نص الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد أحمد الصافي في الصحن الحسيني المقدس
428
شارك
كربلاء المقدسة – الحكمة : نص الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 20/ذو القعدة/1439هـ الموافق 3 / 8 / 2018م : اخوتي اخواتي ذكرنا فيما سبق بعض ما يتعلق بمسألة الغضب فارجوا ان تعيروني اسماعكم..
ذكرنا سابقاً عن الاثار السلبية التي تنتج من الغضب غير المبرر وغير المسيطر عليه وقلنا في حينه وذكرنا بعض الامثلة على ذلك.
اليوم نذكر الاثار الايجابية للغضب وهل الغضب يعين الانسان على تحقيق مقاصده أو لا .
طبعاً الغضب من الامور الغريزية حتى ورد في الاحاديث الشريفة (لا خيرَ فيمن لا يَغضب اذا اُغضب) تعبير جميل جداً .. (لا خير فيمن لا يغضب اذا اُغضب) وهذا الغضب من الامور التي كانت في غريزة الانسان وتكوين الانسان ان الانسان تمر به حالات ينفعل ويغضب وهذا الغضب هو الذي حافظ على نوع الانسان وحافظ على شخص الانسان لأنه بغضبه يحمي نفسه فإذا تعرّض لأمور تستوجب منه الغضب يغضب، لكن هذا الغضب اذا اخرجه عن قصده وعن لبّه وعن عقله هذا يكون في الجانب الذي ذكرناه سابقاً وهو سيُنتج آثاراً سلبية والانسان قد يندم عليها.. لكن الانسان اذا غَضِبَ وهذا الغضب نشأ من مشكلة شخصية اجتماعية اقتصادية سياسية عسكرية وهذا الغضب اخرجه من بيته لأن يواجه هذه المشكلة وكان هذا الغضب تحت السيطرة هذا غضبٌ ممدوح، وبالغضب حُصّنت البلاد وحُفظت الأراضي ومُنع تَدنيس المقدسات لأن الانسان عندما يغضب وهو يعلم لماذا يغضب لماذا يذهب لماذا يتفاعل ستكون النتائج نتائج ايجابية وسيكون هذا الفعل فعل معلوم التصرّف والمنشأ ومعلوم الهدف من ألفه الى ياءه..
والنتيجة ماذا تكون؟! هذا الذي يغضب غضباً مسيطر عليه لابد ان يكون له لسان يعبّر عن ذلك له مطلب يعبّر ذلك له حق أن يعبّر عن ذلك.. لماذا؟
التفت لأن الحقوق تؤخذ، الحقوق لا تُعطى، الذي يسلب الحق بطبيعته هو سالب للحق يريد ان تبقى يده يد عالية ويد سالبة للحق لكن على صاحب الحق ان يطالب بالحق.. الحقوق تؤخذ، جزء من إرجاع الحق ان الانسان يغضب لسلبه حقّهِ فإذا غضب لسلبهِ حقهِ وكان هذا الغضب مسيطرٌ عليه ستكون حجته قوية وستكون حجتهُ دامغة وسيكون مطلبهُ واضحاً وستكون الحجّة له لا عليه..
ولذلك اخواني مسألة الغضب مسألة مهمة ان الانسان يحتاجها للتعبير عن ما عنده، نعم الانسان لا يغضب لكل شيء وانما يغضب كما قلنا الغضب الذي ناشيء من معرفة لماذا غَضِب؟ هناك مشكلة قلت سياسية اجتماعية اقتصادية مالية.. وهذه المشكلة لا تُحَل لابد ان يعبّر عن غضبه ولابد ان يُصحر بقوله لكن بشكل تحت السيطرة لقاعدة ان (الحقوق تؤخذ) فلابد لمن يريد ان يسترجع حقّه ان يغضب غضباً تحت السيطرة حجةٌ قوية ومطلب واضح وارادة ناشئة من هذا التعقّل..
هذا احببت ان يُقارن ما بين الغضب الذي ذكرناه واثارهُ السلبية والمشاكل وما بين الغضب المطلوب المقرر الذي بهِ حُفِظت البلاد وحُفظت الارض وحُميت المقدسات نتيجة هذا الاندفاع المتعقّل..
اعاننا الله تعالى واياكم على ان دائماً يكون غضبنا مُسيطر عليه وغضباً فيه من النتائج الطيبة نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق للجميع..
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..