الحكمة – متابعة: بينما تطال الانتقادات شركات الاتصال، بسبب عجزها عن إيجاد حل لمشكلة غياب الإشارة في بعض المناطق، طور علماء ألمان تطبيقا جديدا قد يُساعد على حل هذه المعضلة، التي يُعاني منها الكثير. فما هي هذه التقنية؟ وكيف تعمل؟
كثيرا ما انتاب البعض الغضب، بعد تواجده في مكان لا تتواجد فيه إشارة قوية، تتيح له إمكانية ربط اتصال هاتفي بشخص ما، أو حل مشكلة ما أو حتى الإبحار ولو مدة قصيرة في الانترنيت، من أجل معرفة نتيجة مباراة ما أو حالة الطقس وغيرها. ومنذ سنوات يحاول خبراء التكنولوجيا إيجاد حلول لمشكلة غياب الإشارة عن الهواتف الذكية. ويبدو أن علماء ألمان نجحوا أخيرا في العثور على حل فعال لذلك، إذ يُطور علماء حاليا تطبيقا جديدا يتيح استخدام الهواتف الذكية، في إجراء اتصالات في حالة عدم وجود إشارة أو تغطية من شبكة الاتصالات.
تطبيق “سمارتر”
وطور الباحثون الألمان بالتعاون مع مكتب الحماية المدنية، ووزارة الأبحاث في ألمانيا تطبيقا باسم “سمارتر”، يتيح استخدام شريحة الاتصال اللاسلكي “واي فاي” الموجودة في الهاتف الذكي، للاتصال مع الأجهزة الأخرى الموجودة في المناطق المجاورة، والتي تحتوي على نفس التطبيق دون الحاجة إلى وجودة تغطية من شبكات الاتصالات.
ونجح العلماء الألمان في تحقيق اتصال بين الأجهزة الذكية على بعد، يتراوح بين 200 و250 مترا في الأماكن المفتوحة باستخدام التطبيق الجديد. وبعد تحقيق الاتصال مع الجهاز الآخر الموجود على مسافة 200 متر لطلب المساعدة، يمكن لهذا الجهاز إجراء اتصال بنفس التقنية مع جهاز آخر على نفس البعد، وهكذا حتى يتم الوصول إلى جهاز موجود في نطاق تغطية شبكات الاتصالات لطلب النجدة.
تعدد الاستخدامات
وفي سياق ذي صلة، يمكن استخدام التطبيق الجديد في مجموعة عديدة من الحالات، مثل انقطاع التيار الكهربائي أيضا أو التعرض لهجوم معلوماتي أو لكارثة طبيعية. وقال البروفيسور “ماتياس هوليك” من “الجامعة الفنية” في مدينة دارمشتادت الألمانية إن “الكوارث والأزمات يمكن أن تقع في أي وقت وفي أي مكان، لذلك يجب الاستعداد لها بصورة مناسبة”. وجرى اختبار هذه التكنولوجيا الجديدة بنجاح في تجربة واسعة النطاق، لكن مازال هناك وقت طويل قبل أن تكون متاحة للاستخدام اليومي.
وأكد البروفسيور، ماتياس هوليك، أنه لسبب ما لم تدعم الهواتف الذكية، التي تعمل بنظام التشغيل “أندرويد” والمستخدمة في التجربة متطلبات هذا النوع من الاتصال بشكل تلقائي، وأضاف: “واضطررنا إلى تعديلها فنيا وإجراء تغييرات كبيرة عليها”، وأردف نفس المتحدث أن “الأساس العلمي لهذه التكنولوجيا ثبتت صحته، والكرة الآن في ملعب منتجي الهواتف الذكية لكي يدعموها في أجهزتهم”.