انتقادات بسبب استثناء اللاجئين من مساعدات “تافل” إيسن

283

الحكمة – متابعة: قررت منظمة “تافل” في إيسن عدم قبول منتفعين جدد إلا من هم حاملين للجنسية الألمانية، ما يعني استبعاد اللاجئين من هذه المساعدات. وقوبل القرار بانتقاد من مؤسسات المجتمع المدني، بل وحتى من قبل مسؤولين داخل منظمة “تافل”.

أثار قرار فرع منظمة “تافل” في إيسن (غرب)، وهي منظمة معنية بتقديم مساعدات غذائية للمعوزين في ألمانيا، بوقف تقديم الطعام إلى غير الحاملين للجنسية الألمانية استياء واسعا لدى الرأي العام الألماني، عبّر عنه حتى مسؤولون من ذات المنظمة. فزابينه فيرت رئيسة فرع منظمة “تافل” في برلين، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، شددت على أن المساعدات الغذائية التي تقدمها المنظمة موجهة لكل المحتاجين، وفقا لمبادئ منظمة “تافل دويتشلاند”، و”لا يوجد معوزين من الدرجة الأولى أو الثانية”.

مسؤولون في فروع أخرى للمنظمة في ولايات ساكسونيا السفلى وبريمن وهيسن أدلوا بدورهم بشهادات مشابهة، حيث قال نيكو شيفر رئيس المنظمة في ولاية تورينغن: “نحن هنا من أجل كافة المعوزين، بصرف النظر عن لون بشرتهم أو جنسيتهم”. وبالنسبة لكريستيان فولترينغ رئيس الجمعية الألمانية للتكافؤ الاجتماعي في ولاية شمال الراين-ويستفاليا فإن هذه الخطوة “خطيرة”، فرغم أنه “متفهم للضغط الكبير الذي تقع تحته تافل ويتعين عليها الانتباه لمواردها، لكن إجراء مثل وقف قبول (منتفعين جدد من المهاجرين) يصب في مصلحة اليمينيين الشعبويين”.

حزب الخضر (معارضة) دخل أيضا على خط الانتقادات عبر نائبه كاي جيرينغ الذي شدد بين الربط بين منح المساعدات الغذائية بجنسية المنتفعين، لكون أن ذلك يتعارض مع مبادئ منظمة “تافل” من الأساس.

“تافل” إيسن تدافع عن قرارها

من جانبه دافع يورغ زارتور، رئيس فرع منظمة “تافل” في مدينة إيسن الألمانية، عن قراره بشدة. وعلّل الفرع خطوته هذه بارتفاع نسبة المنتفعين من المهاجرين الذين أصبحوا يشكلون نحو ثلاثة أرباع متلقي المساعدات الغذائية من المنظمة وأن منتفعات مسنات وأمهات عازبات شعرن خلال العامين الماضيين بالخوف من شباب أجانب خلال الوقوف في طوابير انتظار لتلقي المساعدات من المنظمة.

ورغم الانتقادات التي وجهتها فروع أخرى للمنظمة ومنظمات خيرية وساسة ألمان، ذكر زارتون أن نحو 80 بالمائة من ردود الأفعال التي تلقاها كانت “إيجابية”، مضيفا: “هدفنا كان فتح طريق الانتفاع للجميع مجددا في منظمة تافل”. وأوضح زارتون أن قرار وقف قبول منتفعين جدد من المهاجرين إجراء “مؤقت، وربما لا يمتد حتى الصيف المقبل”.

كيف يعمل نظام “التافل”؟

يذكر أنه وفي عام 1993 أسست زابينه فيرت “مائدة برلين” لتكون أول مائدة “تافل” في ألمانيا. و بحسب ما أشار إليه الموقع الإلكتروني لـ”تافل”  يوجد الآن أكثر من 930 مائدة تافل، تقدم مساعدات غذائية لحوالي 1,5 مليون شخص محتاج في البلاد. بينهم من دوي الدخل المحدود، أو مشردون أو عاطلون عن العمل أو متقاعدون. كما ويقصد “تافل” عائلات ذات العدد الكبير من الأطفال، والطلاب أيضاً. وفي الآونة الأخيرة دخل اللاجئون، وبزخم كبير، على قوائم المستفيدين من الموائد. ويتم مراعاة خصوصية اللاجئين: “نحرص على أن نوزع على المحتاجين ما يرغبون بأكله. بعض سكان آسيا مثلاً لا يرغبون بمنتجات الحليب والمسلمون لا يأكلون الخنزير”، تقول فيرت.” وتجدر الإشارة إلى أن منظمة “تافل” تقوم بحفظ المواد الغذائية من التلف وتوزيعها على المعوزين. ويتعين أن يثبت المعوزون أنهم من متلقي الإعانات الاجتماعية أو السكنية.

ر.ض / و.ب (د ب أ، (DW-مهاجر نيوز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*