اتجاهات مختلفة في المطالعة تميز جيل ما بعد التغيير ..الأدعية الدينية والقرآن الأكثر رواجًا أيام الأزمات في سوق الكتب

412

1_1027521_1_34

تباينت آراء عدد من المهتمين بالقراءة وأصحاب مكتبات بشأن نوعية الكتب المتداولة في سوق بغداد، في وقت قال مواطنون إن الاوضاع المعيشية الصعبة، وظروف البلد، لن تسمح بقراءة الكتب سوى (القرآن الكريم) والأدعية في المواسم الدينية وخلال شهر رمضان وعند الازمات الامنية والمناخية.

وأكد باعة الكتب ان الفلسفة، وكتب التنوير والدولة المدنية اهم العناوين التي تلقى رواجا كبيرا من قبل شبان يرتادون شارع المتنبي وتتزايد اعدادهم اسبوعيا.

في غضون ذلك، كشف تقرير صدر عن مركز المعلومة للبحث والتطوير ومنظمة تموز للتنمية الاجتماعية عن وجود أكثر من ستة ملايين عراقي أمي في العراق بلا تدخل حكومي لحل هذه الازمة المتفاقمة.

ويقول الكتبي محمد عباس، ان “الكتب التنويرية الجديدة التي تحمل مراجعة للفكر التاريخي الفلسفي، بالإضافة الى الروايات الاجنبية الحديثة والقديمة التي ترجمت مؤخرا هي الاكثر مبيعًا في المكتبات”، موضحًا ان “كبار السن يبحثون عن كتب التاريخ والسير”.

وأضاف عباس، وهو صاحب دار المرتضى للكتب في شارع المتنبي، ان “الكتب التنويرية التي تحمل ابعادا مدنية وحضارية بعيدة عن التعصب بدأت بالانتشار والتداول من قبل فئة الشباب الذين يتوافدون اسبوعيا الى شارع المتنبي”.

وتابع، “غالبية الشباب يبحثون عن تطوير ذواتهم بالابتعاد عن الفكر الكلاسيكي والتقليدي، في محاولة لتغيير الواقع لأن البلدان عادة ما تعول على الشباب وهم المصدر الاساسي في التغيير، لذلك اتجه بعض الشباب لقراءة الكتب السياسية الحديثة خصوصا وان البلد يعيش أوقاتا حرجة وغير مستقرة وكذلك بسبب التطورات السريعة التي يشهدها العالم”. فيما اكد الكتبي ستار محسن علي، ان “اقبالا واسعا من قبل الشباب على الكتب غير التقليدية بعد ان كان اتجاه القراء يقتصر على الكتب الدينية والروايات الكلاسيكية وكتب اخرى كانت ممنوعة في زمن النظام السابق”، مبينا ان “الوقت الحاضر يشهد رواج الكتب الفلسفية والروايات الحديثة، والكتب التي تتناول اتجاهات سياسية ودينية مختلفة”.

وأوضح محسن، وهو صاحب مكتبة سطور بشارع المتنبي، “تزايدت الوجوه الشابة على اقتناء تلك الكتب”.

وتابع، “من خلال اقامتي مجموعة من المعارض لبيع الكتب في محافظات عدة وجدت ان النسبة الاكبر من القراء في الوقت الحاضر هم من الشباب الذين بدأوا يتسابقون على اقتناء الكتب الحديثة وقراءتها”

فيما يقول الشاب علي حميد، انه يعتمد على مواقع الانترنت في البحث عن المعلومات ولا يعتمد على الكتب الورقية بتاتا، مشيرا الى ان “مواقع الانترنت تحتوي على كل الافكار والمعلومات والأخبار التي احرص ان استقيها من مواقع رصينة، لأن بعض المواقع تحتوي على معلومات خاطئة وكاذبة”.

وبين سليم انه يقرأ القرآن والأدعية وتحديدًا عند حدوث ازمات امنية ومناخية، “بعد ان شهد البلد ازمات الامطار والفيضان والهزات الأرضية توجهت الى القرآن الكريم والأدعية للتقرب من الله تعالى”.

فيما تقول الشابة نجلاء عماد ان الكتب التي تقرأها هي “الروايات العالمية والعربية، التي تجمع بين السياسة والقصص العاطفية والاجتماعية، وتحديدا روايات احلام مستغانمي وغادة السمان”.

من جهتها قالت الناشطة المدنية ابتسام التميمي، ان “اغلب الشباب الان في حالة من عدم الاستقرار بسبب الاوضاع الامنية والاجتماعية التي تغيرت بعد العام 2003”.

وعزت التميمي التدني الواضح في نسبة القراءة الى “الظروف المعيشية الصعبة، وتسرب الطلاب من المدارس والجامعات لإعانة عوائلهم في كسب لقمة العيش، الامر الذي ادى تراجع العلم والمعرفة ما خلّف اكثر من 7 ملايين شخص امي في العراق”، مشيرة الى ان “مهمة تثقيف الناس وحثهم على القراءة تقع على عاتق المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني التي يجب ان توفر ظروفا ملائمة للعراقيين من اجل مواكبة التقدم المعرفي الحاصل في دول العالم”.

بغداد – غضنفر لعيبي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*