الحكمة-متابعة: هل يمكن أن نتصور أن ” القذارة ” تساعد على تنظيف المعدة؟
اعتدنا منذ الصغر أن الطعام الذي يقع على الارض هو طعام ملوث لا يجوز أكله خشية انتقال الجراثيم للمعدة، ويسارع البعض إلى منع أطفالهم من تناول الطعام إذ لامس الأرض، خوفا من البكتريا والجراثيم، لكن خبراء التغذية لديهم رأي آخر تماما، بل وحتى إنهم يحذرون من خطورة هوس التعقيم الذي يتبعه الأهل خوفا على صحة أطفالهم.
رمي الطعام على الأرض ومن ثم التقاطه ووضعه في الفم هي عادة كثيرا ما يقوم بها الأطفال، ويختلف رد فعل الأهل حول هذه العادة، إذ يسرع البعض لمنع أطفالهم من تناول الطعام المرمي على الأرض، فهو بالنسبة لهم مضر بالصحة لوصول الجراثيم والبكتيريا إليه. على عكس البعض الذين يعتقدون بمقولة إن ” الأوساخ تعمل على تنظيف المعدة “.
تنظيف المعدة ذاتيا
المعدة قادرة على تطهير ذاتها من البكتيريا؟
وفقا لما ورد في موقع “فوكوس” الألماني فإن المعدة تنظف ذاتها، وهو ما أكده الكثير من أخصائيي أمراض المعدة والجهاز الهضمي أيضا، ومن بينهم سيباستيان هاغ من الجمعية الألمانية لمكافحة أمراض المعدة والأمعاء، الذي يؤكد أن ” الأحماض الموجودة في المعدة قوية جدا، ما يجعلها قادرة على قتل جميع البكتريا الموجودة داخل المعدة ”. ما يعني أن الأحماض الموجودة في المعدة هي عبارة عن واقيات طبيعية لحماية المعدة، وبحسب الطبيب هاغ فإنه من الممكن زيادة فعالية هذه الأحماض في السنوات الأولى من العمر وذلك بتدريب الجهاز المناعي للأطفال في السنوات الأولى، وبذلك يصبح الجسم معتادا على الكثير من أنواع البكتريا.
التعقيم الزائد مضر!
ما يعني أنه لا داعي للقلق إذا تناول الأطفال قطعة خبز كانت ملقاة على الأرض، بل وحتى إن الطبيب هاغ ينصح بالابتعاد عن استعمال مواد التعقيم بكثرة لدى الأطفال. فالبكتريا يمكن أن تقوي مناعة المعدة، فضلا عن أن هناك بعض المواد المفيدة الموجودة على الأرض تفيد في علاج حرقة المعدة وتنظيف المعدة على حدّ اعتبار هاغ الذي يضيف بالقول: ” تكثر المعادن المفيدة الموجودة على الأرض مثل المغنيزيوم والألمينيوم وهي معادن تعزز واقيات المعدة من الجراثيم والبكتيريا “!