المرجعية الدينية العليا تتساءل.. من المسؤول عن الفوضى في البلد؟!
298
شارك
الحكمة – متابعة: اشار ممثل المرجعية الدينية العليا، في خطبة الجمعة، ان اغلب المشاريع التي يسعى اليها الانسان تعود بالنفع له وان افضلها شرافة هي تلك المشاريع التي تعود بالنفع الى اكبر عدد ممكن من الشرائح الاجتماعية، مبينا ان العقلاء يتنافسون فيما بينهم على اختيار المشروع الذي فيه عوائد سواء اكانت عوائد مادية لمشروع استثماري او عوائد خدمية لمشروع خدمي، وان المشاريع تتباين فيما بينها من ناحية الهدف والناتج الذي تحصل عليه.
واستدرك ان الحديث ليس سياسيا وانما هو حديث من واقعنا المعاش وليس له اي ربط باي صورة بالجانب السياسي.
وقال السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة (6 /7 / 2018)، ان مشروع صناعة الانسان وتربيته وتعليمه من افضل واشرف المشاريع لان عوائده لاتتحدد بجهة او فترة معينة بل انها دائمة طالما ان الكلام يتعلق بالانسان وتطوير قابلياته، مستشهدا بقوله تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)، موضحا ان الانبياء والمصلحين والمفكرين والفلاسفة والاخلاقيين كانت لهم دعوات في هذا الاتجاه ووضع كل منهم برنامجا يرى فيه رفع قابليات الانسان.
واضاف نحن الان نتحدث عن وضعنا وان هنالك فوضى في بعض الحالات، مستفهما عن الجهات التي ينبغي عليها ان تتكفل ببناء الانسان.
وتساءل السيد الصافي في خطبته “من المسؤول عن ازالة هذه الفوضى”، “بل من المسوؤل عن بداية هذه الفوضى هل الدولة بعنوانها العام، هل المؤسسات الاخرى، هل الاسرة، لماذا هنالك حالة من عدم الاكتراث ببناء الانسان؟”.
وجدد ممثل المرجعية حديثه ان الخطبة لاعلاقة لها بالسياسية وانما الحديث كمواطنين يعيشون في هذه الرقعة ويحبون بلدهم وابناءه، ومن حقهم انهم يبحثون عن جميع الوسائل التي تطور المواطن الذي يعيش في هذا البلد، مشيرا الى ان الحديث عن بناء الانسان وظيفة تتعلق بالانسان وان هنالك عدد من الخطباء يتحدثون في هذا الاطار الا ان حديث شخص او شخصين لايكفي بل من الضروري خلق اجواء ترفع مستوى وكفاءة الانسان.
واردف ممثل المرجعية الدينية العليا ان مما يتأذى له الانسان تراكم النفايات وفي الشوارع والازقة، متسائلا عن سبب هذه الحالة ومن المسؤول عنها، مؤكدا انها من القضايا التراكمية ومن الصعب القضاء عليها الان ولابد من معرفة الاسباب للتوصل الى حلول.
واوضح يتم دائما تشجيع شرطي المرور وتتم مطالبته بتطبيق القانون، الا ان ما يؤسف له ان بعض القوانين التي فيها الصالح العام لاتطبق، لان البعض يقول لشرطي المرور باني ساذهب بك الى عشيرتي.
وطالب السيد الصافي ان يحصل على شرح او اجابة ازاء عدم قدرة شرطي المرور على تطبيق القانون وتخوفه من تهديده بالعشيرة، متسائلا هل من الممكن ان يشرح له شخص هذا المعنى.
واكد ممثل المرجعية الدينية العليا ان العشائر محترمة وكانت لها ادوار ولازالت قوية للحفاظ على البلد الا انه من غير الصحيح ان يهدد الاشخاص والقانون بهذه الطريقة.
ويرى السيد الصافي ان اختلاف اثنين على بعض المياه في النهر امر طبيعي، وان العقلاء يجلسون ويتحاورون ويتم تحديد مدة معينة لكل شخص وفي حال عدم وجود الماء يتكاتفون في ايجاد الماء، الا انه يشير بان المسالة الان تصل الى الاقتتال وسقوط ضحايا، مستدركا “من المسؤول عن هذه الحالة الانسانية ، انا اسأل واريد جواب، هذا بلدنا لماذا الجرأة بالدماء ومن الذي اوصلنا لهذا الامر، ولماذا لاتوجد كوابح “.
واكد خطيب جمعة كربلاء ان المعلم سابقا كان يتمتع بهيبة في نفوس الطلبة، الا انه في الوقت الحالي نجد ان الطالب بات لايحترم ولا يقدر المعلم، وفي بعض الحالات يحدث العكس فنرى المعلم لايكترث سواء أنجح الطالب ام لم ينجح ولا يهتم بتربيته.
واكد السيد الصافي ان المشكلة كبيرة ولكوننا نعيش في وسطها واصبحت تدريجية فاصبحنا لا نستشعر ضخامتها، مبينا ان بعض الثقافات في البلد بدأت تغيب، موضحا ان بعض خريجي الكليات لايحسنون الكتابة.
وجدد ممثل المرجعية العليا تساؤله “من الذي اوصلنا الى هذا، ومن المسؤول، ومن يستطيع ان يقف امام التاريخ وامام شعبه ليقول انا اتحمل هذه المسؤلية”.
وبين ان المشاكل لازالت وبحاجة الى حل وان هنالك فوضى في الشارع والسوق، بل غاب مفهوم العيب والاحترام، مبينا ان المرتشي كان في وقت سابق يمشي مسود الوجه الا اننا في هذا الوقت نجد النظيف يمشي وهو خجلان لانه لم يرتش، مطالبا الجهات ذات العلاقة ان تتحمل مسؤوليتها كالدولة بعنوانها العام والمؤسسات والاسرة والمدرسة.
ووجه السيد الصافي الحديث في ختام خطبته الاسر الكريمة في ان تتحمل مسؤوليتها وتأخذ دورها بتربية اولادها على الاخلاق الفاضلة والروح الطيبة، وكذلك اصحاب الغيرة او من يملك القرار سواء في الاسرة او المدرسة او المعمل بضرورة التكاتف لايقاف ماوصفه بنزيف الاخلاق للحفاظ على المنظومة الاخلاقية برمتها لانها باتت مهددة وان الامور في حال خروجها عن السيطرة سيتأثر الجميع ولابد من العودة للالتزام بالقيم والثوابت والاخلاق.