شيعة العراق .. نقطة الضعف في الكيان الشيعي

312

imagesCADTSAHF

بحوار بسيط مع أي شخص شيعي، نكتشف حجم معاناته الداخلية القائمة على ركام هائل من الشكاوى والملاحظات والانتقادات لظروف الشيعة وحالهم والمخاطر التي تتهددهم، وهي في معظمها متفق عليها بمساحة واسعة.

فالشيعة يتعرضون للقتل والمؤامرات الإقليمية، تضعهم السعودية وقطر وتركيا وغيرها في دائرة الهدف سعياً لإضعافهم أينما كانوا، وإبعادهم عن أي نقطة يشكلون فيها قوة وحضوراً. خصوصاً في إيران والعراق ولبنان. وأن الهجمة الطائفية وصلت حد التنسيق والتلاقي مع السياسة الإسرائيلية وهو ما كشفته صحافة إسرائيل نفسها اضافة الى الإعلام الغربي والأميركي، فلم يعد ذلك سراً مخفياً، بل تحول الى تحرك علني في المواقف والقرارات.

إن استعراض الواقع الشيعي في المنطقة يكشف أن العراق هو الخاصرة الضعيفة في الجسم الشيعي، وهو المنطقة الرخوة في كيانه. فإيران دولة قائمة تعرف ما تريد وتخوض مفاوضاتها مع المجتمع الدولي وفق رؤية محسوبة وقد سجلت حضورها في إدارة ملفات الأزمات، رغم الحصار المفروض عليها منذ سنين طويلة.

وفي لبنان يقف حزب الله على رؤية واعية لما يجري حوله وما يتهدده، وقد مكنته هذه الرؤية من مواجهة التحديات حتى الآن.

في البحرين حيث الظلم والقمع والدكتاتورية، فإن الشيعة يعرفون ما يريدون، إنهم يطالبون بنظام دستوري ديمقراطي، وهو مطلب شاق وصعب في ضوء التوجهات الطائفية الخليجية التي ترفض أي تحول في أنظمتها الحاكمة، فالظلم الذي يتعرض له الشعب البحريني، يعادله الوعي والإرادة على المواصلة، رغم القمع والقتل والإعتقالات العشوائية.

أما العراق فهو منطقة الإرباك المفصلية في الوجود الشيعي بأسره، والذي ينعكس على ما حوله، فالتشتت الشيعي وتفرق كتله وكياناته السياسية، يجعل اختراقه سهلاً من قبل القوى الطائفية والإرهابية، وهذا ما يحدث بالفعل. الأمر الذي ينذر بإسقاط العراق كوجود شيعي غالب، فبدل أن يكون عاصمة التشيع ومحور القوة الشيعية، فإنه يوشك أن يكون منطلق الضعف الشيعي، والكارثة التي تلحق بهم في إيران وسوريا ولبنان والخليج وغيرها.

لقد أدركت الحكومات الإقليمية الطائفية وكذلك الجماعات التكفيرية هذه الحقيقة، فوجهت طاقاتها وإمكاناتها لتوجيه حملتها ضد العراق، إنها اختارت منطقة القلب لتسدد رميتها، وقد كشف معظم قادة الشيعة في العملية السياسية صدر الشيعة وظهرهم لتلقي الضربة.

الألم سيكون شديداً إلى أعلى حد، لأن جماهير الشيعة يجلسون بكسل، يشكون وينتقدون، ولم يظهر أي اتجاه فيهم من الجمهور العام أو الكفاءات المثقفة أو القدرات المتخصصة لتساهم في الحل ورسم خطوط العلاج في مواجهة المخاطر.

نشكو ونخاف ونحذر، لكننا لا نعمل، لنعترف بهذه النقطة أولاً، ثم لنقرر بإخلاص وصدق أن نكون على نهج الحسين وأئمة أهل البيت عليهم السلام بأن نقدم الحلول وأن نصنع الحاضر بوعي وإدراك موضوعي، فهذا هو التشيع وهذا هو خط أهل البيت الذي أرادوه لنا.

 الرأي

 


تعليق 1
  1. أبو هبة الله العراقي يقول

    شكرا لكاتب المقال وأقول : من الخطأ المقارنة بين شعب اعزل لا يمتلك زمام المبادرة ولا يملك السلطة وبين دولة قوية لها نظام مستقر بكل وجوهه ولها قرار سلطوي على أعلى درجة من الشرعية والنفاذ ,, ثم ان شيعة البحرين يطالبون بحكم دستوري ديمقراطي , وهل شيعة العراق لم يفعلوا ذلك ؟؟؟ ثم يدعي كاتب المقال : (لقد أدركت الحكومات الإقليمية الطائفية وكذلك الجماعات التكفيرية هذه الحقيقة، فوجهت طاقاتها وإمكاناتها لتوجيه حملتها ضد العراق، إنها اختارت منطقة القلب لتسدد رميتها)………. ولا أدري كيف شيعة العراق بهذا الضعف وتوجه لها هذه الدول كل امكاناتها وطاقاتها ونحن نعرف مدى قوة هذه الدول وفاعليتها على الساحة الاقليمية !!!!! أقول باختصار شيعة العراق هم القوة التي لا تفتر والطاقة التي لا تنفد في الأمة الشيعية في العالم والمرجع لها وشيعة العراق هم من سيحتضن عاصمة العالم في دولة المهدي أرواح العالمين له الفداء .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*