كيف أثرت قنابل قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية على الفضاء؟
366
شارك
الحكمة – متابعة: توصل باحثون إلى أن غارات القنابل التي قامت بها قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، أرسلت موجات صادمة عبر الغلاف الجوي للأرض إلى حافة الفضاء بسبب قوتها الكبيرة.
وتميزت القنابل الضخمة التي ألقتها طائرات الحلفاء فوق المدن الأوروبية، بأنها قوية بما يكفي لخرق الغلاف الجوي العلوي المكهرب، الأيونوسفير، فوق المملكة المتحدة على ارتفاع ألف كم.
ووجد الباحثون أن كل غارة أطلقت طاقة لا تقل عن 300 صاعقة خاطفة.
وقال كريس سكوت، أستاذ الفضاء والغلاف الجوي في جامعة Reading، إن “تأثير هذه القنابل في الغلاف الجوي الأرضي لم يُكتشف حتى الآن. ومن المدهش أن نرى كيف يمكن أن تؤثر التموجات الناجمة عن الانفجارات، التي هي من صنع الإنسان، على حافة الفضاء”.
وتمكن الباحثون من التوصل إلى هذا الاكتشاف بعد أن قاموا بتحليل السجلات اليومية من محطة الأبحاث الراديوية في Ditton Park قرب Slough، حيث أخذت القياسات الروتينية للأيونوسفير في الفترة بين عامي 1933 و1996، فيما تعد “أطول مجموعة متواصلة من القياسات الأيونوسفيرية في العالم”، وفقا للدراسة المنشورة في مجلة Annales Geophysicae.
وقرر الباحثون التركيز على غارات القصف الكبرى للمدن الألمانية من قبل قوات الحلفاء والقوات الجوية الملكية، بين عامي 1943 و1945، بدلا من “London Blitz” في وقت سابق من الحرب.
ويرجع ذلك نظرا لأن “Blitz” استمرت، من سبتمبر 1940 إلى مايو 1941، ما يعني أن هناك صعوبة في فصل البيانات عن تلك المتعلقة بالتغيرات الموسمية الأخرى، بسبب تأثير الشمس على الأيونوسفير.
ودرس الباحثون سجلات استجابة الأيونوسفير خلال فترة غارات الحلفاء الجوية الكبيرة في أوروبا، البالغ عددها 152 غارة، ووجدوا أن تركيز الإلكترون انخفض بشكل ملحوظ بسبب موجات الصدمة الناجمة عن القنابل التي تنفجر بالقرب من سطح الأرض.
وتكشف السجلات التفصيلية لغارات الحلفاء أن طائراتهم رباعية المحركات، كانت تحمل قنابل أكبر حجما من تلك الموجودة على الطائرات ذات المحركين من طراز “Luftwaffe” الألمانية.
ويستخدم الباحثون هذه النتائج لزيادة فهمهم لكيفية تأثير القوى الطبيعية، مثل الصواعق والانفجارات البركانية والزلازل، على الغلاف الجوي العلوي للأرض.