هل قضت الأمطار الغزيرة على أزمة المياه؟
الحكمة – متابعة : ساعد هطول الأمطار الغزيزة التي شهدتها البلاد في الأسبوع الماضي مؤخراً، الحد من مخاطر الجفاف في الصيف القادم، رغم عدم فعل شيء لتهدئة المخاوف بشأن توقف إمدادات المياه على المدى الطويل.
العراق حذر في شهر تشرين الاول الماضي من أن هناك نقصاً كبيراً في مياه نهري دجلة والفرات، إلا ان الامطار الغزيرة الاخيرة التي اجتاحت البلاد خلال الاسبوع الماضي، حدّت من مخاطر ازمة المياه المتوقعة.
ويعتمد العراق تماماً على نهري دجلة والفرات لتأمين احتياجاته من مياه الشرب والزراعة. وتراجع تدفق المياه من المنبع منذ سبعينات حين تجاهلت ايران وتركيا وسوريا الاتفاقات الدولية، واقامت كلاً من ايران وتركيا العديد من السدود والمشاريع على كلا النهرين مما قلّص كمية المياه المتدفقة الى العراق.
ووُصفت كمية المياه المتدفقة من ايران بالأكبر خلال السنوات الخمس، حيث ساهمت تلك المياه في احياء الانهار الصغيرة والمستنقعات المائية في جنوبي العراق التي جف الكثير من جداولها الضيقة في الأشهر الماضية.
وكان العراق قد ألقى باللوم على الدول المجاورة لتغيير مسار نهري الكارون والكرخة اللذين استخدما للتدفق الى نهر دجلة. وقال فرات التميمي، رئيس لجنة الزراعة والري البرلمانية إن “هطول الامطار الغزيرة، ساهمت في زيادة عائدات المياه في العراق وحققت الري للمحاصيل وخففت من ازمة الجفاف المتوقعة في الصيف المقبل”.
وأضاف التميمي “من المتوقع هطول المزيد من الامطار، ولكن هذا ليس حلاً استراتيجياً لازمة نقص المياه، فنحن بحاجة الى ايجاد العديد من الحلول الاستراتيجية لحل هذه المشكلة”.
وصرّح وزير الموارد المائية حسن الجانبي للبرلمان العراق في جلسة خاصة خصصت لمناقشة ازمة المياه أن “العراق يحتاج الى 50 مليار متر مكعب سنوياً”. مبيناً أن “نقص المياه اجتاح البلاد من شهر تشرين الاول لكن هذه الندرة اصبحت اقل حدة مع هطول الأمطار الأخيرة”.
وقال مسؤولون عراقيون إن اتفاقاً ابرم مع تركيا الشهر الماضي على تأجيل ملء سد “إلسو” الذي كان شهر آذار الى شهر حزيران القادم.
وأشار الوزير الى أن هناك تقدم كبير بين بلاده والجانب التركي بشأن حصة العراق من المياه، فضلاً عن اقناع الجانب التركي بتأجيل بناء السدود خلال الفترة القادمة من اجل التوصل الى اتفاق دولي لامن المياه.
وعلى خلفية الأزمة المائية التي تهدد العراق بالجفاف، امر البرلمان بتكثيف المفاوضات مع الجانبين التركي والايراني لايجاد حلول طويلة الأجل يمكنها ان تحد من الجفاف الذي يلوح بالأفق الآن.
وأمر البرلمان العراقي الحكومة بتكثيف المفاوضات مع الجانبين التركي والإيراني لإيجاد حلول طويلة الأجل. وقال عبد الكريم ابطان احد المشرعين العراقيين لوكالة فرانس برس ان “ايران وتركيا لا تلتزمان بالاتفاقات المشتركة ونحن حاليا في حرب مياه”.
واضاف “لا نريد تصعيد الوضع مع البلدين لكننا نقول ان لدينا مصالح مشتركة يمكننا الاعتماد عليها”.
وقال النائب عبد الكريم عبطان ان الوضع المائي في العراق على المدى الطويل لازال مليئاً بالمخاطر. مضيفاً “علينا ان نمضي قدماً ونضع المزيد من الضغوط على الدولتين لضمان تدفق المياه”. وقال مسؤولون محليون ان الوضع حتى الآن تحت السيطرة وليس هناك خوف من ان تتأثر المناطق المأهولة بالسكان بالجفاف.
وكالات