الرابع من شوال .. حدث تاريخي يستذكر فيه يوم برز “الإيمان كلّه أمام الكفر كلّه”
يسجل التاريخ في الرابع من شهر شوال مواجهة للإيمان أمام الكفر في مبارزة لم يتصد لها سوى الإمام علي عليه السلام ووصفها الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله بقوله (برز الإيمان كلّه إلى الكفر كلّه) وذلك في معركة الخندق.
وبحسب موقع مركز الأبحاث العقائدية فإن “عمرو بن عبد ود العامري خرج في معركة الخندق (الاحزاب) ونادى هل من مبارز؟ فلم يجبه أحد من المسلمين، فقال علي (عليه السلام) : (أنا له يا رسول الله)، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): (إنّه عمرو)، فسكت. فكرّر عمرو النداء ثانية وثالثة، وعلي (عليه السلام) يقول: (أنا له يا رسول الله)، والرسول (صلى الله عليه وآله) يجيبه: (إنّه عمرو)، فسكت، وكلّ ذلك يقوم علي «عليه السلام » فيأمره النبي (صلى الله عليه وآله) بالثبات انتظاراً لحركة غيره من المسلمين، وكأن على رؤوسهم الطير لخوفهم من عمرو” .
ويضيف “طال نداء عمرو بطلب المبارزة، وتتابع قيام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلمّا لم يقدم أحد من الصحابة قال النبي (صلى الله عليه وآله): (يا علي امض لشأنك)، ودعا له ثم قال : (برز الايمان كلّه إلى الشرك كلّه)”.
وتابع “فسعى علي (عليه السلام) نحو عمرو حتى انتهى إليه، فقال له : (يا عمرو إنّك كنت تقول: لا يدعوني أحد إلى ثلاث إلاّ قبلتها أو واحدة منها، قال: أجل، قال (عليه السلام) : إنّي أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمداً رسول الله، وأن تسلم لربّ العالمين، قال: يا ابن أخي أخّر هذا عنّي، فقال (عليه السلام): أما أنّها خير لك لو أخذتها، ثمّ قال (عليه السلام): ها هنا أخرى، قال: وما هي ؟ قال (عليه السلام): ترجع من حيث أتيت، قال: لا، تحدّث نساء قريش عنّي بذلك أبداً، قال (عليه السلام): ها هنا أخرى، قال: وما هي ؟ قال (عليه السلام): أبارزك وتبارزني.
ويشير المركز ان عمرو ضحك وقال “إنّ هذه الخصلة ما كنت أظنّ أحداً من العرب يطلبها منّي، وأنا أكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك، وقد كان أبوك نديماً لي، فقال (عليه السلام): وأنا كذلك، ولكنّي أحبّ أن أقتلك ما دمت أبيّاً للحق، فحمى عمرو ونزل عن فرسه وضرب وجهه حتّى نفر، وأقبل على أمير المؤمنين (عليه السلام) مصلتاً سيفه وبدره بضربة، فنشب السيف في ترس عليّ (عليه السلام)، فضربه أمير المؤمنين (عليه السلام)”.
وينقل المركز عن جابر الأنصاري انه قال “وتجاولا وثارت بينهما فترة، وبقيا ساعة طويلة لم أرهما ولا سمعت لهما صوتاً، ثمّ سمعنا التكبير فعلمنا أنّ علياً (عليه السلام) قد قتله، وسرّ النبي (صلى الله عليه وآله) سروراً عظيماً لمّا سمع صوت أمير المؤمنين (عليه السلام) بالتكبير، وكبّر وسجد لله تعالى شكراً، وانكشف الغبار وعبر أصحاب عمرو الخندق، وانهزم عكرمة بن أبي جهل وباقي المشركين، فكانوا كما قال الله تعالى : (( وَرَدَّ اللَّه الَّذينَ كَفَروا بغَيظهم لَم يَنَالوا خَيراً ))”.
وتؤكد مصادر اخرى ان الإمام (عليه السلام) لما عاد ظافراً، استقبله رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول «لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود، أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة»، ويؤكد عدد من الباحثين انه لولا الموقف البطولي لأمير المؤمنين (عليه السلام) لاقتحم جيش المشركين المدينة على المسلمين، بذلك العدد الهائل، وهكذا كانت بطولة الامام علي (عليه السلام) في غزوة الخندق (الاحزاب)، أهم عناصر النصر لمعسكر الإيمان على معسكر الكفر والضلال.
العتبة الحسينية المقدسة