الثاني والعشرون من ذي الحجة .. ذكرى شهيد العقيدة والفضيلة ميثمُ التمّار (رضوان الله عليه)…
401
شارك
هو ميثمُ بنُ يحيى التمّار، وُلد في مدينة النهروان في العراق، وكان عبداً لامرأةٍ من بني أسد، ثمّ أسلَمَ فاشتراه أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) وأعتقه، فأصبح ملازماً للإمام علي(عليه السلام) ملازمة الظلّ لصاحبه، فكان يحذو خلفه حذو الفصيل أثر أمّه، فاكتسب من علومه ومعارفه ما لم يكتسبه إلّا القلّةُ من حواريّي الإمام(عليه السلام). ويكفي في فضله قولُه لابن عبّاس: اسألني ما بدا لك من تفسير القرآن فإنّي قد قرأتُ تنزيله على أمير المؤمنين(عليه السلام) فعلّمني تأويله، وابنُ عبّاس لم يستنكفْ من هذا الأمر بل قام وجاء بقلمٍ ودواة كي يكتب ما يقوله ميثم. كانت مهنةُ ميثم بيعَ التمر، وكان له دكّانٌ يبيع فيه التمر، ولذلك لُقّب بالتمّار، وكان ناشطاً في نشر فضائل ومناقب الإمام علي(عليه السلام) بصورةٍ خاصّة وفضائل أهل البيت(عليهم السلام) بصورةٍ عامّة، وفضح مخازي بني أمية لا سيّما معاوية ومن سار خلفه، واستمرّ ميثم في رسالته يحدّث بفضائل بني هاشم. أحضره ابنُ زياد وقال له: لتبرأنّ من علي(عليه السلام) وتتولّى خلافة عثمان أو لأقطعنّ يديك ورجليك وأصلبك! فأبى ميثمُ (رضوان الله تعالى عليه) ولم يذكر مولانا عليّاً(عليه السلام) إلّا بالعظمة والعلم، فأمر ابنُ الأَمَة الفاجرة عبيدُ الله بن زياد بقطع يديه ورجليه وصلبه على الخشبة، فلمّا رُفع على الخشبة صاح بأعلى صوته: أيّها الناس، من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن عليّ بن أبي طالب قبل أن أُقتل، والله لأخبرنّكم بعلمِ ما يكون إلى أن تقوم الساعة وما يكون من الفتن. وأقبل يحدّث الناس وهم مجتمعون حوله بفضائل علي بن أبي طالب(صلوات الله عليه) وبني هاشم والعجائب وبمخازي بني أمية وهو مصلوبٌ على الخشبة، فقيل لابن زياد: لقد فضحكم هذا العبد، فقال: ألجموه، فأُلجم بعدما طُعن بالحربة، فكان أوّل خلق الله الذي أُلجم في الإسلام وهو يحدّث، بعدما ابتدر منخراه وفمه دماً عبيطاً، فأمر اللعينُ ابنُ زياد بقطع لسانه ليقطع بيانه، فقطعوا لسانه فخضبت لحيته بالدماء، ثمّ طعنه لعينٌ في خاصرته فأجافه، فكبّر وفاضت روحه الزكية. صُلِب ميثمُ التمّار(رضوان الله عليه) يوم الأحد في العشرين من ذي الحجّة سنة ستّين من الهجرة، وقُتل يوم الثلاثاء في الثاني والعشرين من ذي الحجّة ودُفن في الكوفة، وما زال قبره مَزاراً للمحبّين والموالين، ومدفنه قريبٌ من مسجد الكوفة الأعظم من جهة الجنوب الغربيّ على يسار الذاهب من الكوفة إلى النجف الأشرف.