تخليداً لذكراه: العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة تستذكرُ الشيخ محمد بن إدريس الحلّي (قدّس سرّه الشريف)…
الحلة – الحكمة : تعتبر مدينة الحلّة من المدن التي برز فيها صفوةٌ من العلماء والمجتهدين، وشخصيّاتٌ علميّة كبيرة لامعة في الفقه والعلوم الإسلامية، ومن أولئك الأعلام الذين أناروا طريق العلم والمعرفة والهداية حبر الشيعة والعلّامة الأجلّ ابن إدريس الحلي(قدّس سرّه الشريف).
ومن أجل المساهمة في إحياء ذكرى هذا العالم الجليل والتعريف به وبنتاجاته العلميّة والمعرفيّة التي لا زالت منهلاً يغرف منه طلبةُ العلم، قامت العتبةُ العبّاسية المقدّسة متمثّلةً بمركز تراث الحلّة التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة، وبالتعاون مع الهيأة العُليا المشرفة على مشروع الحلّة مدينة الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) بإقامة حفلٍ مهيب لاستذكاره، وقد أقيم في مزار العلّامة ابن ادريس الحلّي تحت شعار: (ابن ادريس الحلّي شيخ التأصيل ورائد التجديد).
الحفل أُقيم على هامش فعّاليات مهرجان كريم أهل البيت(عليه السلام) الثقافيّ السنويّ الذي ترعاه العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية، وستنطلق فعاليّاته مساء يوم الأربعاء لإحياء ذكرى ولادة الإمام الحسن(عليه السلام) وذلك على حدائق مزار ردّ الشمس في مدينة الحلّة مركز محافظة بابل.
عضو اللجنة التحضيريّة للمهرجان الأستاذ المهندس حسن الحلّي أطلعنا على هذا الحفل قائلاً: “كانت مدينةُ الحلّة على مرِّ أكثر من ثلاثة قرون من الزمن كعبةً لطالبي العلم والمعارف الإنسانيّة، فتخرّج فيها من العلماء والأدباء ما لا يُحصَوْن عدداً، ومن تلك الشخصيّات العلميّة التي كان لها الأثر البارز ليس على مدينة الحلّة وحسب بل لكلّ طالب علمٍ ومعرفة هو العلّامة ابن ادريس الحلّي، فقد وُصفت مدينة الحلّة منذ أوّل أيّامها بأنّها رحمٌ ولودٌ لأهل العلم والفضل، ومن أجل المساهمة في إحياء تراث العلماء الذين يُعتبرون قلب المجتمع النابض وشريانه الحيّ وسراج العباد ومنارة العلم للبلاد، فقد قمنا وضمن فعّاليات مهرجان الإمام الحسن(عليه السلام) الثقافيّ السنوي على استذكار أحد هؤلاء العلماء الحلّيّين”.
وبيّن الحلّي: “أنّ حفل الاستذكار شهد فعاليات عديدة منها إلقاء كلمة لأهالي الحلّة ألقاها بالنيابة عنهم السيد رسول الموسوي معتمد المرجعيّة الدينيّة العُليا في الحلّة، أطلّ من خلالها على محطّات عديدة من محطّات هذه القامة العلميّة الشامخة، مبيّناً أنّ الغرض من استذكار مثل هكذا شخصيّات دينيّة وعلمائيّة هو لاستلهام العبر والفقه والعلوم والاقتداء بها أيضاً”.
مضيفاً: “كما كانت هناك كلمةٌ لمركز تراث الحلّة التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة ألقاها مديره الشيخ صادق الخويلدي، وقد أوضح فيها أنّ الحفل هذا هو جزءٌ من وفاء الأمّة لتكريم علمائها، مبيّناً أنّ المركز عمل على إحياء ذكرى العلماء الحلّيّين وتقفّي ذكراهم وإحياء آثارهم العلميّة ومنهم الشيخ ابن إدريس الحلّي(قدّس الله سرّه الشريف)”.
وتابع الحلّي: “كذلك كانت هناك كلمة لسماحة العلّامة السيّد محمد علي الحلو أخذت منحىً بحثيّاً وتطرّق فيها الى جملةٍ من الأمور والحقائق حول هذه الشخصيّة العلمائيّة البارزة، مستشهداً بعددٍ من نتاجاته العلميّة التي لا زالت تُعدّ مرجعاً علميّاً”.
وأضاف: “تخلّل الحفل كذلك عرضُ فيلمٍ تسجيليّ وثائقيّ عن الشيخ العلّامة ابن إدريس الحلّي ليكون مسك ختام هذا الحفل بتقديم الهدايا التكريميّة للمساهمين في إقامة هذا المحفل الاستذكاري”.
يُذكر أنّ اِبن إدريس أبا عبد الله محمد العِجلي الحلّي (543 – 598هـ) كان من كبار فقهاء الإماميّة، وذكره المترجمون بلقب الحلّي والمعروف عند الفقهاء بـصاحب السرائر، واعتبره الصفدي أنّه لا نظير له في الفقه، ودعاه ابن داود الحلّي بشيخ الفقهاء فقد كان متبحّراً في الفقه، محقّقاً، ناقداً، متّقد الذهن، ذا باعٍ طويل في الاستدلال الفقهيّ والبحث الأُصوليّ، باعثاً لحركة التجديد فيهما، وكان يقول: “لا أُقلّد إلّا الدليل الواضح، والبرهان اللائح”.
شبكة الكفيل