حرب افتراضية بين ساسة عراقيين على «فيس بوك» ومجهولون يديرون مواقع الزعماء للدعاية و”ضرب الخصوم”

288

imagesCA0OBOEE

في وقت تنتشر فيه العديد من صفحات التواصل الاجتماعي لنواب وساسة عراقيين، يغيب البعض الاخر عن تلك المواقع، فيما تنتشر صفحات مزيفة بأسمائهم.

ويرى متابعون ان بعض تلك الصفحات تعمل كوسيلة دعائية للنواب او القادة السياسيين، واخرى لإثارة المشاكل والفتن، وغيرها تستخدم للتسقيط السياسي او الحزبي، في حين اصبح المواطن الاعتيادي لا يميز بين الصفحات الوهمية والحقيقية التي تنتشر في مواقع الانترنت.

ويقول الصحفي حيدر التميمي لـ “العالم”، انه “عند البحث عن احد السياسيين او النواب في مواقع التواصل الاجتماعي تجد أكثر من صفحة تشير له، في حين لن تجد لنواب اخرين مواقع الكترونية تمثلهم”.

وبين التميمي، الذي يعمل مراسلا صحفيا ان “مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت مكانا للمهاترات السياسية والكسب الدعائي للعديد من المسؤولين”.

وتابع، “عند البحث عن صفحة رئيس الوزراء نوري المالكي مثلا، تجد هنالك عشرات الصفحات التي تحمل هذا الاسم، بعضها يناصره والاخر يعمل ضده، الامر الذي ينسحب على اغلب قادة الكتل والاحزاب والتيارات السياسية”.من جانبه قال مسؤول الإعلام في مكاتب أحد اعضاء مجلس النواب، رفض الكشف عن اسمه، انه يعمل على ادارة صفحتين في “فيس بوك”، ومهمته الاساسية نشر النشاطات التي يقوم بها النائب من زيارات ومؤتمرات وجولات تفقدية على المشاريع الخدمية في العاصمة بغداد وحتى مشاركاته الخارجية.

وبين، “موقع فيس بوك اصبح فسحة لتواصل النائب مع قاعدته الجماهيرية، وتردنا بعض الطلبات ومشاكل المواطنين على هذه المواقع والعناوين الالكترونية، ويحاول النائب حلها”، مؤكدا “وجود مئات الحالات التي وصلت عن طريق مواقع التواصل والايميلات، وتم ايجاد الحلول لها من قبل النائب”.

واشار، الى ان “بعض التعليقات والرسائل التي تصل الى هذه الصفحات تحمل اراءً محترمة وجادة، الا ان اغلبها تتهكم وتسخر من النواب ومن العملية السياسية، الامر الذي يفقد هذه المواقع قيمتها الاعتبارية”.

واوضح ان “بعض المسؤولين والنواب لا يعيرون اهمية كبيرة لمواقع التواصل الاجتماعي التي استطاعت ان تغير انظمة سياسية بأكملها، وهم لا يمتلكون اي حساب في الفيس بوك او توتير او غيرها”، منوها الى ان “بعض الاشخاص الاعتياديين يقومون بإنشاء صفحات وهمية بأسماء السياسيين، ويسببون لهم المشاكل من خلال تلك الصفحات المزيفة”.

من جهتها قالت الاستاذة الجامعية هبة العاني في حديث لـ “العالم”، ان “بعض المواقع الالكترونية التي تخص السياسيين عبارة عن مكان للدعاية والترويج، وبعضها الاخر تبث سموم الطائفية على مدار 24 ساعة، لذلك لا اتابع مثل هذه المواقع”، مشيرة الى “وجود عدد كبير من المتابعين لهذه الصفحات يصل في بعض الاحيان الى مئات الالاف”.

ورغم امتلاك العشرات من قادة الاحزاب والوزراء واعضاء مجلس النواب لحسابات تحمل اسماءهم في “تويتر” و”فيسبوك”، الا انها، بحسب المتابعة، باتت تشكل جزءا من ماكنة تلميع صورة هؤلاء عبر نشر مواقف وصور ليس لها صلة بالواقع.

وباستثناء قلة قليلة من الصفحات الرسمية، التي يديرها موظفون في مكاتب المسؤولين بشكل مباشر، فان اغلب صفحات التواصل الاجتماعي تنشغل بنشر أدعية او صور لمناظر طبيعية او حتى مواد خادشة للحياء، هذا بخلاف خوض النزاعات السياسية مع مختلف الأطراف وممارسة التسقيط بحق الخصوم المفترضين.

وتثير حسابات المسؤولين شهية الفضول لدى العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، اذ يعمد الكثير من المتصفحين الى الاشتراك بهذه الصفحات اما لانتمائه لذات الجهة السياسية، او طلباً لعلاقة تؤدي الى منفعة كوظيفة او ترقية، او حتى للتباهي بـ”صداقة افتراضية” مع مشاهير شاشات الفضائيات وقبة البرلمان. ويستذكر الكثير من العراقيين استجابة وزير الخارجية الاماراتي السريعة لمواطن طلب مساعدته، عبر حسابه على توتير، لنقل زوجته الحامل الى بلده الامارات، فارسل له طائرة خاصة.

وبحسب الاحصاءات فان نحو مليوني عراقي يمتلكون حسابات خاصة على موقع فيسبوك، فيما يحل العراق بالمرتبة الثامنة عربيا من حيث اتصاله بشبكة الانترنت.

وفيما يحرص العديد من الساسة والمسؤولين العراقيين على توضيح مواقفهم السياسية بشان مختلف التطورات التي تشهدها البلاد، يسخر اخرون مواقعهم للتسقيط السياسي ونشر اشاعات واخبار غير صادقة ضد خصومهم. وتعد الصفحة المنسوبة للنائب وعضو التحالف الوطني احمد الجلبي من ابرز صفحات “التسقيط السياسي”.

وكانت صفحة الجلبي قالت ان تكاليف سفرة رئيس الوزراء نوري المالكي الاخيرة الى واشنطن قد كلفت خزينة الدولة نحو 120 مليون دولار، وهي معلومات أثارت سلسلة انتقادات من حيث حقيقتها ومصدرها، في حين نفى مسؤولون حكوميون ان تكون السفرة قد كلفت هذا المبلغ الطائل.

ويعلق الناشط محمد الامين على بعض “البوستات” التي تظهر على الصفحة المنسوبة للجلبي بالقول “بعد 10 سنوات يعرف العراقيون ما هي المواقف الصحيحة وما هو التسقيط وتشويه الحقائق”.

ونفى المؤتمر الوطني العراقي مرارا صلة زعيمه احمد الجلبي بهذه الصفحات.

غضنفر لعيبي / العالم

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*