تزامنا مع ذكرى الفاجعة الأليمة.. الصبات “الكونكريتية” تزيد الخناق على الكرادة من جديد

298

الحكمة – متابعة : يستذكر اهالي منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد الذكرى الثانية للفاجعة الاليمة للتفجير الارهابي الذي استهدف مركزين تجاريين راح ضحيتها نحو اكثر من 500 مدني بين شهيد وجريح ، بالم وجراح لما خلفه من شلل تجاري شبه تام، بسبب الاجراءات الامنية التي تتخذها قيادة عمليات بغداد باغلاق منطقة الكرادة بين فترة واخرى لاسيما في المناسبات الدينية والوطنية.

ويشكو الاهالي واصحاب المحال التجارية من الاغلاق الشبه التام لمنطقة الكرادة تزامنا مع عيد الفطر المبارك مما يصعب حركة المواطنين داخل ازقة منطقتهم ، مطالبين قيادة عمليات بغداد باتخاذ اجراءات امنية تكفل بحماية المدنيين من دون اغلاق الشوارع الرئيسية والفرعية للمنطقة.

وكان تفجير ارهابي يعد الاعنف من نوعه استهدف مركزي الليث والهادي التجاريين في منطقة الكرادة في 27 رمضان / 3 تموز 2016، ما اسفر عن استشهاد واصابة نحو اكثر من 500 مدني .

مصطفى عبد الهادي صاحب محل لبيع المواد الغذائية شكا في حديثه لـ(وان نيوز) من اجراءات قيادة عمليات بغداد بشان اغلاق شارع الكرادة داخل وكذلك الشوارع الفرعية، مؤكدا ان هذا الاغلاق الحق به الضرر لصعوبة التسوق نقل المواد الى داخل منطقة الكرادة ، لاسيما وان فترة العيد تعد فترة ذهبية لاغلب اصحاب المحال التجارية لزيادة المتبضعين”.

واضاف ان “الإجراءات التي اتخذتها قيادة عمليات بغداد في مداخل المنطقة تؤخر وصول الناس الى أماكن عملهم والأسواق التجارية، وتتسبب بزحامات مرورية كبيرة عند نقاط التفتيش”، مبينا ان “حركة التسوق تشهدت تراجعاً كبيراً منذ التفجير الإرهابي الذي وقع قرب مجمع الليث”.

وأوضح ان “المواطنين يتخوفون من التجوال في الأماكن المزدحمة، مشيرا الى ان “اجراءات الحكومة لا تزال لغاية الآن لا تلبي طموح أهالي الكرادة وأصحاب المحال والبسطات”.

وحمل عبد الهادي الحكومة والاجهزة الامنية مسؤولية الضرر الذي لحق اهالي منطقة الكرادة واصحاب المحال التجارية منذ عام 2016 وحتى يومنا هذا.

اما المواطن علي سالم (34 عاما) يقول “في السابق كان العيد والمناسبات الدينية لها طعم خاص في منطقة الكرادة لكونها تعتبر مركز تجاري وفيها مرقد السيد ادريس فتتاولى عليها الناس من جميع المناطق الا ان في السنتين الاخيرتين وخاصة بعد التفجير الارهابي عام 2016 ، تغيرت ملامح المنطقة بسبب اغلاق بعض المحلات التجارية المعروفة نتيجة خسارتهم وكذلك قلة المتبضعين عكس ما كان في السابق فضلا عن الاغلاقات المستمرة التي قتلت الحياة للمنطقة.

واضاف “بعدما استبشرنا خيرا باعادة افتتاح شوارع الكرادة التي اغلقت لاكثر من سنة ، تفاجئنا خلال اليومين الماضيين باغلاق المنطقة من جديد وعزلها عن مناطق العاصمة، مما صعب حركة التنقل من والى المدينة”.

ويتابع سالم في حديثه لـ(وان نيوز) “فقدت شقيقي الاصغر في تفجير الكرادة و7 اصدقاء ، كانت ايام حزينة ومؤلمة “، داعيا الحكومة والجهات الامنية الى اعادة الحياة لمنطقة الكرادة من خلال فتح شوارعها المغلقة واعادة الثقة للاهالي”.

نائب رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي اشار الى ان “اغلاق منطقة الكرادة اجراء احترازي قامت به قيادة عمليات بغداد في اخر 10 ايام من شهر رمضان خشية من تكرار الفاجعة الاليمة ، الا ان هذه الاحتراز تجاوز الحد المعقول حتى اصبح اغلاق المنطقة بشكل كامل حتى الشوارع الفرعية”.

واضاف الربيعي لـ(وان نيوز) “كان يفترض بقيادة عمليات بغداد باغلاق منطقة الكرادة ليلا من الساعة 8 مساء وحتى الصباح ، لكن تفاجئنا بقرار قيادة العمليات باغلاق الشوارع الرئيسية و32 شارعا فرعيا بالصبات الكونكريتية”.

وتساءل الربيعي “لماذا قيادة عمليات بغداد تركز بخطتها الامنية على منطقة الكرادة دون سواها من المناطق الاخرى من العاصمة حتى وصل بها الحال الى خنق المنطقة واغلاقها من جميع جوانبها”، مؤكدا ان “القوات الامنية ليس لديها خطة امنية كفيلة بحماية المدنيين سوى خطة الاغلاق التي تسبب الاذى للمواطنين واصحاب المحال التجارية”.

وتابع “نستذكر فاجعة تفجير الكرادة بالم وجراح الذي راح ضحيته المئات من الشهداء ، والذي الى الان لا احد يعلم بنتائج التحقيقات بشان التفجير وهوية المفقودين سوى مجلس الوزراء، مطالبا مجلس الوزراء بايضاح ذلك الى الراي العام”.

من جانبه اكد الخبير في الشؤون الامنية فاضل ابو رغيف ان “الكرادة تعد منطقة تجارية ذات صبغة مذهبية من شكل خاص فهذه المنطقة يسيل لها لعاب الارهابيون لتنفيذ عملياتهم الاجرامية بالتزامن مع مناسبات قد تكون دينية او وطنية او قومية لذلك الارهاب لاطالما ضرب هذه المنطقة وقد يكون اخرها المجزرة التي وقعت قبل عامين حينما قام بادخال سيارة شحن المواد الكيميائية ومواد سمية وسريعة الانفجار واحدث التفجير وراح ضحيتها مئات المدنيين الابرياء”.

وقال ابو رغيف لـ (وان نيوز) ان “هذا الاجراء احترازي يحدث في جميع دول العالم، فهناك شوارع في فرنسا مضت عليها 3 سنوات شوارع تجارية تم اغلاقها للحيلولة دون وقوع اعمال ارهابية تطال الابرياء”، مبينا ان “اغلاق منطقة الكرادة هو اجراء احترازي وقتي قد يتذمر المواطنون واصحاب المحال التجارية وقد تكون هناك عمليات نوعية تنفذها الاجهزة الاستخبارية كما ان خلية الصقور تتابع الامر عن كثب واجهزة الاستخبارية متواجدة بطريقة كبيرة وكثيفة لكن هذا التواجد غير ملحوظ على اعتبار الاستخبارات لا تتكلم”.

وتابع “اعتقد الامور تسير باتجاه احكام الطوق والسيطرة وتطويق أي مشكلة من باب الاحتراز وليس الديمومة وهي مدة لا تتجاوز مدة انقضاء العيد ستعاد الامور الى سابق عهدها”، لافتا الى ان “الارهاب قد لا يشكل تهديدا وخطرا لكن لا زال داعش موجودا ولازال ينشط ببعض المناطق فعناصره تتوارى بين المدنيين وبين المجتمع والنازحين وبين الازقة والاحياء ولديه خلايا متربصة تحاول تنفيذ عملياتها لادنى ولاقل صورة قد تجدها مناسبة لتنفيذ تلك العمليات”.

ووجهت مجموعة من الناشطين المدنيين نداءً الى الجهات الأمنية المسؤولة عن حماية منطقة الكرادة للمطالبة بتسهيل إجراءات دخول منطقة الكرادة داخل.

وان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*