الدكتور محمّد التيجاني: فاطمةُ الزهراء (عليها السلام) لا يعرفها إلّا القليل ولم تأخذ المساحة الكافية لها من التاريخ، وهذا ظلمٌ من التاريخ ومن واضعيه

543


كربلاء المقدسة – الحكمة : أكّد المفكّر الإسلاميّ الدكتور محمد التيجاني: “أنّ الزهراء (سلام الله عليها) ظُلمت كبعلها وكأبيها الرسول، وأنا قلت في مؤتمر الإمام الرضا بأنّ غريب الغرباء هو محمّد رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولا تقولوا للرضا أنّه غريب، فسأقول هنا بأنّ فاطمة أيضاً غريبة في هذه الأمّة لا يعرفها إلّا القليل ولم تأخذ المساحة الكافية لها من التاريخ، وهذا ظلمٌ من التاريخ ومن واضعيه”.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح فعّاليات النسخة الثانية من المهرجان السنويّ الثقافيّ العالميّ روح النبوّة الذي أقامته شعبةُ مدارس الكفيل النسويّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، وأضاف: “في الحقيقة سأبكي وأُبكيكم بهذه المناسبة العطرة لأنّ حياة الزهراء كانت كلّها شقاء وكلّها تعب وكلّها مأساة، حتى في حياة أبيها (سلام الله عليها) الذي كان لا يدخل ولا يخرج إلّا أن يبدأ بها ويختم بها، وهي التي كما تعلمون ملقّبة بأمّ أبيها والتي يبقى محبّوها وموالوها على مدى الدهر يُسلّمون عليها بهذا التسليم عليها، سلام الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها”.
مضيفاً: “فاطمة الزهراء(سلام الله عليها) التي قالت للظلم: لا.. بملء فيها، وإذا كان شعار ابنها (هيهات منّا الذلّة) فهو رضع من حليب هذه المرأة التي وقفت شامخة لتقول للظالمين: لقد نبذتم كتاب الله وراء ظهوركم، الزهراء دعوتها لم تكن من أجل مال أو سلطة وإنّما كانت تدعو المسلمين أن يتمسّكوا بحبل الله وأن يتمسّكوا بالقرآن الكريم وأن يتمسّكوا بالعترة الطاهرة فكانت دعوتها صادقة”.
وبيّن التيجاني: “أنّ فاطمة الزهراء(عليها السلام) ثارت لكي تقول للمسلمين أيّها المسلمون قضى أبي حياته كلّها في بناء هذه الأمّة فلا تهدموها ولا تُسقطوها من بعده، وهذه هي دعوة الزهراء (سلام الله عليها)”.
وهنّأ التيجاني العراقيّين بتحقيقهم النصر على عصابات داعش الإرهابية بالقول: “نهنّئ العراق على تطهير أرضه من الدواعش، ولكن نقول له انتبه فلا يزال هنالك دواعش وخلايا نائمة، فالحذر الحذر لأنّ فاطمة قالت: (وأبشروا بسيفٍ صارم وسطوة معتدٍ غاشم، وبهرجٍ شامل، واستبداد من الظالمين، يدع فيئكم زهيداً وجمعكم حصيداً)”.
وتابع التيجاني: “أنا أقول والمجتمع يقول والرسول يقول: إنّ الله يغضب لغضبك يا فاطمة، فبالتأكيد أنّ الله غاضب، متى ترضى يا ربّ؟ يرضى الله عندما ترضى الزهراء، ومتى ترضى الزهراء؟ عندما تعود الأمّة الى رشدها، لذلك نقول: نفرح لأفراحهم ونحزن لأحزانهم، نعم نحن فرحنا بالطبع بهذه المناسبة ولكن حزنها هو الذي دام، فهي ماتت وهي حزينة كئيبة مظلومة شهيدة، وأتمنّى من الله سبحانه وتعالى أن يهدينا رشدنا ونكون يداً واحدة بكافّة طوائفنا على من سوانا، وهذا ما كانت تريده الزهراء(سلام الله عليها) فأقول: السلام عليك يوم ولدت ويوم شهادتك ويوم يُقال للأمّة الإسلاميّة والبشريّة جمعاء: غضّوا أبصاركم لأنّ فاطمة ستمرّ على الصراط”.
واختتم بالقول: “نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُلهمنا رشدنا ويجمع كلمتنا على الأخوّة لأنّ الزهراء(سلام الله عليها) تريد من المسلمين أن يتّحدوا، فيا مسلمون اتّحدوا واعلموا أنّ فاطمة بنت أبيها أو أمّ أبيها حفظت القرآن الكريم قديماً وحفظت السنّة النبويّة كما علمنا، ولكن مع الأسف لا وجود لأحاديثها في الكتب الإسلاميّة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*