ارتفاع أسعار الفواكه والخضار يثير سخط المواطن النجفي ويحرق جيبه

258

1

النجف الأشرف – الحكمة (خاص): محمد الشريفي

    عانى ولا زال يعاني المواطن في العراق من مشاكل عديدة، تباينت في تأثيرها عليه فمرة تكون عصية على الحل يضطر معها للاستسلام والتسليم بأن ذلك قدره كما في قضية الكهرباء التي يعاني منها العراقيون منذ الثمانينات ومنها ما يظهر ويغيب بين الحين والآخر كما في ارتفاع الأسعار وأزمات الوقود وما إلى غير ذلك من المشاكل الكثيرة، واليوم تبرز إلى السطح واحدة من المشاكل التي قلنا إنها تظهر وتختفي حسب الوضع العام للبلاد والحديث طبعا عن ارتفاع أسعار الفواكه والخضر وأسعار المواد الغذائية بصورة عامة خصوصا خلال هذا الاسبوع الاخير، ومن اجل تسليط الضوء على معاناة المواطن كانت لنا هذه الجولة في (سوق الخضرة).

أين دور الحكومة؟

 ما أن يدخل أي مواطن في محافظة النجف الأشرف إلى سوق الخضرة حتى يكتشف بسهولة حالة الاستياء والتذمر لدى الأعم الأغلب من المتواجدين أو الداخلين لهذا السوق خصوصا أصحاب الدخل الضعيف ممن لا يقوون على شراء المواد الغذائية إلا بالنزر القليل ولأن المواطن قليل الحيلة فلا يملك إلا التساؤل عن دور الحكومة في هذا الإرتفاع الكبير في الأسعار وهذا ما تحدثت به الحاجة (أم عمار) التي بدأت حديثها معي بالقول (الله أكبر ، الفقير وين يروح؟؟ وين الحكومة ؟؟ ليش ما يسونه حل ؟؟) وقد آثرت أن أنقل كلماتها بالنص لما لمسته في صوتها من ألم وشعور بالحاجة ربما لا يألفه الإنسان المتمكن ماديا .. أم عمار تحدثت قائلة: أنا أم لولد وبنتين جميعهم طلاب ولدي أولاد غيرهم لكنهم متزوجون وكل منهم يعيش مع عائلته فكيف أستطيع أن أصرف على الأولاد الثلاثة خصوصا وإنهم أيتام وطلاب مدارس؟ منذ ساعة وأنا متحيرة مالذي أشتريه فسعر كيلو الطماطم ألفين دينار وسعر البطاطة ألفين دينار وسعر الباذنجان ألفين وخمسمائة دينار وطبعا لن اتحدث عن الفواكه على اعتبار أنها كمالية للفقير!

 تركت أم عمار وقلبي يعتصر ألما لحالها لألتقي بالأستاذ أسعد نوري وهو دكتور في جامعة الكوفة والذي قال: سوق الخضر يشهد ارتفاعا كبيرا هذه الأيام ولا أحد يعرف الأسباب الحقيقية لذلك وما إذا كان للوضع السياسي الذي تعيشه المنطقة الغربية دور في ذلك أم لا؟ فعلى سبيل المثال سعر الباذنجان قبل أسبوع تقريبا كان خمسمائة دينار أما اليوم فسعره ألفين وألفين وخمسمائة دينار أي ارتفع بمعدل أربعة أضعاف تقريبا وهو ارتفاع رهيب في غضون اسبوع؟ وإذا كنت قادرا على شراءه فماذا يفعل المواطن الفقير الذي يعيش بأجر يومي كعامل البناء مثلًا أو العتال أو سواهم من أصحاب الدخل المحدود؟ أعتقد أنه يتوجب على الحكومتين المحلية والمركزية التدخل لمعالجة هذا الخلل الكبير الذي سيربك حسابات المواطن وقد يدفع به لارتكاب الأخطاء من أجل توفير لقمة العيش لعائلته.

2

وتستمر المعاناة

 جولتنا لم تنته ولا زال في الحديث بقية فكان اللقاء الثالث بالأستاذ صلاح مهدي الفتلاوي مدرس لغة عربية والذي عبر عن استياءه من هذا الارتفاع الكبير في الأسعار قائلا: أسألك بالله منذ متى و(الأسود) يقصد الباذنجان يشغل كل هذه الأهمية؟ فبعد أن كان يوصف بأنه (وحش الطاوة) أصبح اليوم سيدا للخضر! يا أخي ماذا نفعل نحن أصحاب الدخل المحدود ففي السنوات القليلة الماضي كان الموظف يعتبر من أصحاب الدخل الجيد والبعض ينظر اليه بعين الحسد أما اليوم فالحقيقة عكس ذلك تماما لأن المرتب الذي أتقاضاه لا يكفيني لأسبوعين الأمر الذي يضطرني وكثيرين غيري للجوء إلى الدروس الخصوصية وبالتأكيد فإن هذا الواقع سينعكس سلبا على المستوى التعليمي للطالب، في حين اعتبر المواطن مهدي صالح أن هذا الارتفاع هو نذير خطر على المحافظة وقد يكون واحدا من العوامل المساعدة على الإرهاب في حال استمراره لأنه والكلام للمواطن مهدي صالح سيدفع الشاب للبحث عن أي فرصة للحصول على الأموال وتأمين لقمة العيش لعائلته وهو ما ستحاول المجاميع الارهابية وقانا الله وإياكم شرورها أن تستثمره لمصلحتها.

3

لأصحاب المحال رأيهم؟

 من أجل استيفاء جميع جوانب الموضوع كان لابد لنا من وقفة مع أصحاب المحال أو الباعة عموما للوقف على الأسباب التي تقف وراء ارتفاع أسعار الفواكه والخضر بهذا الشكل الفظيع فكان حديثنا الأول مع الأخ (أبو علي) حيث يقول: في الحقيقة هناك اكثر من سبب يقف وراء هذا الارتفاع أهمها هو الأوضاع السياسية التي تعيشها البلاد والحرب التي يشنها الجيش العراقي على مجاميع داعش الارهابية الأمر الذي أدى الى قطع الطريق بين المنطقة الغربية ومحافظات الوسط خصوصا وأن هناك الكثير من المواد تصل من هناك ومن منطقة العظيم وبسبب خطورة الطريق لم يعد سائقي الشاحنات يذهبون إلى هناك إلا القليل منهم الأمر الذي تسبب بشحة في المواد وهذه الشحة هي التي سببت ارتفاع الأسعار، أما محمد حنتوش فيقول: ان الوضع الأمني المتدهور في الأنبار هو الذي تسبب بهذا الارتفاع بالإضافة إلى مقتل أحد سائقي الشاحنات الكبيرة على يد المجاميع الارهابية في منطقة العظيم جعل سائقي السيارات يرفضون الذهاب الى هناك مما تسبب بشحة في الفواكه والخضر وبطبيعة الحال فإن هذه الشحة هي التي تسببت بهذ الإرتفاع.

4

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*