مكتبة العتبة الرضوية المقدسة تمتلك أكبر النفائس القرآنية في العالم
قال وكيل سدانة العتبة الرضوية المقدسةإن الإهتمام الكبير بمفهوم الكتاب و القراءة في العتبة الرضوية المقدسة قد استُلهم من النهضة العلمية العظيمة للإمام الرضا(ع).
فقا لتقرير الموقع الإخباري للعتبة الرضوية المقدسة فقد تحدث الدكتور السيد أحمد علوي في حفل تكريم واقفي الكتب و الرواد في مجال إدارة مكتبات العتبة الرضوية المقدسة، مشيراً إلي رواية عن أمير المؤمنين علي(ع) قائلاً: حسب ما قال الإمام فإن الكتاب أفضل متحدث، كما أنه يبعث الراحة في النفس و يدل الإنسان علي طريق السعادة و الصواب، لأن الكتاب علامة العقل و دليل فضل الكاتب.
و تابع مضيفاً: لدينا العديد من الأحاديث و الروايات حول الكتاب و تأليف الكتب، حتى أنه جاء في الروايات ما معناه إذا قام شخص ما بتأليف ورقة واحدة، فإن هذه الورقة ستحول بينه و بين النار.
المهمة الخطيرة للمؤسسات الثقافية
وفي قسم آخر من كلامه تحدث وكيل العتبة الرضوية المقدسة قائلاً: إننا نواجه في عالم اليوم العديد من الآراء والأفكار المختلفة و المتنوعة، كما أن قوى الهيمنة العالمية منشغلة بشكل جدي بنشر الشبهات و تقديم العقائد الباطلة و المنحرفة، من خلال الفضاء الإلكتروني و المطبوعات.
وصرَّح قائلاً: إن المجتمع هو المستهدف من هذه التحركات المشبوهة، خاصة الشباب و اليافعين،لذلك لدى الأجهزة و المؤسسات التي تتولي أمور الثقافة مهمة خطيرة وحساسة الآن.
وأوضح علوي أن مهمة المؤسسات الثقافية للعتبة الرضوية المقدسة في هذه الأجواء التي يشهدها المجتمع الدولي تتمثل بفضح و الأقوال و نشر الأفكار المسمومة و المنحرفة بشكل مكتوب و في الفضاء الإلكتروني، لوضعها بمتناول الجميع، كما يجب عليها شرح الإسلام الأصيل و أسلوب الحياة الإسلامية للعالم أجمع بشكل مستدل و منطقي دقيق حسب الأسس العلمية.
النهضة العلمية العظيمة التي أوجدها الإمام الرضا(ع)
و صرح أنه قد ظهرت خلال مرحلة حياة الإمام الرضا(ع) أفكار متنوعة كان مصدرها القسطنطينية و اليونان وحتى الهند، فقام (عليه السلام) من خلال نهضته العلمية العظيمة المسجلة في التاريخ بتعليم البشرية المسار الصحيح لسعادة الإنسان.
كما أشار علوي خلال حديثه إلى الإهتمام الخاص الذي توليه العتبة الرضوية المقدسة منذ السنوات الأولى لانتصار الثورة الإسلامية للأعمال المستدامة و البنى التحتية تأسياً بسيرة الإمام الرضا(ع) قائلاً: إن تطوير و إعداد المكتبة المركزية للعتبة الرضوية المقدسة و إنشاء المكتبات الجديدة كان منذ السنوات الأولى محل تأكيد سادن العتبة الرضوية المقدسة آية الله واعظ الطبسي، و اليوم نري أن هذه المكتبات هي دليل خالد على الإدارة الإسلامية الناجحة.
كما أشار إلى أساليب البحث التي قدمها العديد من العلماء قائلاً: هناك ستة طرق للبحث هي التفكير البحثي، والتفكير الإستدلالي، و التفكير الناقد، و التفكير المدافع، و التفكير المحاور، بالإضافة إلى التفكير المبدع.
و أضاف: أما الطريقة التي أوصانا بها الدين الإسلامي المبين و الأئمة المعصومين(ع)، فهي استناداً إلى الآية الكريمة 18 من سورة «الزمر» ((الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)).
أكبر مجموعة مخطوطات في العالم
و صرح وكيل سدانة العتبة الرضوية المقدسة: ببركة الثورة الإسلامية العظيمة، و قيادة الإمام الخميني(ره)، و تعاليم وتوجيهات سماحة قائد الثورة الاسلامية، الذي يعتبر أكبر واقف لنسخ القرآن و المخطوطات للعتبة الرضوية المقدسة، فإن مكتبة العتبة الرضوية المقدسة تمتلك اليوم أكبر مجموعة من كنوز المصاحف القرآنية النفيسة في العالم.
و أضاف علوي: أنّ قيام العتبة الرضوية المقدسة بإنشاء أكثر من أربعين مكتبة يدل على الإهتمام الخاص لهذه المؤسسة المقدسة بمفهوم الثقافة و تطوير القراءة في البلاد، حيث تمتلك هذه المكتبات أكثر من ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف كتاب بمواضيع مختلفة، و حوالي أربع و أربعين مخطوطة و ثمانية و خمسين مصدرا خطيا، لذلك تعتبر من أغنى و أكبر المكتبات و مراكز الوثائق في إيران و العالم.
و قال: إن الفضل في هذا النجاح كله يعود إلى سنة الوقف الحسنة، و إن هذا الخلود التاريخي سببه القوانين والقواعد الدقيقة الحاكمة للوقف و الموقوفات، والإنضباط المالي و الإداري للعتبة الرضوية المقدسة، التي تمتلك مكتبتها مصاحف قرآنية يعود تاريخها لمئات السنين يتم التعامل معها حسب نوايا الواقفين بشكل دقيق.
كما أثنى السيد علوي على جهود المسؤولين و العاملين في مكتبات العتبة الرضوية المقدسة، قائلاً: إن الحضور الفاعل وتقديم الخدمات الثقافية في بيت الحكمة للإمام الرضا(ع) هو توفيق عظيم يلقي على عاتقكم مسؤولية كبيرة.
و في نهاية البرنامج قام وكيل سدانة العتبة الرضوية المقدسة بتكريم واقفي الكتب و العاملين الروّاد في مجال المكتبات.
العتبة الرضوية المطهرة