بعد مُضيّ أكثر من (50) عاماً على إكسائه.. العتبة العباسية المقدّسة تُعيد إكساء حرم وصحن أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالمرمر
430
شارك
كربلاء المقدسة – الحكمة : شهد حرمُ وصحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) تنفيذ جملةٍ من المشاريع التي وُضعت تبعاً لمخطّطات زمنيّة ومكانيّة خاصّة تتناسب مع كلّ مشروع وخصوصيّاته، كمشروع التوسعة الأفقيّة وتوسعة الحرم بتسقيف الصحن الشريف إضافةً الى تغليف أواوين العتبة المقدّسة والسراديب التي أُنشئت في الصحن، فضلاً عن صناعة وتركيب الشبّاك الطاهر والمنظومات الساندة الأخرى من منظومات التبريد والإطفاء والإنذار والاتّصالات والمراقبة وغيرها من المشاريع الأخرى التي لا يتّسع المجال لذكرها، لتُختتم هذه السلسلة من الأعمال بمشروع لا يقلّ أهميّةً عن باقي قريناته ألا وهو مشروع إكساء الحرم والصحن الشريف بالمرمر الذي شهد آخر إكساءٍ له منذ سبعينيّات القرن الماضي. رئيسُ قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة المقدّسة المهندس ضياء مجيد الصائغ ومن خلال اللقاء الذي أجرته معه شبكة الكفيل حدّثنا عن هذا المشروع قائلاً: “المشروع يُنفّذ من قبل قسم المشاريع الهندسيّة وقسم الصيانة الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، ويُعتبر مكمّلاً لسلسلة من المشاريع التي نُفّذت في صحن وحرم أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وجاء نتيجة تعرّض المرمر المكسوّ به حاليّاً الى أضرار كبيرة وتخسّفات أدّت الى تشوية منظره العام إضافةً الى قدمه، حيث مضى عليه أكثر من (50) عاماً حتى تمّ إدراجه ضمن المشاريع التي تُنفّذ بعد أن كان تنفيذه يتقاطع مع باقي المشاريع الأخرى”. وأضاف: “عمليّة الإكساء قُسمت الى مراحل وكلّ مرحلةٍ الى أجزاء ومقاطع، فكانت المرحلة الأولى منه هي حرم أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) الذي تبلغ مساحته (1000متر مربّع)، وسبق هذا التقسيم إجراء مسحٍ كاملٍ للمشروع وعمل مخطّطات خاصّة به، وبنقوش وزخارف متناغمة مع باقي أجزاء العتبة العبّاسية المقدّسة لخلق حالةٍ من التناظر والتناغم”. وبيّن الصائغ: “المرحلة الأولى التي تُشبه في تنفيذها باقي المراحل تمرّ بعدّة فقرات تنفيذيّة هي: – رفع المرمر القديم. – رفع أجزاء الخرسانة القديمة وإصلاح المتضرّر منها. – معالجة الأرضيّة وتشقّقاتها باستخدام موادّ خاصّة. – صبّ أرضيّة خرسانيّة تكون ممهّدة للإكساء وبخرسانة ذات مواصفات خاصّة معالجة بموادّ إنشائيّة تساعد على التصاقها بالأرضيّة القديمة وأخرى تمنع الرطوبة وغيرها. – عمل شبكة حديديّة ووضعها تحت الصبّ الخرساني. – عمل شبكة أرضيّة لمنظومات تصريف المياه والاتّصالات والحريق والإنذار، وربطها بالصحن الشريف لترتبط بدورها بالمنظومات الرئيسيّة للعتبة العبّاسية المقدّسة. – المباشرة بإكساء المرمر تبعاً لقياسات معيّنة تمّ أخذها مسبقاً من ناحية درجة الميلان لتتناسب مع إكساء الصحن”. أمّا عن مواصفات المرمر فقد بيّن الصائغ: “المرمر هو من الأنواع الطبيعيّة والنادرة (ملتي الاونكس) إيطاليّ المنشأ، ويمتاز بميزات عديدة أهمّها أنّه طبيعيّ وذو ألوان طبيعيّة وقوّة تحمّلٍ عالية للظروف الجوّية ويُعطي انعكاسات رائعة، ويبلغ سُمْكُه (4سم) تقريباً”. واختتم الصائغ: “إنّ الأعمال تجري ضمن المخطّطات التصميميّة والتنفيذيّة للمشروع، وسيكون بالمحصّلة النهائيّة وبحسب هذه المؤشّرات لوحةً فنيّةً رائعة تُضاف وتُكمل باقي اللّوحات الفنيّة الأخرى التي رسمتها أنامل المبدعين لخَدَمَة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) “.