أغرب أسماء الأسواق في السودان
الحكمة – متابعة: تتخذ عملية إطلاق الأسماء على الأسواق في السودان، أشكالاً تعبّر عن الواقع النفسي أو الاجتماعي أو المعيشي لمرتادي تلك الأسواق، أو واقع التجار العاملين فيها. لذا جاءت أسماء العديد من الأسواق، خاصة الشعبية منها، في غاية الغرابة، نرصد هنا بعضها.
سوق “أبو جهل”
يُعدُّ سوق “أبو جهل” من أشهر الأسواق في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان (غرب البلاد). وتختلف الروايات حول تاريخ تأسيس السوق. ويرجِّح كثيرون، القرن السادس عشر كتاريخ للتسمية. أما آخرون فيرجحون نهاية القرن الثامن عشر الميلادي. وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون بأن السوق مُسمّى على “أبو جهل”، الرجل الذي عادى النبي محمدا، إلا أن أهالي المنطقة يقولون إنّ التسمية تعود إلى رجل كان يجلس في السوق، وعُرف عنه جهله المفرط والبلاهة والغباء ومحدودية القدرات الذهنية، لذلك استحق أن يُنصب أباً للجهل. ويبدو أن ذلك التبرير لم يقنع الحكومة الحالية ذات التوجهات الإسلامية، والتي رفعت شعار “الأسلمة والتأصيل”، ومضت في تغيير كثير من مسميات الأحياء والأسواق والقرى، منذ سيطرتها على الحكم في عام 1989. فكان قرار سلطتها المحلية في شمال كردفان، بتغيير اسم سوق “أبو جهل” إلى سوق “عبد الله بن مسعود”، وهو الصحابي الذي قُتل على يديه أبو جهل. لكن تلك التسمية الرسمية لم تأخذ عمقها الشعبي. وظلت في الأضابير الحكومية فقط، وظل سكان المدينة وكل السودانيين يستخدمون ذات الاسم القديم.
سوق الحرامية
كذلك يوجد اسم سوق الحرامية في العراق وسورية وسلطنة عمان. لكنه في السودان أخذ أسماء مختلفة في مناطق عدّة، منها “سوق القنص” جنوب الخرطوم، وسوق “5 دقائق”، ويعني بيع الأشياء في غضون 5 دقائق فقط بعد سرقتها.
سوق القيامة
في أواخر التسعينيات، قررت سلطات مدينة الكاملين وسط السودان، نقل سوق المدينة إلى مساحة على بعد أمتار قليلة من مدافن الموتى. وهذا ما دفع الكثير من مرتادي السوق إلى إطلاق اسم “سوق القيامة” عليه. لكن، سرعان ما تلاشى الاسم في السنوات اللاحقة.