الأمين العام للعتبة العلوية: ما من نبي سابق وما من رسول الا وكان محمد صلى الله عليه وآله وسلَّم سيداً وإماماً له
ضمن اللقاء الأسبوعي للأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين مع مسؤولي ومنتسبي العتبة العلوية المقدسة ، تحدث عن شخصية الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله الطيبيين بمناسبة ذكرى رحيله الى الرفيق الأعلى ، حيث بين جوانب عدة من هذه الشخصية العظيمة وهذا الفيض الالهي الذي أرسله الله رحمة للعالمين ، وقد إبتدأ حديثه بالتساؤل قائلا :” حينما نقول رسول الله محمد ماذا تعني لنا هذه الكلمة ومالذي اقتبسته البشرية من هذا الامام الأكبر مع العلم انه ما من نبي سابق وما من رسول الا وكان محمد صلى الله عليه وآله وسلم سيداً وإماماً له حيث ان الرُسل السابقين كانوا ممهدين لرسالة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلّم ، وكان آخر الرسل من أولي العزم وهو عيسى عليه السلام ، يقول ( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد ) وموجود في بعض الاناجيل ان عيسى سلام الله عليه يقول بانه لا يستحق ان يشد شسع نعل ذلك الرسول ، وهو محمد صلى الله عليه وآله وسلم “.
مضيفا بقوله :” ويذكر القرآن الكريم عنه ( انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله وسراجا منيرا ) ، فالنور الذي يأتي من مصدرين الاول هو ذات المصباح المتمثل بالشمس والتي هي مضيئة في نفسها ، وهذا ما يسمى في اللغة العربية سراجا مقابل الجسم المنير وينقله الى العين بشكل من الاشكال ، وقد عبّر القرآن الكريم عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلّم بالسراج المنير وهو السراج الالهي للبشرية وقد جعل الله تعالى نفس محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ونفس هذه النفس هي الانارة وهي مصدر الانارة للبشرية كافة وتقتبس جميع الرسالات من هذا المصدر حيث لم يذكر القرآن الكريم عن أي أحد من الانبياء كونه ( سراجا) بل كانوا هم الممهدون للرسول الاكرم حيث ان النور الالهي لم يتجسد في الوجود الا بمحمد صلى الله عليه وآله ( هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة )”.
وتابع الامين العام حديثه قائلا :” وتلك الآيات ( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) ، ( فبما رحمة من الله لِنْتَ لهم ) ، ( عزيزٌ عليه ما عنتم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) … وهكذا فهو رحمة الله في هذه الأرض وقد جسد المعاني العليا السامية للبشرية وقد أشارت هذه الآية الى المسؤولية الكبيرة للبشرية تجاه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ( ولكم في رسول الله أسوة حسنة) فيجب على الانسان أن يتمثل بالرسول الكريم في جميع سلوكياته وأفعاله ، فالتربية الصالحة تحتاج الى القدوة الصالحة ، وإن مهمة هذه القدوة هي أن تأتي بما أتى به الله تبارك وتعالى متمثلة بالرسول الاكرم صلوات الله عليه وآله ، اما الناحية الأخرى فإن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلّم يمثل واسطة بين الله تبارك وتعالى وبين البشرية ، وقد رسم الله تعالى مهمته مابينه وبين الناس ، فحيث أن هناك آياتُ تهدي البشرية الى الطريق القويم فإن مهمة هذه الفيض الالهي أن يتلوا الآيات القرآنية على الناس وأما المهمة الاخرى فهي تزكية الأنفس من اجل استيعاب وتقبُّل أحكام الله تبارك وتعالى ولاينمى الشئ الا بتنقيته من الشوائب وان يضع تلك الآيات الالهية في أن يمهد تلك الآيات الالهية في طريق من يريد الوصول الى الله تبارك وتعالى فمهمته مهمة مزدوجة فكما انه يضعهم في الطريق الالهي الموصل الى الله سبحانه وتعالى فانه يضعهم أيضا في طريق العلوم التي تسمو بها الانسانية ، وبحسب الآية القرآنية ( هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة )”.
مضيفا :” واما المواقف التي كانت اذ بان وفاة الرسول الاكرم صلى الله عيه وآله وسلّم فقد كانت مواقف مفجعة حينما نادى الرسول الكريم صلوات الله عليه وآله ( أتوني بدواة وكتف أكتب لكم بكتاب لن تظلوا بعدي أبدا ) يأتي الجواب إن الرجل ليهجر ، ثم بعد ثلاث أيام يهجم على باب بضعته الزهراء عليها السلام وهو القائل بحقها ( فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ) ويقاد علياً بمحامل سيفه الى المسجد وحين أرادت سلام الله عليها أن تدعو ربها على هؤلاء القوم يأتي سلمان ليقول لها (إن الله بعث أباك رحمة فلاتكوني عليهم نقمة وسببا لهلاك هذه الامة)
وإن كل ظلم حصل ويحصل حتى قيام القائم عجل الله تعالى رجه الشريف هو نتيجة لما حصل في ذلك اليوم الذي توفي فيه الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلّم”.
وختم الشيخ ضياء الدين زين الدين حديثه بالقول :” نرفع أسمى التعازي في هذه المناسبة الجليلة الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليها السلام ونقول له عظم الله لك الاجر سيدي بأم المصائب يوم وفاة رسول الله صلوات الله عليه وآله كما نعزي صاحب العصر والزمان ( عجل الله تعالى فرجه الشريف بهذا المصاب الجلل ونعزي مراجعنا العظام والعالم الإسلامي ونعزيكم إخوتي وابنائي خدّام أمير المؤمنين عليه السلام ، ونسأل الله عزوجل أن يُعَظِّمُ لكم الأجر بذلك”.
العتبة العلوية المطهرة
اللهم زد وبارك وصل على محمد وآل محمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت وتحننت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد