الخطبة الثانية لصلاة الجمعة للسيد أحمد الصافي في 11/محرم الحرام/1440هـ الموافق 21/9/2018م :
487
شارك
كربلاء المقدسة – الحكمة : الخطبة الثانية لصلاة الجمعة للسيد احمد الصافي في 11/محرم الحرام/1440هـ الموافق 21/9/2018م : اخوتي اخواتي اتماماً للخطبة الاولى سأنتقل للطرف الآخر وهو الطرف الذي تنقب واجتهد واجتمع في أن يقاتل سيد الشهداء (عليه السلام).. سأنطلق من مقولة تكون محور او مدخل للحديث.. الحديث الشريف يقول (اعرف الحق تعرف أهله). وارجو ان هذه المقولة تُحفظ عندكم، انتم تعرفونها لا شك مشهورة لكن الانسان في بعض الحالات يغفل عنها واذا غفل عنها توردهُ المهالك.. (اعرف الحق تعرف أهله) اما اذا كُنتَ لا تعرف الحق سيشتبه عليك الأمر وستعرف الحق بالرجال وتكون هذه كارثة كبيرة عندنا، الحق لا يُعرف بالرجال وانما الرجال يُعرفون بالحق. انتقل الان الى الجانب السلبي لنكتة وبيان وانا قُلت ان المشهد العاشورائي مشهد مكرر يعني الان يوجد من يمثل خط الحسين والآن يوجد من يمثل الخط الآخر.. هذا له مميزات كما ذكرنا بعضها وضوح الحق ومعرفته والشجاعة والوفاء..، وهذا ايضاً له بعض المميزات التي لا تخفى.. من مميزات هذا الخط هو عدم سماع النصيحة اصلاً !! التفتوا.. طبعاً النصيحة تأتي من ناصح أمين مُشفق ويريد الخير، الانسان تصل به الحالة ان لا يسمع النصيحة اصلا ً، قبل اربعة عشر قرنا وقبل عشر قرون وقبل خمس قرون والان تصل به الحالة ان لا يسمع النصيحة أصلاً يصم اذنهُ.. نرجع الى واقعة الطف الامام الحسين (عليه السلام) عرّف بنفسهِ.. قد فيهم أحدٌ جاهل لا يعرف وعرّف بنفسهِ بصوتٍ عالٍ.. من أنا ذكر (عليه السلام) من هو ثم استشهد عندكم رجال يُمكن ان يدلوكم عليَّ.. أبا سعيد الخدري، سهل بن سعد هؤلاء تعرفونهم.. لا يوجد في هذه المعمورة ابن بنت نبي غيري.. انا ابن فلان انا ابن فلان جدي رسول الله.. أنا اريد ان استفهم منكم لماذا تقتلوني؟! لاحظوا اخواني بعض الأسئلة في التاريخ ليس لها جواب.. جوابها الجهل والعناد يعني المنطق هنا لا يعمل وانما الجهل..، لماذا تريدون ان تقتلوني؟ هناك مجموعة أشياء للقتل هل انا قتلت احداً ؟ تطلبوني بقتيل لكم قتلته؟! بسنّة للنبي أنا غيّرتها؟! ماذا تريدون؟! يُفترض هؤلاء لو كان فيهم رجلٌ رشيد ان يسأل نفسه يقول نعم نحن جيشنا الجيوش وجئنا لأن نقتل نقتلُ من؟! لاحظوا الاجوبة! البعض يقول بغضاً لأبيك! نحنُ ليست عندنا مشكلة معك وانما بُغضاً لأبيك! كأنما أباه وهو امير المؤمنين كان انساناً اذّى هؤلاء لم يكن على طريق هداية.. التفتوا وهذا المعتقد زرعهُ ائمة الشام في نفوس هؤلاء..، كانت سُنة كان يُلعن في خُطبهم، وحاشاه، هذا الكلام الذي جاء من الشام.. التفتوا البعض هرب من الحق يعني عندما يقول بغضاً لأبيك يعني بغضاً للحق، هو لن يعرف عن علي سبّة وحاشاه وانما بغضاً للحق نحن لسنا اصحاب حق ولكن الانسان يصعب عليه ان يقول هكذا وانما يقول بغضاً لأبيك يعني بغضاً للحق..هذا جواب وليس جواب عقلائي.. آخر ماذا يُجيب.. الزم على حكم الأمير.. نحن نقاتلك لأنك لا تنزل على حكم الامير!! أيُّ أمير؟! نسب علم فهم تقوى أيُّ أمير؟! لكن مع ذلك هذا كان جواب!! آخر يقول لا ندري ماذا تقول.. لاحظوا هذا حال الذين لم يسمعوا النصيحة!! أنتم اخواني لا تحسبون ان هذه المسألة قديمة! لا، تجري دائماً، الان هناك ناس لا تسمع النصيحة ولا تكترث وتصم آذانها ولا تلتفت أًصلاً.. خصوصاً هذا الذي يتربى وينشأ على اعوجاج في العقل والذهن والفهم لا يسمع النصيحة، والنتيجة قاتلوا ودخلوا الى الميدان..ولاحظوا بعد ان استشهد الحسين (عليه السلام) او قُبيل كان شعارهم (احرقوا بيوت الظالمين)، لاحظوا هذا مستوى ضحل من الفِهم، هذا منحى وهناك منحى آخر هو يعرف الحسين (عليه السلام) ويعرفه من هوَ ولكن دُنيا غرّته فباع حظ الاخرة باعه بحظ دنيا ضعيف لأنّهُ أُمّنَ بالري وما أدراك ما تصنع الامارات وما تفعل وهذه السلطنة تجعل الانسان يتنكر لأبسط مبادئه.. هوَ يعرف الحسين (عليه السلام) وليس بعيداً عن هذا البيت لكنّهُ أُمِّلَ بامارة الري! الامام الحسين (عليه السلام) يتكلم يُريد ان يُنقذ هؤلاء المساكين من الضلالة لكنهم لا يفهمون ولا يقبلون، هُم لا يريدون لأنهُ لا يمكن ان يُجاهد هذه النفس، فقدت ارادتها، لا يمكن بدأت تنقاد، وهم يعرفون انهم على باطل.. آخر يأتي الى العباس (عليه السلام) وهو يعرف، أين بنو اختنا؟! اذن هو قريب من العائلة، هو يعرف ان هذه صلة رحم يُريد ان يؤمّن العباس (عليه السلام) يقول له اخرج من المعركة اترك اخاك ولك الامان علينا ان لا تُقتل.. طبعاً هُم يعرفون كيان العباس وايمان ابو الفضل العباس (عليه السلام) وقدرته وكيف يتعامل معه الحسين (عليه السلام) يعرفون هذه الاشياء لكنهم بدل ان يخضعوا لأبي الفضل خضعوا الى شياطينهم، هو يعلم انهُ ضال يريد ان يضلّ الآخرين.. هناك صِفة اخرى وهي الجُبن، أرباب المقاتل ماذا يقولون؟ يقولون اذا هجم الامام الحسين (عليه السلام) وكرَّ عليهم فرّوا كالجراد المنتشر لأنهم يعلمون ان طلبهم طلب دنيا والذي يطلب الدنيا يكون أشد شيء عليه الموت، واقعاً هذه التفاتة مهمة من واقعة عاشوراء، هؤلاء طلبوا الدنيا والحديث الشريف يقول (حب الدنيا رأسُ كل خطيئة) وما ابشع هذه الخطيئة عندما يقف امام سيد الشهداء ويقتل سيد الشهداء، ما الذي جالَ في عقل هؤلاء عندما كانوا يمسكون السيف ويضربون الحسين (عليه السلام) ما الذي كان في ذهنهم؟! ما الذي كان في ذهن ذلك الذي رمى سهماً حتى يقتل طفلا ً رضيعاً ما الذي كان في ذهنهم؟! دُنيا! ، وبالنتيجة الذي عرف الحق لا يجرأ ان يكون مع الحق. واقعة الطف انتجت هذا التمييز الكبير وهذا التمييز الكبير هو ليس وليد واقعة وانتهى وانما هذا المعسكر بهذه الطريقة موجود، الجبن وحب الدنيا والمكاسب والشخصية وعدم سماع النصيحة لا يسمع الانسان أي نصيحة وانما تأخذه العزة بالاثم الى ان ينحط ويسقط في الحضيض وهؤلاء ذهبوا بلعنات الدنيا والآخرة.. اقرأوا زيارات الحسين (عليه السلام) تجدونها مملوءة باللعن لهؤلاء وهذا اللعن مفهوم قراني بعض من لا عقل ولا فهم يُريد بأن لا يعرف المشهد العاشورائي يقول كلمات اللعن في الزيارة موضوعة!! لاحظوا لا يفهم المشهد العاشورائي.. اقرأ المشهد العاشورائي، نعم، انت قد تكون مُحب للدُنيا لكنك تُغلّف ذلك، انت لا تسمع النصحية لكنك تُغلّف ذلك.. هذا المشهد العاشورائي المميز لا يحتاج وهذه حجّة علينا اخواني جميعاً.. هبَّ من هبَّ بالأمس القريب بلا ان يتثبّت، لماذا؟! هناك فتوى ضد دواعش هناك فتوى ضد اعداء واضح ما هو المنهج.. هبَّ هؤلاء الاخوة.. لكن تخلّف عنهم من تخلّف، هذا المشهد العاشورائي يومياً ليس في القتال فحسب، مواقف، لعلّ الموقف في بعض الحالات يكون اصعب على الانسان من ان يُقاتل، موقف وهذه المواقف عندما تستعرض قضية الحسين (عليه السلام) وتجد كل شيء فعله الامام الحسين (عليه السلام) مع هؤلاء، لم يتعظوا ولم يقبلوا، ما هي النتيجة؟! لا سلطانهم بقى ولا امرتهم حصلت ولا حياتهم خلدت كل شيء انتهى منهم بلعنات التاريخ!! وفي المقابل شمس لا يُمكن ان تُحجب، جيّشوا الاشياء ضد الحسين خارجي خرج على خليفة المسلمين وكل شيء لكن كلها انتهت واصبح الطفل الرضيع يفتّح عينيه على الحسين (عليه السلام)، وطبعاً اخواني كُل ما يُجيّش ضد سيد الشهداء (عليه السلام) لاشك ولا ريب سينتهي الى فشل ولعلّ من الاشياء التي يُوفّق اليها المؤمنون هو إحياء هذه المراسيم والشعائر ليس تذكيراً بسيد الشهداء (عليه السلام) فقط وانما إحياءً لنفوسنا التي مرضت والتي شربت من الدُنيا والتي تكاسلت خوفاً على ان نفوسنا من ان تميل الى دنيا دنيئة وإحياء الشعائر تذكير وجلو للنفس فعلينا دائماً ان نستفيد من بركات هذه الشعائر والمجالس الحسينية.. تمييز الفريقين دائماً لابد من التأكيد عليهِ.. المشهد العاشورائي مشهد طويل وعريض ويعيش في دمنا ويعيش دائماً معنا نسأل الله سبحانه وتعالى ان نوفق وان ننهل من بركات سيد الشهداء (عليه السلام) ونرجوا الله تعالى برجاء غير منقطع وبدعائكم ان نكون دائماً في رعاية سيد الشهداء (عليه السلام) والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.. حيدر عدنان الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة