«الالتهام الذاتي للخلايا» يُنقِص الوزن ويُطيل العمر؟

289

الحكمة – متابعة: يعتقد البعض أن عملية «الالتهام الذاتي للخلايا» (autophagy) قد تكون السبيل الجديد لإنقاص الوزن وإطالة العمر. ويُعرّف «الالتهام الذاتي» بأنه عملية تجدد طبيعي تحدث على مستوى الخلية في الجسم، وقد تساعد على الحد من الإصابة ببعض الأمراض.

وفي عام 2016، فاز العالم الياباني يوشينوري أوسومي بجائزة نوبل لاكتشافاته في آليات الالتهام الذاتي. وأدت اكتشافاته إلى زيادة فهم أفضل لبعض الأمراض، مثل الشلل الرعاش والخرف.

ومنذ ذلك الوقت، تسابقت شركات الأدوية والأكاديميون لإيجاد عقاقير من شأنها تحفيز عملية «الالتهام الذاتي». والتحق خبراء التغذية والصحة البدنية بالركب، قائلين إنه يمكن تحفيز العملية طبيعيا من خلال الصيام والتمارين الرياضية المكثفة والحد من الكربوهيدرات.

يقول الباحث ديفيد روبنزتين: «بالتأكيد، تشير أدلة التجارب التي أجريت على الفئران إمكانية ذلك». ويضيف: «هناك أبحاث نجحت في تحفيز الالتهام الذاتي باستخدام الوسائل الوراثية والعقاقير أو الصيام، وفي تلك الحالات، عاشت الحيوانات في الغالب فترة أطول وظهر تحسن ملحوظ على شكلها الخارجي».

ومع ذلك، يشير أستاذ علم الوراثة إلى أنه لم يتضح حتى اليوم كيف يمكن تطبيق تلك الآليات على البشر.

ويتابع: «على سبيل المثال، في الفئران مثلاً ترى آثار الصيام على الدماغ خلال 24 ساعة، وفي بعض المناطق للجسم، مثل الكبد، تكون الآثار أسرع ظهوراً. وعلى الرغم من أننا نعلم أن الصيام مفيد، لا نعرف، حتى اليوم، تحديداً كم من الوقت سيحتاجه الإنسان في الصيام لرؤية فوائد العملية». واكتشف الالتهام الذاتي للخلايا لأول مرة في فترة الستينات، لكن أهميته الرئيسية لم تحدد إلا بعدما بدأ يوشينوري أوسومي أبحاثه في التسعينات.

ويوضح روبنزتين: «ما اكتشفناه هو أن الالتهام الذاتي يقي من أمراض مثل الشلل الرعاش وضمور خلايا الدماغ وبعض أشكال الخرف». ويضيف: «يبدو أنها عملية مفيدة في سياق الحديث عن الحد من العدوى، إضافة إلى الوقاية من الالتهابات المفرطة». وتشير كتب الأنظمة الغذائية إلى أن العملية يمكن «تحفيزها» من خلال تغييرات في أنظمة الغذاء وأنماط الحياة، مثل الصيام.

ويضع أحد الكتب الجديدة، الصادر بعنوان «غلو 15» للكاتبة نعومي ويتيل، برنامجاً من 15 يوماً يتضمن الصيام لـ16 ساعة لثلاث مرات أسبوعياً، والتقليل من البروتين في بعض الأيام، وتناول الكربوهيدرات في وقت متأخر من اليوم، إضافة إلى تمارين رياضية مكثفة.

وتضيف: «بعض الناس فقدوا ما يقرب من سبعة أرطال في 15 يوماً، وظهر على آخرين تحسن وانخفاض في عدد خطوط التجاعيد، إضافة إلى تغييرات في مستويات ضغط الدم، وتحسن في كتلة العضلات الهزيلة».

ويقول روبنزتين إنه «لن يضرك إي من هذه التوصيات التي أجريتها على حياتك». ويتابع: «إذا كنت تعيش في نمط سيئ، وإذ كنت دائما تتناول الوجبات الخفيفة وغير الصحية، فلن تتاح لك الفرصة لتحفيز عملية الالتهام الذاتي». ويبدو واضحاً أن الصيام المفرط ليس فكرة جيدة.

البيان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*