الفاو تدعو إلى تنسيق عالمي في مجال الاقتصاد الحيوي يشمل الجميع

419
الأناناس – قشوره يمكن أن تتحول إلى عبوات تغليف قابلة للتحلل.

الحكمة – متابعة: قالت نائبة المدير العام لشؤون المناخ والموارد الطبيعية ماريا هيلينا سيميدو اليوم في قمة الاقتصاد الحيوي في برلين إنه إذا تم تطبيق الاقتصاد الحيوي بالشكل الصحيح خاصة بالتعاون مع أو لخدمة الأسر الزراعية، فإن هذا الاقتصاد يمكن أن يساعد في جهود معالجة المشاكل العالمية الملحة مثل الجوع والفقر والتغير المناخي.

وأكدت أن الاقتصاد الحيوي المستدام هو “اولاً وقبل كل شيء يتعلق بالطبيعة والناس الذين يهتمون بالكتلة الحيوية وينتجونها”، وأوضحت أن ذلك يشمل الأسر الزراعية والعاملين في الغابات ومصايد الاسماك الذين “يملكون كذلك المعرفة بكيفية إدارة الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة”.

وقالت: “يجب علينا أن نعزز الجهود الدولية المنسقة وضمان مشاركة جميع أصحاب المصلحة على المستوى المحلي والوطني والعالمي”، مشيرة إلى أن ذلك يتطلب وضع أهداف قابلة للتحقيق وتوفر سبل تحقيقها وكذلك طرق ميسورة التكلفة لقياس التقدم.

وأوضحت: “معاً دعونا نقود تطوير الاقتصاد الحيوي المستدام للجميع، ولا نترك أحداً خلفنا”، مؤكدة على أن الفاو عملت مع الدول الأعضاء وغيرها من الشركاء في قطاعات الاقتصاد الحيوي التقليدية، وهي الزراعة والغابات ومصايد الاسماك، وكذلك استخدمت التكنولوجيا ذات العلاقة مثل التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا المعلومات لخدمة قطاعات الزراعة.

الابتكار يلعب دوراً رئيسياً

الاقتصاد الحيوي هو الاقتصاد الذي يستخدم الكتلة الحيوية بدلاً من المصادر الاحفورية لإنتاج السلع الغذائية وغير الغذائية مثل البلاستيك الحيوي والأدوية الحيوية. ونظراً لأن الابتكار يلعب دوراً رئيسياً في القطاع الحيوي، فيجب علينا أن نضمن توزيع المعرفة سواء التقليدية أو الحديثة بشكل متساوي، بحسب سيميدو.

الأمن الغذائي والتغير المناخي

تشير التقديرات إلى أنه ما يزال حوالي 815 مليون شخص في العالم يعانون من نقص مزمن في التغذية، ورغم إنتاج ما يكفي من الغذاء لإطعام الكوكب، غالباً ما تكون المشكلة هي عدم القدرة على الحصول عليه. وفي هذا الصدد، قالت سيميدو: “يمكن أن يساهم الاقتصاد الحيوي في تحسين القدرة على الحصول على الغذاء من خلال تأمين مصدر دخل إضافي من بيع المنتجات الحيوية”.

وأشارت أيضاً إلى المساهمة المحتملة للاقتصاد الحيوي في الجهود العالمية الرامية إلى التصدي لتغير المناخ، غير أنها حذرت من المبالغة في تبسيط ذلك، حيث قالت: “أن يكون المنتج حيوياً لا يعني بالضرورة أنه جيد بالنسبة لتغير المناخ، بل يعتمد الأمر على كيفية إنتاجه، وكثيراً على نوع الطاقة المستخدمة في هذا العملية على وجه الخصوص”.

الفاو والاقتصاد الحيوي

ونوهت سيميدو إلى أن الفاو تمتلك خبرة كبيرةً في دعم الأسر الزراعية وغيرها من صغار منتجي الكتلة الحيوية والمشاريع ذات الصلة.

وأشارت خلال لقائها مع وزيرة الأغذية والزراعة الألمانية الجديدة جوليا كلوكنر، على هامش القمة، إلى مشروع التعاون الحالي الذي تنفذه الفاو بالتعاون مع مجموعة عمل دولية متعددة الأطراف معنية بالطاقة الحيوية، لوضع مبادئ توجيهية تتعلق بالاقتصاد الحيوي المستدام، وذلك بدعم من ألمانيا.

ولدعم هذه الجهود، تم بالفعل تحديد حوالي 25 حالة من جميع أنحاء العالم بوصفها أمثلة ناجحة في مجال الاقتصاد الحيوي يمكن دراستها لوضع أفضل الممارسات.

وتتضمن تلك الأمثلة نجاح مجموعة من النساء العاملات في صيد الأسماك في زنجبار في إنتاج مستحضرات تجميل من الطحالب، والمساهمة في فتح سوق جديد لمنتجات مبتكرة ومطلوبة بشكل كبير. أما في ماليزيا، فيوجد هناك برنامج لدعم الاقتصاد الحيوي القائم على المجتمع المحلي. وفي كولومبيا، يشارك أحد المجتمعات المحلية في تنفيذ مشروع ينطوي على تحويل قشور الأناناس إلى عبوات قابلة للتحلل الحيوي وتحويل العسل إلى غذاء ملكات النحل.

منظمة الزراعة والأغذية للأمم المتحدة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*