الحكمة … تحضر المجالس والندوات الثقافية في النجف الأشرف

241

15-12-2012-5

مجلس الدكتور حسن الحكيم  موضوع المحاضرة (ابن إدريس الحلي ودوره في تطور الفقه الإمامي)

تعد النجف مركزًا من مراكز العلم المهمة في العالم الإسلامي والثقافي لوجود مرقد سيد العلم والبلاغة بعد رسول الله الإمام علي (عليه السلام) فيها هذا جانب، أما الجانب الآخر فهو وجود الحوزة العلمية في النجف والذي منحها قدرًا كبيرًا من الأهمية ، أضف إلى كل ذلك وجود المثقفين والنخب المثقفة التي أخذت على عاتقها منذ مدة ليست بالقصيرة العمل على نشر الثقافة بين أبناء النجف وزيادة الوعي الثقافي لديهم، من خلال المجالس والندوات الثقافية التي تقام دوريًا في عدد من المراكز والبيوتات في النجف وضواحيها، خصوصًا في ما يعرف بالمثلث الحضاري (نجف- كوفة – حيرة ) خصوصًا وأن النجف تعرضت وعلى مدى أكثر من أربعين عامًا إلى تهميش وتغييب عن الساحة الثقافية والعلمية نتيجة السياسة المعادية للنظام البعثي البائد لمثقفي النجف ونخبها وصفوتها المثقفة، ونحن في موقع مؤسسة الحكمة وإيمانًا منا بأهمية تلك الندوات والجلسات آثرنا العمل على مواكبة تلك المجالس ونقل ما يدور فيها ليطلع عليه المثقف والقارئ النجفي ولتكون الفائدة أعم وأكبر، وعلى هذا الأساس كانت بدايتنا من مجلس السيد حسن الحكيم الثقافي، ونعد زوارنا الكرام أن نكون معهم في تلك المجالس أولًا بأول .

بدأ المحاضرة

المحاضرة ألقاها الأستاذ عفيف عريبي ومحاضرته حملت عنوان ( ابن إدريس الحلي ودوره في تطور الفقه الإمامي) حيث ابتدأ محاضرته معزيًا الحاضرين بوفاة الإمام زين العابدين (عليه السلام)  ثم تلا ذلك شرحًا مسهبًا حول سيرة ابن إدريس ودوره الفقهي، مشيرًا إلى اكتفائه بالجانب الفقهي مراعاةً للوقت، ولئلا يصاب الحاضرون بالضجر حيث جاء في بداية حديثه: نحن سبق وتحدثنا عن علماء الإمامية فتناولنا سيرة الشيخ المفيد  والشريف الرضي واليوم نتناول سيرة ابن إدريس، وسأحاول الإيجاز والاكتفاء بالجانب الفقهي بغية فسح المجال أمام حضراتكم لمناقشة ما نطرح، فلربما تكمن مشكلة ابن إدريس والضجة التي دارت حوله سببها مناقشة أفكار عالم ومرجع ديني كبير هو الشيخ الطوسي، هذا الطود الشامخ والذي لم يكن مسموحًا بمناقشة أفكاره وأطروحاته فابن إدريس في وقته فوجئ بأن النقل العقلي يعتمد على الشيخ الطوسي فقط، وهذا من وجهة نظره كان يمثل قمة الجمود الفكري وهذا ما عمل على إلغائه ابن إدريس لأنه كان يطمح لعالم متفتح تُقبل فيه جميع الأفكار والطروحات المتوافقة مع العقل  .

مداخلات مهمة

15-12-2012-6

كانت تلك نبذة مختصرة عن محاضرة الأستاذ عفيف عريبي حيث أُذن  من قبل مدير الجلسة للحاضرين بعدها بمناقشته  ما طرحه بخصوص ابن إدريس، فكانت أولى المداخلات للسيد الدكتور حسن الحكيم  الذي قال أن ثلاثةً هم الذين أسقطوا ابن إدريس، وهم المحقق والعلامة وابن داود الذين تصدوا لما طرحه ابن إدريس بخصوص الشيخ الطوسي، فكانت ردودهم عنيفة على ابن إدريس الذي سقط سريعًا على الرغم من الإمكانية العلمية الثرة التي كان يحملها , المداخلة الثانية كان للأستاذ حسين العامري الذي قال : لو كان ابن إدريس أكثر هدوءًا واتزانًا في طرحه لما هُمش وانتُقد، لكن مهاجمته الشيخ الطوسي بهذه الطريقة هي التي قادته إلى نهاية كان يمكن أن تكون أفضل من التي انتهى إليها ابن إدريس.

ختام الجلسة

عقب مداخلات الأساتذة والمثقفين الحاضرين في المجلس تولى الأستاذ عفيف عريبي مسؤولية الرد عليها ومناقشتها ليعلن بعد ذلك عن ختام الجلسة التي امتدت لنحو ساعتين، ومن وجهة نظر شخصية نجد ن تلك الندوات يمكن أن تكون النواة الحقيقية لبناء مجتمع نجفي مثقف خصوصًا إذا ما تم توجيه الدعوة لرجال الإعلام والمحطات الفضائية لإبرازها والتعريف بها، خصوصًا وأن الدعوة فيها  لكل الراغبين بالاستزادة والتعلم وهي الغاية الأساسية لهذه الندوات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*