الحكمة – وكالات: أشارت تقارير أمنية وأخرى إعلامية إلى تصاعد نشاط ما يسمى بتنظيم “داعش” في العراق من خلال استخدام مسلحي التنظيم المتطرف أساليب الخطف والقتل وخاصة في المحافظات التي أعلنت الحكومة فيها النصر على التنظيم في ديسمبر-كانون الأول الماضي حيث زاد نشاط عناصر التنظيم في شكل حرب عصابات تنشط في مجال اختطاف الأشخاص وترويعهم وقتلهم في أغلب الأحيان.
وتهدف هجمات الكرّ والفرّ الذي يقوم بها ما يسمى بتنظيم “داعش” إلى تقويض أداء الحكومة في بغداد حيث كشفت مصادر في الجيش والمخابرات، إضافة إلى مسؤولين حكوميين عراقيين إلى أنّ التنظيم الإرهابي يسعى لإعادة ترتيب صفوفه من خلال التركيز على حرب العصابات ومختلف التكتيكات خاصة وأنه لم يعد بإمكانه السيطرة على الأراضي.
وشهد العراق مؤخرا تصاعد عمليات الخطف والقتل وخصوصا في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين. فحسب الأرقام التي أكدتها وزارة الداخلية العراقية تمّ إحصاء ما لا يقل عن 83 حالة اختطاف الشهر الماضي قتل خلالها المختطفون بعض الرهائن. وقد وقعت معظم عمليات الخطف والقتل على الطريق السريع الذي يربط العاصمة بغداد بمحافظة كركوك.
وحسب هشام الهاشمي، الباحث في شؤون “داعش”، فقد تم تسجيل أكثر من ثلاثين حالة اختطاف وقتل خلال مايو-أيار، بينما وصل عدد ضحايا الاختطاف إلى سبعة اشخاص خلال مارس-أذار.
وخلال حادث وقع في 17 يونيو-حزيران، تمّ اختطاف ثلاثة رجال شيعة من قبل متشدّدي “داعش”، الذين كانوا متنكرين في زي رجال شرطة في إحدى نقاط التفتيش على الطريق السريع، وبعد عشرة أيام على اختفائهم، عُثر على جثثهم مشوهة.
وحذر خبراء من عودة تنظيم “داعش” إلى العراق، في ظلّ معاناة حكومة بغداد من مشاكل دستورية واقتصادية وسياسية وهو ما قد يجعلها أضعف من حكومة العراق عندما اجتاح “داعش” مناطق عراقية قبل 3 سنوات، ومضت سنتان حتى انهزم التنظيم الإرهابي.
وعلى ما يبدو، فإنّ تنظيم “داعش” لم يفقد إرادته للقتال، والدليل على ذلك، قيام عناصره ببعض الهجمات الصغيرة بسبب عدم امتلاكهم لقدرات واسعة النطاق، إلاّ أنهم يملكون القدرة على ترويع السكان، كما أنّ “داعش” ورغم عدم سيطرته على أراضٍ كما كان في الماضي، إلاّ أنه يتمتع بحرية الحركة عبر امتداد كبير من التضاريس.
وخلفت معارك “داعش” والقوات العراقية في أواخر العام 2014 وأوائل 2015 عشرات القرى المدمرة والمهجورة في مناطق نائية، والتي قد توفر بيئة مثالية لمقاتلي التنظيم المتطرف لشنّ حرب عصابات وإعادة تنظيم صفوفهم، وتكثر في هذه المناطق الجبال وغابات النخيل المزروعة بكثافة، وشبكات قنوات الري التي يمكن أن تعرقل تقدم القوات العراقية ودباباتها واسلحتها الثقيلة.
وأشار بعض المختصين إلى أنّ مسلحي “داعش” أعادوا تجميع صفوفهم في سلسلة جبال حمرين في الشمال الشرقي الذي يمتد من ديالى على الحدود مع إيران، وكذا بشمال صلاح الدين وجنوب كركوك حيث يصف المسؤولون المنطقة بمثلث الموت.
وقدّم المسؤولون العسكريون والاستخباراتيون تقديرات متفاوتة عن عدد مقاتلي داعش الذين ما زالوا ينشطون في العراق حيث أوضح هشام الهاشمي وجود أكثر من 1000 مقاتل في العراق، إضافة إلى 500 آخرين في المناطق الصحراوية والجبال.