انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الأول تحت عنوان: (لغة الضاد بين الهوية والتحدّيات)
انطلقت صباح أمس الثلاثاء (5ربيع الأوّل 1435هـ) الموافق لـ(7كانون الثاني 2014م) وعلى قاعة خاتم الأنبياء(صلى الله عليه وآله) في العتبة الحسينية المقدسة فعاليات المؤتمر العلمي الأول تحت عنوان: (لغة الضاد بين الهوية والتحدّيات)، للفترة من 5 إلى 6 ربيع الأول 1435هـ، والموافق 7 و 8 كانون الثاني 2014م.
وابتُدئت فعاليات المهرجان بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصراف، ثم تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدّسة والتي ألقاها الأمين العام الشيخ عبدالمهدي الكربلائي(دام عزه) والتي بيّن فيها:
“تواجه لغتنا العربية مجموعة من التحدّيات والعوامل التي تُضعف مكانتها ودورها اللائق بها، كونها لغة القرآن الكريم والحديث الشريف والتراث الفكري الاسلامي”.
وأضاف: “حيث إنها تمثّل منظومة معرفية وفكرية وثقافية سماوية وعالمية النطاق فاستحقاق هذه اللغة أن تأخذ نصيبها في العالم من الانتشار، والنطق بها والاعتزاز بها”.
موضّحاً: “إنّ مواجهة هذه التحدّيات تتطلب مجموعة من الخطوات، منها ما يتعلّق بتشريع قوانين وتعليمات تلزم خاصة النخب المثقفة والمتعلمة والمؤسسات التعليمية بإعطاء اللغة العربية استحقاقها من الاهتمام بها والتحدّث بها وذلك بتنمية الشعور بالاعتزاز والفخر بالانتماء لهذه اللغة”.
ثم جاءت بعدها كلمة مدير دار اللغة العربية التابع للعتبة الحسينية المقدسة الأستاذ لطيف القصاب والتي أوضح فيها: “لقد ثبت عند أولي الألباب أن اللغة هي الآصرة الأقوى في شدّ عُرى العواطف الإنسانية، وهي العنوان الأبرز للهوية الاجتماعية العامة وبقدر ما يتعلق الأمر باللغة العربية فإنها أكثر اللغات الإنسانية ارتباطاً بجوهر الهوية، وهي اللغة الوحيدة التي لا تزال منذ أكثر من خمسة عشر قرناً عامرة بالحيوية والعافية بفضل ما تمتلكه من توازن منطقي دقيق ومرونة في استيعاب المستجدّات اللغوية، ناهيك عن وجود القرآن الكريم صاحب الفضل الأكبر في حفظ هيكلها المعماري، ومع ذلك تتعرّض اللغة العربية إلى هجمات مستمرّة”.
وأضاف: “إن دار اللغة العربية في العتبة الحسينية المقدسة إذ تحتفي بلغة القرآن الكريم فإنها تُدرك تمام الإدراك أن الاحتفاء بهذه اللغة الشريفة يمثّل رافداً عظيماً من روافد التوحّد الاجتماعي في زمن تعمّقت فيه ظاهرة كسر القواسم المشتركة، لا سيما في بلدنا العراق لذلك ينبغي لنا المحافظة عليها والذّود عنها بأقصى ما نستطيع من جهد”.
ثم كانت للعتبة العلوية المقدسة كلمة ألقاها أمينها العام سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين بيّن فيها:
“لابُدّ أن نلتفت الى عظمة القرآن الكريم.. وعظمة اللغة العربية من خلال عظمة القرآن، إن القرآن الكريم استوعب من المعاني ما يستوعب الحياة، وفيه تفصيل كل شيء بهذه الأحرف العظيمة(أ ل م)، في القرآن الكريم ظواهر وبواطن، فحين يقام مؤتمر في العتبات المقدسة إنما هي من أجل تحميل المسلمين وتذكيرهم بمسؤوليتهم لا لإتجاه وجودهم فقط، وإنما اتجاه مسؤوليتهم الإلهية في القيادة البشرية الى حيث النور والسؤدد والكمال”.
لتنطلق بعدها فعاليات الجلسات البحثية والتي تستمر على مدى يومين بواقع جلستين، الأولى صباحية والثانية مسائية، وبمشاركة نخبة من الأساتذة ذوي الاختصاص في هذا المجال.
ومن الجدير بالذكر إن دار اللغة العربية تسعى من خلال هذا المؤتمر العلمي الأول وغيره من النشاطات أن تصبح خطّاً دفاعياً يذود ما أمكنه عن أسوار اللغة العربية لغة ديننا الحنيف، كما إن هذا المؤتمر يقام تكريساً للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية.
شبكة الكفيل العالمية