الحكمة – متابعة: ذكر السفير التركي لدى العراق فاتح يلدز أمس (الخميس) أن بلاده أوقفت ملء سد إليسو على نهر دجلة حتى تموز (يوليو) لمساعدة العراق في التغلب على نقص المياه.
وكانت تركيا بدأت في وقت سابق هذا الشهر ملء السد، ما غذى المخاوف من نقص المياه في العراق، وذلك بعدما أجلت البداية المقررة لتلك العملية لثلاثة أشهر بناء على طلب بغداد.
وقال يلدز على حسابه على “تويتر” إن تركيا أوقفت ملء السد بناء على أوامر من الرئيس رجب طيب أردوغان وذلك بهدف التصدي لنقص المياه في العراق.
وأضاف أنه “يجرى تحويل مياه دجلة حتى هذه اللحظة إلى العراق من دون أن تذهب نقطة منها إلى إليسو… أظهرنا مجدداً من خلال القرار الثاني أن في إمكاننا تقديم احتياجات جارتنا على احتياجاتنا”.
وأفاد بأن ملء السد سيستأنف في الأول من تموز (يوليو)، مشيراً إلى أن المياه ستظل تتدفق إلى العراق وفقاً للاتفاقات الموقعة بين البلدين.
ويتدفق 70 في المئة من موارد المياه العراقية من دول مجاورة، خصوصاً في نهري دجلة والفرات. وينبع كلاهما من تركيا.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء إنه فوجئ ببدء تركيا ملء السد ولمح إلى أنها فعلت ذلك كي تحظى بالدعم للحكومة في انتخابات 24 حزيران (يونيو).
وكما أن وزير الموارد المائية العراقي حسن الجنابي أكد أن بلاده لم توقع أي اتفاقات مائية مع تركيا وإيران، فيما كشف عن ضغوط عشائرية تمنع الوزارة من إزالة التجاوزات.
وقال الجنابي في مؤتمر صحافي نشرته وكالة “بغداد اليوم”، إن “الوضع الاقليمي وعدم التزام إيران وتركيا وسورية تعهداتها حول عدم بناء المزيد من السدود على نهري دجلة والفرات واصرار الدول الثلاث على عدم توقيع اتفاقات لتقاسم المياه، منع العراق من انهاء أزمة المياه”.
وأضاف أنه “بسبب عدم التعاون مع هذه الدول، فان العراق بحاجة الى استنفار علاقاته السياسية والديبلوماسية والاقتصادية، وهذا ليس عملاً خاصاً بالموارد المائية”.
وفي شأن سد الموصل، أشار الى أن “الوزارة مستعدة لإبرام عقد ثانٍ لصيانة سد الموصل”، مؤكداً أن “الوضع فيه مطمئن على رغم حملة التخويف التي تقودها وسائل الإعلام”.
ولفت إلى أن “البلاد بحاجة الى استخدام الري المغلق”، منوهاً إلى أن “هذا المشروع معروف لدى الوزارة، وفق خريطة طريق واضحة، لكنه بحاجة الى تمويل يبلغ 68 بليون دولار على مدى 20 عاماً”.
وبدأت خلال الأيام الماضية، آثار ملء سد “أليسو” التركي تظهر على نهر دجلة في العاصمة بغداد ومدينة الموصل، بانخفاض مناسيب المياه إلى حد كبير، ما أثار رعب المواطنين العراقيين من جفاف سيضرب مناطقهم ومحاصيلهم الزراعية”.