السيد الصافي: أدخل الى قضية الإمام الحسين(عليه السلام) من جهة الشبابية ولنأخذ علي الأكبر(عليه السلام) أنموذجاً

265

23-11-2013-04

    جاء ضمن الكلمة الإرشادية التي ألقاها الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي خلال المحفل القرآني الثاني لطلبة الجامعات والمعاهد العراقية، والذي أقامه قسم العلاقات في العتبة العباسية المقدسة (شعبة العلاقات الجامعية)، وضمن مشروع فتية الكفيل الوطني، وبالتعاون مع معهد القرآن الكريم التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية فيها.
وذلك مساء اليوم الجمعة 18محرم 1435هـ الموافق 22تشرين الثاني 2013م، وفي رحاب صحن أبي الفضل العباس(عليه السلام)، وشارك في المحفل قرابة (1000) ألف طالب من جامعات ومعاهد الوسط والجنوب وبالتزامن مع ذكرى عاشوراء الإمام الحسين(عليه السلام) .
مضيفاً: “لاشك أن عاشوراء الإمام الحسين(عليه السلام) لابد أن تترك بصمة في حياتنا اليومية، وأنتم تعلمون أن هناك الكثير من الأحداث التاريخية تُنسى ونحتاج الى دراية خاصة من أجل التنقيب والتأمل فيها، لكنّ قضية الإمام الحسين(عليه السلام) أكبر من أن نحتويها، وأوسع من أن تحاط بمساحة جغرافية هي أرض كربلاء، وعلى الأخوة أن يكثّفوا في التأمل بزيارات الإمام الحسين(عليه السلام) وفي هذا الإنشاء العقائدي العلمي والأخلاقي الذي أوصى به أئمتنا الأطهار(عليهم السلام) محبيهم، فبهذا التأمل سترون هناك إرادة قائمة على مبدأ حقٍّ يُبقي الحسَّ والنهج الحسيني على طول الدهر، فهم(سلام الله عليهم) قد حشدوا وحثوا على هذا المنحى”.
مناشداً الطلبة: “أدخل الى قضية الإمام الحسين(عليه لسلام) من جهة الشبابية ولنأخذ علي الأكبر(عليه السلام) أنموذجاً لشبابية واقعة الطف، فالإمام الحسين(عليه السلام) صاحب مشروع، وأي صاحب مشروع عند الشروع به لابد له من دراسته من جميع النواحي من أجل إنجاحه، كذلك لابد من توفر أدوات لهذا المشروع الذي تبنّاه(سلام الله عليه)، وجميع هذه الأدوات كانت موجودة في واقعة الطف، ومن جملة أدواته التي اختارها(عليه السلام) ابنه علي الأكبر(سلام الله عليه) وهو شاب في مقتبل العمر وكان القاسم(عليه السلام) ضمن مشروعه أيضاً، إضافة لحبيب بن مظاهر الأسدي ومسلم بن عوسجة”.
وأوضح الصافي: “أنتم وفي أعماركم هذه لابد أن تكونوا ضمن مشروع الإمام الحسين(عليه السلام) ونهضته المباركة، فلذلك لابد أن يكون لكل واحد منكم مثلٌ أعلى يحتذي به ويفتّش وينقّب عنه، وليكن مثلكم عليَّ الأكبر(عليه السلام) فهو كان منقاداً لأبيه(عليه السلام)، فكلُّ طالب جامعي يجب أن يكون له هدف، وعليه أن يختار الطريق والمنهج لمشروعه وبمحض إرادته، فالإمام الحسين(عليه السلام) صاحب مشروع ويجب أن يشرك فيه أكبر عدد ونموذج ممكن فهو مشروع إصلاحي، ومن خلال هذا المشروع علّمنا(عليه السلام) كيف نعيش ونحيا حياة كريمة”.
مختتماً كلمته: “عليكم أن تستثمروا قوتكم وطاقاتكم الشبابية في مصارعة ابليس وتصرعوه، لأنّ كيده كان ضعيفاً، ويكون ذلك عندما تتسلحون بالإيمان والعقل والتدبر، وأنت في مقتبل عمرك تؤسس للمشروع الذي بدأه الإمام الحسين(عليه السلام)، فالإمام الحسين(عليه السلام) هو باب مفتوح لكل من أراد رفض الظلم ومن أراد أن يكون قوياً، ولكل من يريد أن يكون شجاعاً وقوياً وحراً في حياته، فنحن نحب أن ننعت أنفسنا بأننا حسينيون، وربما لا يكفي أن ننسب أنفسنا للإمام الحسين(عليه السلام) فقط، بل نحتاج الى أعمال وأفعال تترجم هذه الصفة”.
وتلت الكلمة الإرشادية للسيد الصافي تلاوات مجودة أشنف بها أسماع الحاضرين، نخبة من القراء الدوليين، وهم كلٌّ من القارئ الدولي عبدالكريم قاسم مقرئ العتبة الكاظمية المقدسة والقارئ الدولي الحاج أسامة الكربلائي مقرئ العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، ‏والقارئ الدولي السيد حسنين الحلو والقارئ محمد الطيار، وهم من القرّاء الدوليين الذين شهدت لهم ‏الساحة القرآنية الإسلامية محليّاً ودوليّاً .
يذكر أن مشروع فتية الكفيل الوطني هو مشروع فكري تربوي يهدف لتطوير قدرات الشباب بمختلف المجالات في الجامعات والمعاهد العراقية، وجعلهم شباباً واعياً محبّاً لآل البيت(عليهم السلام) ويمتلك الثقافة والمهارات الحياتية التي تمكّنه من بناء وطنه، ليكون قادراً على تفهّم التحديات المستقبلية التي تواجه شعبنا وأمتنا الإسلامية، أسسته وحدة العلاقات الجامعية في قسم العلاقات العامة في العتبة العباسية المقدسة، وقد قام خلال فترة تأسيسه بجولات أسبوعية لطلبة الجامعات العراقية للتعريف بإنجازات العتبة المقدسة، والقيام بمشروع مسابقات فكرية بين الجامعات، ومشروع المخيمات الصيفية للطلبة التي تنفذ في مجمعات العتبة المقدسة الخدمية والتي يُقام بها دوري كرة القدم ومسابقات علمية ودينية بين الجامعات المشاركة، وجولات دينية وسياحية ومحاضرات ثقافية وعلمية ودينية وغير ذلك، فضلاً عن نشاطات المعارض والمهرجانات في الجامعات والمعاهد العراقية.

شبكة الكفيل العالمية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*