إرهابي مغربي: سعينا لجلب الأسلحة الكيميائية من كوريا الشمالية

أشرف على صفقة تبادل دبلوماسيين أتراك مقابل مئات من قيادات داعش

560
شيخ قطري كان يزودنا بمليون دولار شهريا لصالح جبهة النصرة.. وجرحانا نعالجهم في إسرائيل

الحكمة – متابعة: “سعينا بمكتب العلاقات الخارجية للحصول على أسلحة مختلفة ومنها “الكيميائية” من كوريا الشمالية، وبالفعل ذهب وفد من مكتب العلاقات الذي كان مسؤول التفاوض فيه أبو محمد العدناني بالإضافة إلى  كونه المتحدث الرسمي للتنظيم وقتذاك ويرأسه أبو أحمد العراقي، إلا أنه لم ينجح بلقاء الأطراف الكورية وإتمام الصفقة، وكان من ضمن الأدوار التي يضطلع بها مكتب العلاقات التنسيق مع الأطراف الخارجية ومنها صفقات التبادل والحصول على الأموال والأسلحة وإدارة العمليات الإرهابية  خارج العراق وسوريا”.

عصام الهنا أو “أبو منصور المغربي” مهندس حاسبات في الخامسة والثلاثين من العمر ينحدر من مدينة الرباط المغربية، عمل قبل التحاقه بتنظيم داعش بتجارة الأجهزة الالكترونية ويتقن بالإضافة إلى اللغة العربية اللغات الانكليزية والفرنسية والاسبانية وهذه أهم المميزات التي جعلته يتسنم أدوارا متقدمة داخل التنظيم.

يمثل “المغربي” أمام قاضي التحقيق المختص بقضايا الإرهاب في محكمة استئناف بغداد الرصافة للإدلاء بإفادته بعد أن نجحت قوات من العمليات المشتركة العراقية في القبض عليه قرب الحدود العراقية السورية بعد ملاحقته لمدة طويلة، وأتاح قاضي التحقيق  الفرصة لـ”القضاء” حضور التحقيق والإطلاع على الإفادة.

الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية

قال المغربي “تعود معرفتي الأولى بالتنظيمات الإرهابية إلى عام 2012 ويومها كان لي من العمر 29 سنة عندما صرت أتابع أخبار التنظيم عبر المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وعبر برنامج للتواصل يسمى “البالتوك” تعرفت وقتها على “عامر المصري” و”رشيد المصري” وهما من أقنعاني بضرورة الانتماء للتنظيم والهجرة إلى سوريا للمشاركة بأعمال الجهاد وتطبيق الشريعة الإسلامية”.

بعد عدة محادثات عبر الوسائل الالكترونية اقتنعت بالانضمام والسفر إلى سوريا -يسرد عصام- وفي أيلول من العام 2013 سافرت إلى تركيا بعد ترتيبات قام بها “رشيد المصري” لإيصالي إلى سوريا تتضمن ارتباطي بمجموعة من ( الناقلين) الذين كان غالبيتهم من الاتراك وكنت أحصل على أرقام هواتفهم تباعا من “المصري” وبالفعل وصلت إلى الأراضي السورية وكان باستقبالي “ابو البراء الشمالي” الذي أسكنني بمضافة ببلدة سلوك التابعة لما يسميها التنظيم بولاية الرقة”.

كان “أبو البراء الشمالي” ــ يشرح المغربي ــ معنيا باستقبال الملتحقين من كل البلدان بالتنظيم عبر الحدود التركية السورية فيما يشرف على المضافة سعودي يدعى أبو بصير السعودي ويعاونه سوري يسمى أبو موسى الحلبي وبعد يوم قضيته بالمضافة قام السعودي بتدوين معلوماتي الشخصية والجهة القادم عن طريقها وبعد التنسيق مع “رشيد المصري” أوكل لي العمل في “المكتب المركزي لإدارة الحدود في حلب ” والذي صار يسمى بعد ذلك بـ”هيئة الهجرة”.

التنسيق لإيصال المقاتلين

يوضح عصام الهنا أن “عملي تضمن الرد على الاتصالات الهاتفية والالكترونية بوسائل الاتصالات الفيديوية وغيرها على القادمين من مختلف البلدان إلى تركيا بغية مساعدتهم للدخول إلى الأراضي السورية، وذلك عبر تزويدهم بأرقام هواتف الناقلين الذين يتكفلون بإيصالهم عبر مراحل إلى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، ويضيف ــ المغربي ــ كنت أتلقى يوميا عشرات الاتصالات ولأني أتقن أكثر من لغة ساهم ذلك بنجاحي في أداء عملي”.

ويكشف المغربي أن “أكثر الملتحقين ممن كنت أزودهم بالمعلومات التي تساعدهم في الوصول إلى سوريا من التونسيين في المرتبة الأولى والسعوديين ومن الجنسيات الأجنبية كان الروس والفرنسيون يتصدرون المهاجرين الذين يلتحقون للقتال في صفوف التنظيمات الإرهابية سواء كانت جبهة النصرة أو داعش”.

ويضيف عصام “قضيت بمكتب التنسيق هذا شهرا ونصف الشهر، ومن ثم جاء أمر بنقلي إلى كمسؤول لمكتب “منفذ أطمة” ضمن إدارة الحدود التابع لولاية أدلب، وهي منطقة حدودية مع تركيا وكان يعمل معي ضمن هذا المكتب أبو بصير السعودي وعامر المصري وأبو علي التركي بالإضافة إلى أبو أحمد وأبو عمر السوري، وكان العمل في هذا المكتب كما في سابقه يتضمن تسهيل دخول المقاتلين القادمين من تركيا إلى سوريا”.

كانت إدارة الحدود العامة يتولاها “أبو أسامة المدني” وبسبب كثرة الملتحقين بالتنظيم عبر الحدود التركية، أمر “المدني” بتوسعة مكتب التنسيق “وجعلني أتنقل بين فروعه استثمارا لخبرتي وقدرتي على التفاهم بأكثر من لغة.

ويشرح المغربي “بعد وصول الملتحقين بالتنظيم إلى الاراضي السورية يخضعون لعدة دورات ومن ثم يكلفون ويوزعون على الولايات بما يناسب قدراتهم وإمكانياتهم، إلا أن التنظيم يولي عناية خاصة للمهاجرين أكثر من غيرهم من مقاتلي التنظيم”.

بمنتصف العام 2014 ــ يسترسل المغربي ــ  تزوجت امرأة سورية، وبعد زواجنا بشهر واحد سيطر التنظيم على مدن داخل العراق وجيء بمجموعة كبيرة من السبايا الايزيديات والتركمانيات والشيعيات والمسيحيات، وهبني “أبو أحمد العراقي” سبية بالإضافة إلى زوجتي السورية ولأني كنت متزوجا مؤخرا قمت ببيعها”.

العلاقات العامة

بمنتصف العام 2016 ــ يكمل عصام إفادته أمام قاضي التحقيق ــ “تم نقلي للعمل ضمن مكتب العلاقات الخارجية وكانت مهام هذا المكتب هو تنفيذ العمليات الجهادية  خارج الأراضي السورية والعراقية خاصة في أوربا وأميركا بالاضافة الى التنسيق الخارجي بما يتعلق بمصالح التنظيم”.

كلفني “ابو أحمد العراقي” وهو جزائري الجنسية والمسؤول عن مكتب العلاقات الخارجية بملفين ضمن عمل المكتب، وهما الملف التركي والكوري الشمالي بالإضافة الى مجموعة كانت تعمل لمعاونتي بهذين الملفين وهم أبو البراء الكردي ورشيد المصري وأبو عبيدة التركي”.

الملف التركي

تضمن العمل على الملف التركي ــ يكشف عصام المغربي محورين؛ الأول: التنسيق لإدخال المهاجرين للقتال في صفوف التنظيم عبر الحدود التركية، ومعالجة جرحى التنظيم في مستشفيات معينة داخل الأراضي التركية، والمحور الثاني التفاوض لتبادل أسرى التنظيم مقابل الأسرى الأتراك الذين كانوا لدى التنظيم ومنهم القنصل ومجموعة من الدبلوماسيين الأتراك”.

وبالفعل يقول ـــ المغربي ــ تمت عمليات التبادل بتسليم القنصل والدبلوماسيين الأتراك مقابل الإفراج عن أربعمائة وخمسين من أفراد التنظيم كانوا معتقلين لدى السلطات التركية وكان أبرز المفرج عنهم أبو هاني اللبناني وهو دنماركي الجنسية من أصول لبنانية وهو مسؤول هيئة التصنيع والتطوير وآخرين”.

الملف الكوري الشمالي

وفي ما يتعلق بالملف الكوري الشمالي ــ يقول عصام ــ فقد سعينا للحصول على أسلحة مختلفة ومنها “الأسلحة الكيميائية” وبالفعل ذهب وفد من مكتب العلاقات الخارجية أشرف عليه “أبو محمد العدناني الذي كان مسؤول لجنة التفاوض إلى الفلبين بغية الوصول إلى كوريا الشمالية من أجل إتمام الصفقة إلى أنهم لم ينجحوا بتحقيقها وعادوا من غير تحقيق أي شيء”.

وعن كيفية الحصول على الأسلحة أجاب “المغربي” أن أبرز الأسلحة الحديثة التي كنا نملكها فمصدرها من صفقات الشراء مع قيادات من الجيش الحر الذي كانت تزوده جهات متعددة، ورغم الصراع معهم إلا أن عمليات الشراء مع هذه القيادات لم تتوقف من أجل الحصول على الأموال مقابل بيعنا هذه الاسلحة”.

الانتقال الى جبهة النصرة

“وبسبب الخلافات بيني وبين قيادات في التنظيم ـــيوضح المغربي ــ وبسبب الوشاية تم تجريدي من مسؤولياتي وتحويلي إلى جندي ضمن ما يسمى فرقة عثمان التابعة الى ولاية حماة التي يتزعمها وقتذاك أبو محمد الهاشمي وهو الأمر الذي دفعني إلى ترك التنظيم والالتحاق بجبهة النصرة بقيادة الجولاني”.

 في جبهة النصرة ــ يسترسل المغربي بإفادته ــ “حظيت باهتمام كبير وكنت أشغل أحد العاملين باللجان التنسيقية الخارجية، حيث كنت أتواصل مع جهات خارجية منها قطرية للحصول على التمويل المالي ومنهم الشيخ خالد سليمان وهو قطري كان يحمل لنا شهريا مليون دولار بالإضافة إلى جهات إسرائيلية كانت هي الأخرى تقوم بإرسال الأموال لنا وكذلك معالجة جرحى مقاتلي التنظيم داخل دولة إسرائيل”.

من جانبه أكد قاضي التحقيق المختص بقضايا الارهاب في استئناف بغداد الرصافة أن العمليات العسكرية المشتركة العراقية نجحت وبعملية نوعية بعد متابعة طويلة من إلقاء القبض على “عصام المغربي” وهو أحد أبرز المطلوبين، وأضاف أن التحقيقات ما زالت جارية مع ” المغربي” وستدفع الى المحكمة المختصة لينال جزاءه العادل وفق القانون العراقي.

بغداد / حيدر زوير

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*