قمة ترامب-كيم : الرئيس الأمريكي يصف الاتفاق بأنه “هائل”
الحكمة – متابعة: قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن مباحثاته التاريخية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إنتهت إلى التوصل إلى اتفاق مشترك “هائل”.
وتتضمن وثيقة موقعة بين الجانبين تعهدا من الرئيس كيم بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.
بيد أن ترامب أعلن في مؤتمر صحفي لاحقا تفاصيل ليست مدونة في الوثيقة.
وأكد ترامب على أنه سيوقف المناورات العسكرية في كوريا الجنوبية، وهو ما ينظر إليه على نطاق واسع بوصفه تنازلا.
وكان الاجتماع بين الزعيمين أول لقاء بين رئيس أمريكي ونظيره الكوري الشمالي، ويمثل انعطافا مهما في سياسة كل من ترامب وكيم.
ففي العام الماضي تبادل الاثنان الشتائم، وأجرت كوريا الشمالية عددا من تجارب إطلاق صواريخ باليستية في تحد واضح للمجتمع الدولي.
ما الذي اتفق عليه الرئيسان؟
تركزت القمة على قضايا نزع الأسلحة النووية وتخفيف التوترات.
وتشير الاتفاقية إلى أن البلدين سيتعاونان في بناء “علاقات جديدة” وستقدم الولايات المتحدة لكوريا الشمالية “ضمانات أمنية”.
وبشأن الأسلحة النووية، أعاد كيم ” تأكيد التزامه الثابت بإكمال إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية”.
ويقول مراقبون إن الوثيقة تفتقر إلى التفاصيل بشأن كيفية إنجاز عملية نزع الأسلحة النووية على وجه الخصوص.
بيد أن ترامب قال للصحفيين لاحقا:
-
إن الولايات المتحدة علقت “ألعاب الحرب الاستفزازية” التي تقوم بها إلى جانب كوريا الجنوبية. وقال ترامب إنه يريد رؤية انسحاب القوات الأمريكية من الجنوب. ووصف محللون ذلك بأنه تنازل رئيسي.
-
بشأن نزع الأسلحة النووية، قال إن كيم قد وافق على آلية التحقق من ذلك، وهو مطلب أمريكي رئيسي قبيل القمة.
-
وقال ترامب إن كيم وافق أيضا على تدمير “موقع رئيسي لاختبار محركات الصواريخ”.
-
وقال أيضا إن العقوبات ستظل على حالها في الوقت الحالي مشددا على القول “لم نعط أي شيء” بعد.
وتساءل عدد من المراسلين هل ناقش ترامب قضية حقوق الإنسان مع كيم، الذي يقود نظاما استبداديا يفرض رقابة شاملة ويدير معسكرات للعمل الإجباري.
قال الرئيس الأمريكي إنه فعل ذلك، لكنه لم يتراجع عن وصفه لكيم بأنه “موهوب”.
وقال ترامب “حسن، إنه موهوب جدا. وأي شخص يتولى الوضع مثلما فعل في عمر 26 عاما ويكون قادرا على إدارته، وإدارته بطريقة صارمة، لا أقول إنه كان لطيفا”.
ما هي ردود الفعل؟
بدت أصداء القمة إيجابية بشكل واسع.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي مون جي-إن، الذي سبق أن اجتمع مع كيم في وقت سابق هذا العام، إن “الكوريتين والولايات المتحدة سيكتبون تاريخا جديدا للسلام والتعاون”.
على الرغم من أن متحدثا باسمه قال أيضا إن “المعنى الدقيق والقصد” لما قاله الرئيس ترامب” بحاجة إلى تحديد”.
وقالت الصين، الحليف الدبلوماسي والاقتصادي الرئيسي لكوريا الشمالية، إن الاجتماع خلق “تاريخا جديدا”. وأشارت وزارة الخارجية الصينية إلى أن العقوبات على كوريا الشمالية قد تخفف إذا تمسكت بالالتزام بقرارات الأمم المتحدة.
وحيا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي “قيادة وجهود” الرئيس ترامب قائلا إنه دعم تعهد كوريا الشمالية بنزع الأسلحة النووية بوصفه “خطوة نحو الحل الشامل للقضايا التي تتعلق بكوريا الشمالية”.
وحذرت روسيا من أن “الشيطان يكمن في التفاصيل”. وقالت إيران إن على كوريا الشمالية أن لا تثق بالولايات المتحدة. وقد سحب ترامب مؤخرا التزام الولايات المتحدة بالاتفاق النووي مع إيران.
كيف تجلت لحظة المصافحة التاريخية؟
بدأت القمة بصورة مثيرة لم يكن من الممكن تخيلها قبل أشهر.
وسار الرجلان باتجاه بعضهما البعض وصافحا بعضهما أمام أعلام الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
وقال الرئيس ترامب خلال تعليقاته الأولية أمام الصحافيين “أتوقع علاقة رائعة مع كيم”.
وأضاف ” لدي شعور رائع وسنجري محادثات رائعة وستكون ناجحة بشكل لا مثيل له”.
وبدت علامات الارتياح على الرئيس ترامب والزعيم كيم خلال اللقاء الذي جمعهما.
وشدد كيم على أن “الطريق إلى هنا لم يكن سهلا”، مشيرا إلى أن الممارسات السابقة مثلت عائقا أمام التحرك قدما.
وأنهى الزعيمان اجتماعاً عقداه بمفردهما مع المترجمين لمدة 40 دقيقة، وذلك قبل أن ينضم إليهما مستشارون ومسؤولون بارزون.
بي بي سي