سماحة السيد الحكيم (مدّ ظله) يستقبل جمعاً من مؤمني الخوجة المقيمين في الغرب

296

8-1-2014-03

    استقبل سماحة المرجع الديني الكبير السيد الحكيم (مدّ ظله) جمعاً من مؤمني الخوجة المقيمين في الغرب ، ممن قدموا لأداء مراسم زيارة المراقد المقدسة في العراق.

وافتتح سماحته (مدّ ظله) كلمته بالترحاب والابتهال إلى الله تعالى بقبول الأعمال. ثم ألفت إلى أن هذا التواصل بين المؤمنين واستمرار اللقاءات واغتنام مواسم العبادة للتواجد في الحواضر الدينية يبعث على التوحد والانسجام والتناغم بين المؤمنين.

كما أكد سماحته (مدّ ظله) على أهمية توسيع العمل التبليغي ليشمل سائر المؤمنين على اختلاف جنسياتهم وانتماءاتهم العرقية ، وخصوصاً المستبصرين منهم ، حيث نجد فيهم من هو الأحوج للرعاية ، سواء في مجال الرعاية الفكرية والتوجيه الديني ، أم الرعاية المادية ، فإن الكثير من المستبصرين يعاني من انقطاع روابطه مع عائلته ومحيطه السابق ، بل قد يصل بعض إخواننا المستبصرين إلى مرحلة التشرد والعوز. مع أن الله تعالى من عليهم بواحدة من أعظم النعم ألا وهي نعمة الهداية إلى الصراط المستقيم ولكن هذا الأمر قد تكون له تبعات ثقيلة عليهم وهم بأمس الحاجة إلى من يأخذ بيدهم في كلا المجالين الفكري والمادي. ولكن ينبغي أن تكون الرعاية التي نقدمها لهم نابعة من الشعور بالأخوة الإيمانية ، لا من باب الصدقة والترحم مما يورث عندهم حالة من الانكسار والشعور بعدم المساواة مع سائر إخوانهم المؤمنين. وقد أكدت النصوص الكثيرة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) على حقوق المؤمن على أخيه المؤمن. ونهت بشدة عن إذلاله أو تحقيره. وهذه الروح الأخوية شهدناها في مسيرة الأربعين حيث اضمحلت الطبقية بين المؤمنين وسادت روح الأخوة والتفاني في الخدمة ، وحتى لو كان يحصل بعض النقص من جهة من الجهات فإن الزائر كان يعذر أصحاب المواكب لأيمانه بصدق نياتهم وسعيهم الحثيث لتقديم الأفضل ، فإن حصل نقص ما فمن المعلوم أنه غير مقصود أو خارج عن الإرادة والمكنة.

ثم أكد سماحة السيد الحكيم (مدّ ظله) على أهمية تعميق وتوسيع الثقافة الدينية ، ونشرها بين عموم المؤمنين ، عقيدة وفقهاً ، فإذا رأى الله سبحانه وتعالى من عباده صدق القصد وإخلاص النية أعانهم وسددهم ووفقهم لمراضيه ، قال تعالى : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت ـ 69.

كما كرر سماحته (مدّ ظله) وصيته إلى عموم المؤمنين في كل مكان بالمواظبة على زيارة المراقد المقدسة ، واغتنام شتى المناسبات للحضور فيها.

وفي ختام كلمته شدد سماحته على التمسك بما عرف عن أتباع أهل البيت (عليهم السلام) من اعتدال وحكمة وتعايش سلمي ، مما أكسبهم احترام العالم وتقديره.

ثم كرر سماحته دعاءه لأبنائه الزائرين بقبول الأعمال والتوفيق لأداء الطاعات ، وحملهم سلامه لجميع المؤمنين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*