مهندس استشاري يرد: مشروع قناة النجف المائية .. غير ممكن التطبيق عمليا.. ولا فائدة منه

470

 

النجف الأشرف – الحكمة : رد المهندس الاستشاري، اللواء الركن المتقاعد جمال إبراهيم عليوي، صاحب الخبرة والتجربة في ترسيم الحدود الدولية البرية والبحرية والنهرية والمياه مع دول الجوار لنحو ثلاثة عقود، على مشروع قناة النجف الذي دعا مهندسون الى تنفيذه، لغرض القضاء على مشكلة الجفاف في العراق، وفق ما نشرته وسائل اعلام مختلفة  في تقارير لها.

أدناه، خلاصة الردّ الخاص على مقترح قناة تربط مجرى خور عبد الله أو الزبير الى بحيرة الرزازة وبحر النجف.

1. لمن يعرف طبوغرافية الأرض جيدا والمساحة والجغرافية للأراضي العراقية يقدر طول القناة بحدود (700) كم لكون المجرى متعرج وليس خطا مستقيما.

2. عرض القناة يتطلب مسافة تتراوح بين 2 – 3 كم إذا اريد لها ان تكون ذات مردود تجاري.

3. عمق القناة يجب أن يكون مناظر لقناة خور عبد الله أو كافية لنقل السفن التجارية ذات الغاطس الذي يزيد على 8 متر، فضلا عن ان قناة خور عبد الله حاليا ً هي مجرى مائي دولي مشترك بموجب القرار 833 لسنة 1993، وهو يتعرض بين فترة وأخرى لتصادم السفن.

4. منسوب منطقة خور الزبير / عبد الله لا يقل عن (100) متر وكلما تقدمنا الى الشمال مرورا بالناصرية يكون ( 140 ) متر والسماوة ( 170) متر والنجف ( 200) متر وكربلاء ( 250 ) متر، وهذا يعني اننا نحفر قناة بأعماق حسب مناطق المحافظات التي تمر بها، وهذا جهد لا يمكن تنفيذه لكلفته وفترة تنفيذه.

5. المنطقة التي تمر بها القناة محاطة بمناطق رملية وأتربة متحركة أي ان القناة سوف تردم خلال اقل من سنة، أو نحتاج الى عملية حفر وتنظيف ورفع الأتربة والطين الذي يغلق القناة ويحتاج الى حفارات عملاقة وهذا جهد وكلف اضافية لا تتناسب مع حجم الواردات والفوائد والعوائد المالية من القناة.

6. القناة ستمر خلال منطقة المياه الجوفية الصالحة للاستخدام الزراعي والبشري والاروائي وهي اكبر خزان جوفي يخدم العراق والاجيال اللاحقة، وفي حالة مرور القناة سوف تتسرب مياه البحر غير الصالحة الى هذه المياه وتقوم بتدميرها تماما ولذلك بسبب كون الأراضي العراقية الجوفية رملية نفاذية تسمح بمرور المياه الى الطبقات السفلي للمياه الجوفية بسرعة كبيرة.

7. أنشاء هذه القناة يعني قطع كل الطرق والنياسم المؤدية للمنطقة الغربية من العراق مما يتطلب كلف إضافية لتشييد الجسور والقناطر، وهذا ضرر أضافي تسببه القناة.

8. من خلال عملي وخبرتي العسكرية لعدة سنوات كضابط أو مدير عمليات قيادة القوات البرية ومدير المساحة العسكرية وتقديم الخطط السوقية والتعبوية، لا يمكن اعتبار القناة ذات فائدة أو جدوى أمنية أو استخدامها كمانع ضد الإرهاب لآن الارهابيين يتنقلون بمجاميع أو افراد من داخل المدن بل بالعكس ستكون ملاذا ومكانا آمنا ً للتحرك أكثر بعيدا عن أعين الجهات الأمنية التي عزلت نفسها بهذه القناة.

9. هناك مشاريع عملاقة خدمت وسط وجنوب العراق، من الأفضل اصلاحها ومعالجة مشاكلها لانها ذات فائدة اقتصادية كبيرة يكمن أعادة العمل بها وأدامتها أقل بكثير من صرفيات وكلف انشاء القناة مثل المصب العام أو ما يسمى بالنهر الثالث الذي حفظ سلامة الاراضي الزراعية الجنوبية من الملوحة.

10. لدينا بحدود (126700) كم طول من القنوات والمبازل لسحب مياه المبازل وهذه من اهم المشاريع العاملة منذ فترة العصر الاموي ولحد الان، هذه يمكن تنظيفها وصيانة شبكاتها، بالإضافة الى تدوير مياهها بين المحافظات وهي كلف اقل بقليل من انشاء قنوات أخرى تربط بالقناة الجديدة.

11. هناك مشاريع مهمة جدا تم تقديمها للمحافظة على أراضي البصرة والعمارة والناصرية الزراعية من خلال دراسة قدمت سابقا وتم مناقشتها من قبلنا ضمن لجنة الحدود الدولية لوزارة الخارجية، حول انشاء سد البصرة لحجب المياه المالحة القادمة من البحر في وقت المد لان مياه البحر كانت السبب الأول في دمار بساتين النخيل وهي افضل بعشرات المرات من هذه القناة التي ستأتي بمياه البحر الى كربلاء بدلا من التخلص منها.

12. انشاء هذه القناة يعزل مناطق العراق الجنوبية بين نهري دجلة والفرات ورافدهما مثل الغراف والحلة والهندية، ويحولها الى مناطق ذات مياه مالحة غير ذات فائدة.

هناك ملاحظات أخرى لا تقل أهمية عما ورد أعلاه لكن لا يتسع الوقت لذكرها او لكونها تخصص بحت وتفاصيل كثيرة يصعب ذكرها.

 

المسلة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*