزداد سوءاً علينا وكانت قبضة التنظيم تتراخى إلى أن استهدف البيت الذي كنا نسكنه فأصيبت ابنتي الصغرى وتوفيت جراء الإصابة فيما أصبت أنا بجروح طفيفة في جسدي وعيني وبعدها وصلت القوات العراقية وقامت باعتقالنا”.
يشار إلى أنّ محكمة التحقيق المركزية تدرس حاليا قضية لمياء بانتظار البت في مصيرها. وكانت القوات العراقية قد انجزت في تموز يوليو عام 2017 تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش الذي سيطر عليها في حزيران يونيو عام 2014.