عالم الحشرات العجيب: نحل واعٍ وجراد يكشف المتفجرات
الحكمة – متابعة: الحشرات حيوانات مثابرة جداً، تُقدر نسبتها بين الكائنات الحية بتسعين في المائة، ويقول الباحثون لولا الحشرات لما عاش الإنسان أكثر من بضعة أشهر، لأنها تلعب دورا رئيسيا بتوفر الغذاء. فهي تقوم بتلقيح النباتات، كما أن حيوانات أخرى تتغذى عليها. لكن دور الحشرات لا يتوقف عند هذا الحد. على الرغم من أننا نستهين بها.
على الرغم من صغر حجمها، إلا أن الحشرات تلعب دورًا كبيرًا في النظام البيئي الضخم والمعقد في إفريقيا. بعضها مفيد، وبعضها خطير، كما أن بعضها رائع وخلاب، وكلها تشكل جزءاً لا يتجزأ من الحياة البرية في إفريقيا.
هل مررت يوما بتلك التجربة الغريبة عندما تحوم حولك ذبابة أو نحلة، وتحاول إبعادها وتعود في كل مرة وكأنها أقسمت على إزعاجك، وكلما أصررت على إبعادها أصرت هي على العودة لتُطنطن قرب أذنك؟ ألم تتساءل مرة هل قامت تلك الحشرة اللعينة و”المتعجرفة” بإزعاجك عن قصد؟ هل هي فعلا واعية؟
هذا السؤال تناوله بطريقة علمية المختص في علم الإدراك أندرو بارون والفيلسوف كولين كلين من جامعة ماكويري الأسترالية. لقد استعان الباحثان بآخر الأبحاث في التصوير العصبي ليؤكدا في دراسة نشرتها مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences أن النحل والذباب والنمل وأغلب الحشرات ليست “آلات” بيولوجية لا عقل لها. وأن تلك الحشرات قد تكون قد تكون ذات وعي بالعالم ووعي بذاتها ووجودها.
على صعيد آخر يجري العلماء أبحاثاً تقنية تسمح للجراد بالكشف عن المتفجرات باستخدام حاسة الشم، ويقول العلماء إن “تزويد الجراد بوشم حراري سيسمح بإرشادهم إلى المناطق الخطيرة والمعزولة”، وأوضحوا انه سيتم تحليل الإشارات العصبية التي يرسلها مخ الجراد عبر رقاقة من شأنها فك شفيرة المعلومات وإرسالها إلى السلطات.
وتلعب الحشرات أدوارا مهمة منها تلقيح النباتات وتعزيز إنتاج التربة عن طريق التحلل وهي أيضا مصادر غذائية للطيور والخفافيش وتعد من آفات المحاصيل وتتغذى على آفات المحاصيل في آن واحد. ومن أضرارها نشر الأمراض.
النمل والذباب أنانيون!
يقول كولين كلين لموقع Discovery News “عندما نشعر بالجوع لا نبحث فقط عن الطعام، فالجوع إحساس فريد. وتتكون عند الكائن الحي تجربة ذاتية عند ارتباط حالاته الذهنية بإحساس ما”. الكثير من الحشرات تملك فعلا هذه التجربة حسب الدراسة.
للتوصل إلى هذا الاستنتاج، انطلق الباحثان الأستراليان من تركيبة الدماغ لدى الإنسان وحيوانات فقارية أخرى. عدة دراسات أظهرت أن الجزء المسمى بالدماغ المتوسط يمنح الشخص مستوى بسيطا من الوعي عندما تكون باقي الأجزاء الأكثر تطورا قد أُتلفت. من هنا، تم تحليل دماغ حشرات عديدة بواسطة آخر تقنيات التصوير العصبي. اكتشف الباحثان أن دماغ الحشرات يقوم بعمل مماثل لاشتغال الدماغ المتوسط لدى الإنسان. فمخ الحشرة يجمع المعلومات من البيئة المحيطة بها ومن ذاكرتها ومن جسمها للعمل على تنظيم نشاطها.
ويضيف أندرو بارون “لا تولي الحشرات اهتماما لجميع حواسها على قدم المساواة. فهي تختار الأكثر أهمية بالنسبة لها في لحظة معينة، وبالتالي فهي أنانية أو تتسم بما يعرف بمركزية الذات”، ويشدد الباحثان على أن هذه الفرضية الجديدة فرصة لإعادة التفكير والنقاش بشأن معنى الوعي لدى الكائنات الحية وحتى غير الحية. فبحسب بارون، لا تمتلك النباتات أية أعضاء تمكنها من امتلاك إدراك أو وعي ما. ينطبق الأمر نفسه على حيوانات بسيطة على غرار ديدان الربداء الرشيقة والتي تمتلك 302 خلية عصبية فقط. للمقارنة، تمتلك النحلة قرابة مليون خلية عصبية، وعندما يتعلق الأمر بكلب مثلا، فمن الواضح أنه يملك وعيا أكثر تطورا عندما تراه يترنح ويركض نحو صحنه للأكل. فهو يشم أكله ويظهر رغبته في الأكل ويعي العالم من حوله ويبادل الإنسان بعض المشاعر. العديد من علماء الأعصاب والفلاسفة والمفكرين طالبوا باعتراف دولي بأن بعض الحيوانات تملك وعيا وبأن ذلك لا يقتصر على الإنسان، ما يفتح الباب أمام إعادة النظر في تعاملنا معها.
ومصطلح الوعي أو الإدراك يشير أيضا إلى مستوى أكثر تعقيدا وهو التفكير الذاتي self-reflection ويُعتقد أن الإنسان هو الكائن الوحيد القادر على أن يعي بأنه كائن واع!، ويظن باحثون أنه يمكن محاكاة آلية عمل الوعي لدى الحشرات التي وصفتها دراسة كولين كلين وأندرو بارون، لتطبيقها على الإنسان الآلي. فقد يكفي أن تزود الروبوت بما يسمى بالذكاء الاصطناعي على أن تراعي العوامل الحسية والذاكرة ونوعا من الإدراك بالجسم لتمنحه الحد الأدنى من الوعي، ويذهب البعض أبعد من كل هذا بزعمهم أن الوعي موجود في كل مكان، بدرجات مختلفة، حتى في تركيبات غير حية للمادة في عالمنا وعبر الكون. إنه موضوع دراسة سابقة لكريستوف كوش، رئيس معهد آلين الأمريكي لعلم الدماغ وجيوليو طونوني، عالم الأعصاب في جامعة ويسكونسين الأمريكية.
ويزيد موضوع الوعي تعقيدا عند الحديث عن الفرق الواضح في الإدراك بين إنسان وإنسان آخر حسب تجاربه ومعرفته ومسيرته، دون الحديث عن تكوينه الفلسفي أو الديني. ويعتبر الوعي من بين تلك المسائل التي تجمع بين ما هو علمي بحت كتركيبة الدماغ وخصائصه وما هو فلسفي وما هو روحي. فهل من الممكن التوصل إلى تحليل شاف يوما ما؟.
خنفساء الجيف الأمريكية تطلق إشارات كيميائية لتنبيه الذكور
عندما تنهمك خنفساء الجيف الأمريكية في رعاية صغارها وتعزف عن وظيفة التكاثر فإنها تطلق إشارة كيميائية جلية إلى الذكر الشهواني تنقل إليه هذا المعنى بوضوح شديد، ووصف العلماء كيف توظف هذه الخنفساء مادة كيميائية تثبط الشهوة الجنسية تسمى (الفرمونات) خلال فترة السِّفَاد (تناسل الحشرات) التي تستمر ثلاثة أيام لتوصيل رسالة إلى الذكر تفيد بأنها عقيم بصفة مؤقتة لتمنعه من الاقتراب منها.
وركزت الدراسة على نوع من الخنافس يسمى (نيكروفوراس فسبيلويدس) أو الخنفساء اللَحَّادَة أو خنفساء الجيف الأمريكية التي تشتهر بدفن جيف الحيوانات الصغيرة مثل الطيور والقوارض بالقرب منها لتصبح غذاء ليرقاتها فيما بعد.
وتلقي هذه الدراسة الضوء على كيفية تَغَيِير الحيوانات لسلوكها كي تتفرغ لرعاية صغارها حيث تولي اهتماما لتربيتهم أكثر من ممارسة النشاط الجنسي لإنجاب نسل جديد، وقالت ساندرا شتايجر عالمة الأحياء بجامعة أولم الألمانية التي أشرفت على هذه الدراسة المنشورة بدورية (نيتشر كوميونيكيشنز) “تسهم دراستنا في فهم الحياة الأسرية للحيوان وكيف يجري التنسيق بين أفراد هذه الأسر”. بحسب رويترز.
وأضافت “ما يثير الاهتمام وجود مثل تلك الآليات لدى الحيوانات فيما يجري تنظيم مظاهر الأبوة والأمومة لتتسق زمنيا مع سلوك التزاوج ورعاية الصغار من أجل مصلحة الذكر والأنثى والنسل أيضا”، وتوجد خنفساء الجيف الأمريكية التي شملتها هذه الدراسة في المناطق المعتدلة الحرارة في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية وهي حشرة يصل طولها إلى سنتيمترين وذات جسم أسود تنتشر به بقع زاهية باللون البرتقالي، وعكف الباحثون على دراسة نحو 400 من الخنافس التي جُمِعَت من غابات ألمانيا وركزوا على أطوار تزاوج ذكر وأنثى على الرغم من أنهما لم يبقيا معا باستمرار، وتصبح أنثى خنفساء الجيف الأمريكية عقيمة بصفة مؤقتة عقب ولادة الصغار ولمدة ثلاثة أيام عندما تكون الصغار عاجزة عن توفير الغذاء لنفسها وتفرز الأنثى خلال تلك الفترة مادة (الفرمونات) التي تمنع الذكر من السِفَاد معها ما يتيح لكليهما متسعا من الوقت للعناية باليرقات الناشئة.
وقالت شتايجر “هذا أمر معقول للغاية. فلماذا تهدر الأنثى الوقت والطاقة في عملية السِفَاد في حين تكون غير قادرة على وضع البيض فيما تحتم الضرورة عليها آنئذ تربية النسل؟”، وتقوم الخنافس بإفراز عصارات مضادة للميكروبات لتمنع نمو البكتريا والفطر على الجيف التي تدفنها، وعقب فقس البيض تزحف اليرقات نحو الجيفة فيما يقوم الأبوان بتوفير غذاء مهضوم سلفا لها من خلال تحليل أنسجة الجيفة كما يتوليان الدفاع عنها من هجمات الكائنات المفترسة والأنواع الأخرى.
بق الفراش يُفضّل ألوانا معينة دون غيرها
يقول علماء إن بق الفراش يُفضّل على ما يبدو ألوانا معينة دون غيرها، وهو ما قد يعني إمكانية استخدام هذا الأمر الغريب في الحد من وجود هذه الآفات المزعجة على أسرّتنا، وبحسب دراسة، نشرت في دورية “طب علم الحشرات”، فإن هذه الحشرات التي تمص الدماء تحب اللونين الأسود والأحمر بينما تكره اللونين الأصفر والأخضر، وقد تساعد هذه المعلومة في نصب أكمنة أكثر إحكاما لاستدراج هذه الحشرات وأسرها.
ويقول العلماء الأمريكيون إن من المبكر جداً القول إن أغطية الفراش ذات اللون الأصفر تمنع تكاثر بق الفراش على سريرك، وبق الفراش آفة صغيرة جداً تُحب العيش بالقرب من وجبتها – أي دم الإنسان. ويمكن لهذه الآفات الاختباء داخل حواف حشوة الفراش (المرتبة) أو داخل إطار السرير، وتميل هذه الآفات إلى تفضيل الأقمشة والخشب أكثر من البلاستيك والحديد، وأرادت الطبيبة كورين ماكنيل وفريقها معرفة مدى تأثير الألوان على مكان إقامة بق الفراش، وأجروا عدة تجارب في المختبر، حيث وضعوا بق الفراش في صحون بها ملاجئ متنوعة الألوان مصنوعة من الورق المقوى.
وبدلا من يختبئ بق الفراش على نحو عشوائي، بدا أن هذه الآفة تختار الملاجئ وفقا للونها، مع تفضيل الأسود والأحمر، وقالت ماكنيل “اعتقدنا في البداية أن بق الفراش قد يفضل اللون الأحمر لأن الدم لونه أحمر وهو ما يتغذى عليه”، وأضافت “لكن بعد إجراء الدراسة، نعتقد أن السبب الرئيسي لتفضيل الألوان الحمراء هو أن لون بق الفراش يبدو أحمر، وبالتالي يُفضّل الاتجاه إلى هذا اللون لأنه يرغب في البقاء مع غيره من بق الفراش”.
وبدا أن بق الفراش لا يحبذ اللونين الأصفر والأخضر، في ما قد يرجع إلى أن هذين اللونين الساطعين يذكره بأنه في مكان مضيء حيث لا يسهل الاختباء، بحسب الباحثين، وخلصت دراسات سابقة إلى أن هذين اللونين لا يجذبان حشرات أخرى تمص دم الإنسان مثل الناموس وذباب الرمل، وقالت ماكنيل “أمزح دائما مع الكثيرين وأنصحهم بشراء أغطية فراش صفراء. لكن بأمانة، قد يكون هذا تماديا في الأخذ بالنتائج (الخاصة بالدراسة)”.
وأضافت “لا أعرف إلى أي مدى يمكنني إسداء نصيحة لأحدهم بعدم شراء حقيبة سفر حمراء اللون أو أغطية فراش حمراء، لأن البحث حول هذا الموضوع لم يجر بعد، لذا لا يمكننا البت بذلك الأمر حالياً”.
استخدام الجراد “للكشف عن المتفجرات”
يجري العلماء أبحاثاً تقنية تسمح للجراد بالكشف عن المتفجرات باستخدام حاسة الشم، ويقول العلماء إن “تزويد الجراد بوشم حراري سيسمح بإرشادهم إلى المناطق الخطيرة والمعزولة”، وأوضحوا انه سيتم تحليل الإشارات العصبية التي يرسلها مخ الجراد عبر رقاقة من شأنها فك شفيرة المعلومات وإرسالها إلى السلطات.
وتخصص برندهارن رامان، الأستاذ المساعد في قسم الكيمياء الحيوية في كلية الهندسة والعلوم التطبيقية في جامعة واشنطن، بدراسة حاسة الشم لدى الجراد، وقدم مكتب البحوث البحرية في الولايات المتحدة منحة مالية لرامان بقيمة 750 الف دولار أمريكي لمواصلة أبحاثه المتعلقة بحاشة الشم لدى الجراد.
وتعتبر حاسة الشم لدى الحشرات من أقوى الحواس لديها، وبمقدور الجراد التعرف على رائحة معينة وإن كانت ممزوجة بروائح أخرى، وقال البروفسور رامان إن ” الجراد يمتلك أنوف روبوتية ويسهل تدريبه على تحديد وتذكر رائحة المواد الكيماوية الخطيرة”.
وصرح لبي بي سي أن ” الجراد باستطاعته خلال ثوان معدودات تتبع رائحة جديدة أدخلت في محيطه وبالتالي معالجة الإشارات الكيماوية بطريقة سريعة للغاية”، وأوضح سريكانا سينغامانيا، الأستاذ المشارك في علم المواد والمتخصص في المواد المتناهية في الصغر، أنه سيعمل على ابتكار “وشم” مصنوع من الحرير بحيث يوضع على أجنحة الجراد لتوليد الحرارة المعتدلة للمساعدة في إرشادهم إلى مواقع معينة عبر جهاز التحكم، وأشار سينغامانيا إلى أن “بمقدور الوشم جمع عينات من المركبات العضوية المتطايرة لفحصها عبر طرق مختلفة”، ويقدر البروفسور رامان “أن النموذج الأولي لهذا الوشم سيخضع لاختبارات صارمة خلال سنة، وفي حال نجاحها فإن الجراد يمكن أن يكون جاهزاً خلال أقل من عامين”، ويعتقد البروفسور أن تكنولوجيا الاستشعار الجديدة قد تساعد في الكشف عن حالات طبية لدى البشر والتي يتم تشخيصها عبر حاسة الشم.
حصر عدد الحشرات المهاجرة
لا شك أن حصر عدد الحشرات التي تطن فوق الرؤوس يبدوا ضربا من المستحيل لكن باحثين بريطانيين أكملوا أكبر عملية حصر من نوعها على الإطلاق.
قال باحثون إنهم رصدوا 3.5 تريليون حشرة تزن مجتمعة 3200 طن في العام تهاجر سنويا فوق منطقة في جنوب وسط إنجلترا بواسطة رادار خاص ومنظومة شبكات هوائية مدعومة بمنطاد، وقال جيسون تشابمان خبير الحشرات في جامعة إكستر الذي نشر بحثه في دورية ساينس “هجرة الحشرات في أفواج على ارتفاعات عالية عملية ضخمة. هذه الأفواج مظهر لا يحصل على نصيبه من الاهتمام داخل النظم البيئية الأرضية ومساو لحركة العوالق التي تعزز السلاسل الغذائية في المحيطات”.
وتعقب الباحثون هجرة الحشرات على ارتفاعات تتراوح بين مئة وخمسين إلى 1200 متر على امتداد عشرة أعوام. ويعتقد الباحثون بوجود عمليات أكبر لهجرة الحشرات في مواقع أخرى من العالمن وقال تشابمان “الأعداد ستكون مرتفعة كثيرا في معظم المناطق من العالم لكننا نفتقر للبيانات لتحديد الأعداد الإجمالية”.
وبناء على الكتلة الحيوية تتجاوز الحشرات الطيور المهاجرة في بريطانيا بفارق كبير. كانت كتلتها الحيوية سبعة أمثال كتلة الطيور المغردة البالغ عددها 30 مليون طائر التي تهاجر من بريطانيا إلى أفريقيا في كل خريف.
ولم تحدد الدراسة نقاط الانطلاق والوجهات للحشرات المهاجرة لكن يعتقد أنها تتجه جنوبا وشمالا لأميال عديدة وفي بعض الأحيان فوق القنال الإنجليزي وبحر الشمال، وقال تشابمان “وجدنا بعض الفراشات تهاجر مئات الكيلومترات في كل جيل وآلاف الكيلومترات على مدار العام وهو ما يشمل ستة أجيال على الأرجح”. بحسب رويترز.
وقال تشابمان “لا يمكن أن نعمل بدونها، والهجرة الضخمة للحشرات تتجه في الغالب إلى الشمال في الربيع وإلى الجنوب في الخريف، ومن أكثر الحشرات التي تطير في النهار قملة النبات والزنابير التي تهاجمها. ومن الحشرات متوسطة الحجم الذبابة الطنانة والدعسوقة (الخنفسات الصغيرة مرقطة الجناحين) بينما أكثر الحشرات كبيرة الحجم شيوعا هي الفراشات الكبيرة.
الخنافس تهدد غابة بولندية عمرها 8000 عام
داخل غابة بياوفيازا القديمة في بولندا تغرد الطيور وترعى الثيران بينما يتجول الزوار في المكان الذي تكسوه الخضرة والذي يعد موطنا للخنازير والقنادس والسنور البري والخنافس أيضا، غابة بياوفيازا التي تقع على مساحة 933 كيلومترا مربعا حتى الحدود مع روسيا البيضاء مدرجة في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي لكنها تتعرض في الوقت الراهن لهجوم من الخنافس التي تعيش على شجر التنوب.
يقول خبراء في بياوفيازا وبالحكومة إن الحل هو قطع المزيد من الأشجار لإنقاذ أشجار أخرى. وفي مارس آذار قال وزير البيئة إنه سيوافق على هذا الحل رغم قسوته، وأثار القرار غضب دعاة الحفاظ على البيئة الذين تقدموا بشكوى للاتحاد الأوروبي قائلين إن قطع الأشجار يهدد التوازن البيئي في المنطقة. ويجادل العلماء أيضا بان الغابة التي يصل عمرها إلى ثمانية ألاف عام نجت من حربين عالمتين وهجمات سابقة للخنافس. بحسب رويترز.
وقال رافال كافاليزك الباحث في الأكاديمية البولندية للعلوم “حتى إذا ماتت الأشجار ببعض مناطق الغابة ستحل محلها في سنوات قليلة -من 10 إلى 20 عاما- أشجار أخرى”، ويتفق بعض السكان المحليين مع دعاة الحفاظ على البيئة ويدعم آخرون العاملين في الغابات قائلين إن دعاة الحفاظ على البيئة يهاجمون مصادر رزقهم، ومن المقرر أن يزور وفد من يونسكو الغابة القديمة خلال الأيام المقبلة لتقييم الخطط الحكومية لقطع الأشجار.
اكتشاف سبع فصائل جديدة من عنكبوت يرقص لاجتذاب أنثاه
اكتشف عالم في مدينة سيدني الأسترالية سبع فصائل جديدة من عنكبوت الطاووس الذي يتميز بألوانه الزاهية والذي يجتذب أنثاه بالرقص، وتوصل يورجن أوتو بمساعدة زميله ديفيد نولز لأحدث الاكتشافات للحشرات الصغيرة بينما كان يبحث عن عناكب أخرى في غرب أستراليا في نوفمبر تشرين الثاني. ومنح الفصائل السبع أسماء في مطبوعة بيكهاميا العلمية، وقال أوتو لتلفزيون رويترز “إنها ملونة للغاية وغالبا ما تكون ألوانها أشبه بقوس قزح وتقوم بشيء مدهش للغاية وهو الرقص لخطب ود الإناث وإثارة إعجابها”. بحسب رويترز.
ورغم أن مقاطع الفيديو التي يظهر فيها العنكبوت وهو يرقص تتمتع بشعبية كبيرة على الانترنت فإن بعض إناث العنكبوت الطاووس ينتهي بهن الأمر بالتهام الذكور إذا لم تعجبهن الرقصات، ويعني اكتشاف الفصائل الجديدة أن هناك الآن 48 نوعا معروفا من العناكب توجد معظمها في جنوب أستراليا وتتراوح في الحجم بين ثلاثة وخمسة مليمترات، وقال أوتو إن العناكب الراقصة لا تمثل أي تهديد للإنسان “إنها غير مؤذية وجذابة وملونة يذكرون الناس بقططهم. غالبا ما أقارنها بالقطط الصغيرة لذا يشعر الناس حقا بالإثارة عند مشاهدتها”.
تسمية رتيلاء جديدة على اسم غارسيا ماركيز في كولومبيا
سمي نوع جديد من الرتيلاء اكتشف قرب اراكاتاكا مسقط رأس الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، تيمنا بالاديب الحائز جائزة نوبل للاداب على ما اعلنت جامعة كولومبيا الوطنية، وسميت الرتيلاء “كانكوامو ماركيزي” تيمنا بغارسيا ماركيز واتنية السكان الاصليين كانكوامو التي تقيم في هذ المنطقة في الكاريبي وتواجه ثقاتها تهديدا. وتتميز هذه الرتيلاء على انها قادرة على قذف وبر مقرص يمكن ان يصيب عيني او جلد مهاجمي هذه العناكب.
والكثير من رتيلاوات القارة الاميركية تتمتع بهذا النظام الدفاعي. لكن بالنسبة لهذه الرتيلاء بالذات وهي من العناكب غير العدوانية، يعمل هذا النظام بالاتصال لمباشر فقط فيما الوبر المقرص الذي تقذفه هو من نوع جديد على ما جاء في بيان صادر عن الجهاز الاعلامي للجامعة. بحسب فرانس برس.
وعثر على هذا النوع من العناكب الجديدة البالغ طولها تسعة سنتمترات تقريبا على ارتفاع 2200 متر في الجزء العالي من جبال سانتا مارتا قرب اراكاتاكا. وقال فريق الباحثين الكولومبيين والاوروغوانيين “انها تنتمي الى نوع لم يسبق ان وثق من قبل”.
العناكب تتحكم في شكل شباكها لاصطياد فرائسها بشكل أفضل
يقول باحثون في جامعة أوكسفورد إن العناكب بإمكانها أن تتحكم في شدة وصلابة شباكها لتحسين قدرات الاستشعار لديها الأمر الذي يساعدها على اكتشاف وتحديد الفرائس والشركاء، وبنفس الطريقة التي تتحرك بها النغمات على وتر الجيتار المشدود تنقل شباك العنكبوت الحريرية الذبذبات بترددات مختلفة فتعيد معلومات إلى العنكبوت.
وقالت الباحثة بيث مورتايمر لرويترز “لا تستخدم العناكب الذبذبات للإيقاع بالفرائس في شباكها فحسب حيث بالطبع يكون من المهم أن تعرف.. أين هي وما هي”، وتابعت قولها “لكن الذبذبات مهمة أيضا للتزاوج… الكثير من الذكور يرسلون نمطا موسيقيا محددا للغاية يمكن أن تستخدمه الإناث ليس فقط لتحديد إن كان العنكبوت ذكرا أم لا لكن أيضا لمعرفة إن كان من الفصيل الملائم أو إن كانت تود التزاوج معه”.
وذكرت أن العناكب يمكن أن تستخدم هذه المعلومات لتقييم حالة شباكها، وفي إطار الدراسة التي نشرت الشهر الماضي بالتعاون مع جامعة الملك كارلوس الثالث في مدريد انتزع الباحثون في جامعة أوكسفورد شباكا لفصيل عنكبوت الحدائق المخطط واسمه العلمي أرانيوس داياديماتوس وأرسلوا ذبابات محددة عبر الخيوط الحريرية.
واستخدموا أشعة الليزر لقياس الذبذبات أثناء حركتها عبر الشباك لتظهر كيف يغير العنكبوت المنتظر طول الموجة بتغيير شدة الشبكة وصلابتها، وقالت مورتايمر “بإمكانهم أن يغيروا قوة شبكاتهم.. هذا يعني أن لديهم الآلية للتحكم بشكل مباشر في شدة وصلابة أليافهم الحريرية”، وتابعت قولها “تتيح لهم (هذه الآليات) تغيير خصائص شباكهم حتى يتسنى لهم التحكم في حساسية المعلومات التي تصل لهم في مركز الشبكة”.
“البعوض الكسلان” يؤدي لإصابة النساء أكثر من الرجال بحمى شيكونجونيا
وجد باحثون أن “البعوض الكسلان” هو السبب وراء زيادة احتمال إصابة النساء اللائي يملن لقضاء وقت في المنزل أكبر من الرجال بحمى شيكونجونيا وهي مرض فيروسي مؤلم ينقله البعوض وينتشر بنفس طريقة انتشار فيروس زيكا.
والشيكونجونيا التي تُنقل عادة عن طريق التعرض للسعات البعوض من النوع المعروف باسم الزاعجة المصرية خلال ساعات النهار يمكن أن تسبب أعراضا تؤدي للوهن من بينها ارتفاع درجة الحرارة والصداع وآلام حادة في المفاصل وتستمر شهورا.
وحللت دراسة جديدة نُشرت في السابع من نوفمبر تشرين الثاني في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم تفشيا لحمى شيكونجونيا في 2012 في قرية بالبارا في بنجلادش والتي تبعد نحو 100 كيلومتر عن العاصمة داكا.
وقالت الدراسة إن أكثر من ربع الحالات انتشرت داخل نفس المنزل في حين حدثت نصف حالات الإصابة في منازل تبعد أقل من 200 متر مما أدى إلى تجمعات صغيرة للمرض، ونظرا لأن البعوض الناقل لهذا المرض لا يحب السفر بعيدا فقد زاد احتمال إصابة النساء في بنجلادش اللائي كن يقضين ثلثي اليوم في المنزل 1.5 مرة عن الرجال الذين كانوا يقضون أقل من نصف وقتهم في المنزل خلال اليوم. بحسب فرانس برس.
وقال هنريك ساليجي كبير الباحثين من كلية بلومبرج للصحة العامة في جامعة جونز هوبكنز في بيان “يبدو أن هذا البعوض كسول جدا، “فهو يلسع شخصا في منزل ويصيبه بفيروس ثم يحوم في المكان ليلسع شخصا آخر في نفس المنزل أو في مكان قريب جدا. الوقت الإضافي الذي تقضيه النساء في منازلهن أو بالقرب منها يعني زيادة خطر إصابتهن بالمرض”، ويظهر هذا المرض في أفريقيا وآسيا ولكن أفادت تقارير بظهور حالات أيضا في أوروبا والأمريكتين، وقالت الدراسة إنه على الرغم من عدم وجود مصل أو توافر علاج يذكر لأمراض مثل شيكونجونيا وزيكا وحمى الدنج والحمى الصفراء والتي تُنقل كلها عن طريق البعوض المعروف باسم الزاعجة المصرية فإن معرفة الأماكن التي يُحتمل أن تتجمع فيها قد يساعد في إبطاء هذه الأمراض.
إطلاق جيش من البعوض لمكافحة فيروس زيكا
يقول العلماء إن المنهج يعد محاولة لمكافحة الأمراض التي يحملها البعوض مثل فيروس زيكا، يعتزم علماء إطلاق جيش من ملايين البعوض المعدّل لمكافحة انتشار فيروس زيكا في مناطق من البرازيل وكولومبيا.
وقال العلماء إن المنهج غير التقليدي المتبع يعد محاولة لتوفير “حماية فائقة” تهدف إلى مكافحة الأمراض التي يحملها البعوض مثل فيروس زيكا وشيكونغونيا، واستطاع العلماء حقن بعوض ببكتريا يطلق عليها “فولباخيا” تعمل على تقليل قدرتها على نشر الفيروسات إلى الناس، ويموّل فريق دولي من المانحين المشروع البالغ تكلفته 18 مليون دولار، من بينه مؤسسة بيل آند ميليندا غيتس. بحسب البي بي سي.
كما يموّل البرنامج، الذي من المقرر إطلاقه في اوائل عام 2017، حكومات محلية في أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة وبريطانيا، وتصيب بكتريا فولباخيا نحو 60 في المئة من أنواع الحشرات في شتى أرجاء العالم، غير أن العلماء يقولون إنها لا تلحق أضرارا بالبشر، ولا تصيب البكتريا في العادة بعوض Aedes aegypti، وهو النوع المسؤول بشكل كبير على نشر بيئة حاضنة لفيروسات مثل زيكا و حمى الضنك والشيكونغونيا.
وتوصل علماء عكفوا خلال السنوات العشر الماضية على دراسة طرق القضاء على حمى الضنك إلى معرفة طريقة تفضي إلى حقن بكتريا في بعوض Aedes aegypti، وقال العلماء إن تجارب الملاحظة على نطاق صغير في البرازيل وكولومبيا واستراليا واندونيسيا وفيتنام أظهرت أنه بمجرد إطلاقها ستحد أنواع البعوض المعدّل من انتشار حمى الضنك التي تصيب البشر، كما أظهرت أنها تفعل نفس الشئ بالنسبة لفيروس زيكا والشيكونغونيا خلال التجارب التي أجريت في المختبر.
وقال تريفور مونديل، من مؤسسة بيل آند ميليندا غيتس :”يمكن لبكتريا ولبخية توفير حماية فائقة ضد الأمراض التي يحملها البعوض”، وأضاف : “إنها أقل تكلفة ومستدامة ويبدو أنها توفر حماية ضد فيروس زيكا وحمى الضنك وبيئة حاضنة للفيروسات الأخرى”، وقال : “نحن حريصون على دراسة التأثير وكيفية مساعدة الدول”، ويعتزم العلماء حاليا توسيع نطاق التجارب لتشمل مناطق حضرية واسعة النطاق في منطقتي بيللو وأنتيوكيا في كولومبيا، ومنطقة ريو دي جانيرو في البرازيل بالشراكة مع الحكومات المحلية، وقال العلماء إنه بمجرد إطلاق المشروع، سيتناسل البعوض المصاب مع بعوض غير مصاب، ويمرر البكتريا لأجيال مستقبلية.
مروة الأسدي