اهتمامات الصحف العراقية ليوم السبت المصادف 11-1-2014
245
شارك
تناولت الصحف العراقية الصادرة اليوم السبت عدد من القضايا المهمة وابرزت
صحيفة الاتحاد
العناوين التالية
(الولايات المتحدة تجري إتصالات لتسريع تسوية أزمة الانبار )
(الدليمي وبارزاني يناقشان التهديدات الارهابية..داعش تواصل سيطرتها على الفلوجة واجزاء من الرمادي والاشتباكات مستمرة )
(مجلس الامن يتدارس بيانا لدعم العراق )
(التربية النيابية تطالب بالتحقيق في قضية البسكويت )
كما ابرزت العنوان التالي
(هيومن رايتس تتهم طرفي النزاع في الفلوجة باستخدام أساليب قتال غير مشروعة ) وجاء فيه
قالت هيومن رايتس ووتش إن القوات الحكومية العراقية قامت على ما يبدو باستخدام نيران الهاون على نحو عشوائي في أحياء مدنية بمحافظة الأنبار، كما انتشر مقاتلون للقاعدة ومسلحون من جماعات محلية في مناطق مأهولة بالسكان، وشنوا منها هجمات، بحسب تقرير للمنظمة إطلعت عليه “الاتحاد”. وأضاف التقرير “يبدو أن أساليب القتال غير المشروعة من كافة الأطراف قد أدت إلى خسائر مدنية وأضرار جسيمة بالممتلكات، وأدى الحصار الحكومي المفروض على الفلوجة والرمادي إلى تقييد وصول السكان إلى الغذاء والماء والوقود”، وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش “تحتاج الحكومة إلى التعامل العاجل مع تهديد القاعدة، إلا أن قتل مواطنيها دون وجه حق لايمثل السبيل إلى هذا. لقد علق مدنيون في المنتصف في الأنبار، وتبدو الحكومة وكأنها لاتفعل شيئاً لحمايتهم”.
وتابع التقرير “يقع على السلطات العراقية التزام بالتقيد بالقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما فيه ما يتعلق بمعاملة الأشخاص المتحفظ عليهم. وإذا ارتفعت حدة القتال في الرمادي والفلوجة إلى مستوى نزاع مسلح فإن القانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، يصبح منطبقاً”.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن على الجماعات المسلحة، بما فيها القاعدة والمقاتلين المسلحين من “العشائر” المحلية، وعلى قوات الأمن الحكومية أن تتخذ كافة الاحتياطات المعقولة لمنع إيذاء المدنيين. وتتباين أقوال الشهود لـهيومن رايتس ووتش والتقارير الإعلامية بشأن أعداد مقاتلي القاعدة وقوات الأمن في الرمادي والفلوجة. فبينما عجز الشهود عن تقدير أعداد مقاتلي القاعدة الموجودين على أطراف الفلوجة، إلا أن سكان الرمادي أفادوا بوجود ما لا يقل عن 500-600 مقاتل داخل المناطق الحضرية بالرمادي.
صحيفة الدستور
ابرزت العناوين التالية
( مقتل امرأة اثناء تصديها لارهابيين حاولوا اختطاف شرطي)
( نفي اطلاق سراح البطاط )
( سفاحو الخطف المرتبطون بشخصيات سياسية في قبضة مكافحة الاجرام )
( بغداد تحقق في البسكويت المجهز لتلاميذ مدارسها )
( توزيع حوافز الامية )
وابرزت ايضا العنوان التالي
( واشنطن تدرس تدريب قوات النخبة العراقية وتزويدها باباتشي ) وجاء فيه
حسمت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما موقفها في الوقوف إلى جانب حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي في حربها مع تنظيم داعش الارهابي ، حيث تدرس واشنطن تسليح قوات النخبة العراقية وتدريبها في الأردن..وقالت مصادر مطلعة:ان مجلس الشيوخ الأمريكي يتجه لتأييد طلب تزويد العراق بطائرات هليكوبتر هجومية، بيد أن قياديا بالمجلس لم يعط بعد حكومة أوباما الضوء الأخضر للمضي قدما وإمداد بغداد بمساعدة عسكرية تحتاج إليها في مواجهة محاولة القاعدة السيطرة على الأنبار، حيث اشترط السيناتور روبرت مننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الحصول على بعض الضمانات لتأييد تأجير وبيع العشرات من طائرات أباتشي لحكومة العراق..من جهته قال المتحدث باسم لجنة الشؤون الخارجية آدم شارون الإدارة تدرس الآن المخاوف التي أثيرت أولا في والتي تحتاج إلى إجابات قبل أن يتسنى مواصلة عملية البيع هذه،حين توضح هذه القضايا بشكل كافٍ فان رئيس اللجنة مننديز سيكون مستعدا للمضي قدما، يؤكد المتحدث..في سياق ذي صلة تدرس حكومة أوباما تقديم تدريب جديد لقوات النخبة العراقية في الأردن ، في وقت قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تجري مناقشات مع العراق بشأن تدريب قواته الخاصة في بلد ثالث الأمر الذي سيتيح لواشنطن تقديم قدر من المساندة الجديدة في مواجهة المتشددين في غياب اتفاق بشأن القوات يتيح لجنود أمريكيين العمل داخل العراق..وقال مسؤول عسكري أمريكي:تجري مناقشات في هذا الشأن والأردن ضمن هذه المناقشات..وقال المسؤول الذي طلب ألا ينشر اسمه:إن مركزا للتدريب على العمليات الخاصة بالقرب من عمّان هو أحد المواقع التي يجري دراستها..الى ذلك اكد مصدر مقرب من السفارة الامريكية:ان مسؤولا مهما في السفــــارة الامريكية قال له ان الولايات المتحدة الامريكية قطعت على بعض الدول العربية في الجامعة قرارا يقضي بعزل العراق وتعليق عضويته في اجتماعات الجامعة العربية على خلفية احــــداث الانبار والفلوجة كما تم الامر مع سورية بعد اندلاع تظاهرات الربيع السوري فيها..واكد المصدر:ان العرب كانــــوا مصممين على عزل العراق لزيادة عزلة سورية لكن الموقف الامريكي استطـــــاع التاثير على الموقف العربي والتاكيد على الفرز الواضـــح بين المسألتين العراقية والسورية..
وابرزت صحيفة الصباح
العناوين التالية
( المفوضية : الاحد آخر يوم لتسلم قوائم مرشحي الكيانات السياسية )
( بدء صرف مخصصات محو الامية )
( وزير خارجية الجزائر في بغداد اليوم )
( مالية البرلمان : قانون التقاعد يعرض للتصويت الاسبوع الحالي )
( مجلس النواب ينهي القراءة الاولى لسبعة قوانين )
وابرزت ايضا العنوان التالي
( اميركا تدعم العراق والسعودية تدعم ” داعش ” ) وجاء فيه
تتسابق الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية فيما بينهما، الاولى لدعم العراق في معركته ضد الارهاب، فيما تكثف الثانية دعمها للارهاب ومساندته ضد الشعب العراقي.فقد تجلت تداعيات الاوضاع في الانبار عن حقائق جديدة, بعد ان كشف مصدر امني رفيع عن اعترافات أدلى بها أحد قادة تنظيم “داعش” الارهابي الذين اعتقلوا مؤخراً, تتضمن تسلم التنظيم 150 مليون دولار مع 60 سيارة دفع رباعي مكتوب عليها صنعت خصيصا للمملكة العربية السعودية قبل رفع خيام المعتصمين، مبينا ان الاعترافات دلت على وجود علاقة على مستوى متطور بين التنظيم الارهابي واحدى الكتل السياسية بتنسيق سعودي كان اخرها حصول لقاء سري جمع المتحدث باسم الكتلة مع الارهابي المقبور “شاكر وهيب” وممثلا عن المخابرات السعودية غربي الانبار.في حين يتجه مجلس الشيوخ الأميركي لتأييد طلب تزويد العراق بطائرات “هليكوبتر” هجومية، اذ تسعى ادارة اوباما الى امداد بغداد بمساعدات عسكرية وتقديم تدريب جديد لقوات عراقية خاصة تحتاج إليها في مواجهة الارهاب و”داعش” في غرب البلاد.في هذه الاثناء قال رئيس مجلس الامن الدولي، ان “الدول الاعضاء اكدت رفضها القاطع لكافة الاعمال الارهابية الدائرة في العراق”, مؤكدا ان “المجلس سيواصل دراسة كل الخيارات المتاحة لحل هذه القضية”، بعد ان اطلع ممثل الامين العام ورئيس بعثة “يونامي” في العراق نيكولاي ميلادينوف, المجلس على الوضع الامني في محافظة الانبار.
صحيفة المشرق
ابرزت العناوين التالية
(معركة ضارية بين القوات الخاصّة وعناصر القاعدة)
(إغماض الحكومة لعينيها شجع (داعش) على نقل معسكرات تدريب عناصره الى صحراء العراق)
(العراقية: لا نسمح بثقافة تهديد الدبابة العراقية للعائلة..والقانون يشدّد: (جميعنا نرفض)!!)
(قيادة عمليات نينوى تعلن مقتل (واليها) ومساعديْه)
كما ابرزت العنوان التالي
((سرّ) فتح باب التطوّع في مطار المثنى للقتال في الأنبار) وجاء فيه
مَا الذي دفع رئيس الوزراء نوري المالكي الى فتح باب التطوّع لقتال الإرهابيين: هل ثمة نقص في رجال القوات المسلحة؟..هل هي عملية جس نبض لمدى التفاف الشارع حول القيادة العامة للجيش؟، هل هي جزء من المسار الانتخابي كما يقول بعض خصوم السلطة؟.
وما الهدف الحقيقي منها؟..وكيف تقرأ عملية التفجير التي استهدفت متطوّعين امام مطار المثنى والذين، قتل منهم نحو 23 شاباً، بحسب بعض وكالات الأنباء.
النائب عن ائتلاف دولة القانون خالد الاسدي، قال”ان الحكومة تطلق في كل عام درجاتٍ وظيفية لوزارة الدفاع، القصد منها سدّ النقص التدريجي في عدد القوات العسكرية لجيش العراقي خاصة وان العراق يعاني من مشكلات على مستوى حماية الحدود الخارجية”.
وتابع في حديثه لـ(المشرق):”في كل عام تخصص في الموزانة درجات وظيفية لوزارتي الدفاع والداخلية، كوننا ماضين في عملية بناء القوات العسكرية والامنية بشكل كامل، ومن هذا الباب جرى فتح التطوع”.
وحول موضوعة التفجيرات يرى الاسدي أن الارهاب يريد ايصال رسالة، مفادها:”سنبدأ بقتلكم من الآن”، حتى لكأن العملية تنطوي على تخويف للمتطوعين.
واستدرك بالقول”لكنّ ما شهدناه امر رائع، فهناك آلاف من الشباب برغم التفجيرات والقتل يصطفون على ابواب التطوع ولديهم روح التحدي للمواصلة والاستمرار وهو شيء غاية في الاهمية ونقطة تسجل لهؤلاء الشباب. داعيا ًوزارة الدفاع لقبولهم وإلحاق هذه الطاقات الشبابية الشجاعة في صفوف القوات الامنية.
واضاف “سيحاول البعض من خصوم الحكومة ومعارضيها تفسير كل شيء تفعله الحكومة الآن انتخابياً، ولكن الحكومة تنهض بواجباتها واعمالها. وكلما انجزت الحكومة شيئا من مشاريعها وبرامجها وفي اي محافظة يثار الحديث حولها واي حديث عن هذا هو امر غير مقبول فمن واجب الحكومة وكل من يعمل في الدولة بذل قصارى الجهود كما اقسم في الدستور بإداء مهماته وواجباته للنهوض بالبلد ومن يقدم خيراً فليقدم ولمثل هذا فليتنافس المتنافسون، وكل من يريد عمل امر في خدمة المواطن فليفعل ذلك، جميع من يتحدثون بذلك التنافس في تقديم الخدمة لا في الشتائم والتسقيط وحالات الاضعاف للدولة ومؤسساتها والاتهامات فهذا خط احمر وامر غير مقبول”.
من جانبه يرى النائب عن القائمة العراقية كامل الدليمي ان المؤسسة العسكرية لا تبنى بهذه الطريقة و كان من الواجب الابتعاد عن المزايدات الانتخابية والتجمهر الطائفي لأن هذا لا يبني مؤسسة او بلداً.
وقال في حديثه لـ(المشرق): “كثيرون من رجال القوات المسلحة انسحبوا من ساحات معركة الانبار، وكثيرون من القوات تضرروا، فأرادوا دعماً لهذه القوات بهذه الطريقة الشعبية للتطوع، وماذا يفعل اهل الانبار عندما يسمعون ان باب التطوع مفتوح لطائفة معينة دون بقية الطوائف الاخرى، ويمنح المتطوع مبلغاً مالياً ويذهب به الى الانبار مباشرة”.
وتابع الدليمي متسائلاً: هل الانبار الان اصبحت هدفا لمن يريد ان يقاتل؟ وهل اصبحت عصية على الدولة؟ اعتقد ان الانبار هي من تقاتل الارهاب، وعندما يسمع اهالي الانبار بهذه الاجراءات ستقل عزيمتهم ويقل التفافهم حول العراق كثيراً، واتمنى ان تكون هذه التصرفات محكومة بالعقلانية والالتزام لأننا في امس الحاجة لهذا”.
وحول التطورات السياسية في العراق
نشرت صحيفة الاتحاد
مقالا بعنوان (نتائج معركة الأنبار)
قال فيه الكاتب ساطع راجي
كل الحروب تنتهي ولابد من تسوية سياسية تعقبها وهناك أيضا الدمار الذي تخلفه وهو ما يتطلب أموالا وقرارات عاجلة واستثنائية لاعادة الاعمار فضلا عن الآثار الانسانية للحرب، منازل مهدمة وقتلى وجرحى ونازحين وأيتام وأرامل…، والنجاح في انتاج تسوية ومعالجة آثار القتال وتحقيق رضى الضحايا هو ما يمنع استئناف الحرب مجددا، هذا مافشل فيه صدام بعد سنوات الحرب الثمان مع ايران وفشل فيه بعد حرب الكويت جزئيا ومافشل فيه العراق بعد حرب 2003 وتكرر الفشل لاحقا في المعارك العارضة حتى وصلنا الى معركة الانبار، التي هي جزء من حرب أهلية إندلعت فعليا بعد أيام قلائل من الاطاحة بصدام وتستمر حتى اليوم بسبب الفشل في انتاج التسوية.
معركة الانبار قد تنتهي في أي لحظة وستنتهي بالطبع بعودة المدن الانبارية لسلطة الحكومة الاتحادية، لكن أطراف المعركة سيبقون جميعا وعليهم التوصل الى تسوية دائمة، هذه المرة يجب أن تكون دائمة فعلا لامجرد حفلة لتبادل القبلات والتقاط الصور، وسيبقى مصير شيوخ العشائر المتقاتلة هو الاكثر إحراجا، الشيوخ الذين رفعوا السلاح ضد الجيش سواء كانوا متحالفين مع التنظيمات الارهابية أم لا، هل سيلاحقهم القضاء، الشيوخ الذين قاتلوا الى جانب الجيش هل سيكونون بمأمن من استهداف الجماعات الارهابية لهم؟، هل ستنجح الحكومة في تنفيذ الاتفاق الذي سينهي المعركة أم ستماطل؟، هل ستجري عملية اعادة الاعمار خارج سياقات الفساد المعتادة وشراء الولاءات السياسية التي كان لها الدور الاكبر باثارة الانقسام في الانبار؟.
قد يبدو التفكير بتسويات المعركة مبكرا لكن الاهتمام بهذه التسويات هو بداية إنهاء الازمة التي سيدعي كثيرون انهم حسموها عسكريا لكن الحسم العسكري لن يكون إلا تمثيلية لاخفاء التسوية السياسية ذات الجنبة المالية الضخمة والتي سيكون الامريكان طرفا ضاغطا ووسيطا لانجازها، أهمية الاهتمام المبكر بتسوية الازمة هو ما قد يسمح بجعل المعركة الدائرة اليوم هي آخر المعارك لا أن تكون مجرد معركة في الحرب المتواصلة منذ سنوات.
تسوية المعركة لن تكون بعيدة عن توزيع الحصص الانتخابية وحدود كل فريق في الانبار ولعلها ستصل الى توزيع المناصب في الحكومة المقبلة ومن المؤكد انها ستؤدي الى تغييرات في القيادات المحلية للأنبار، ومع ذلك لايمكن استبعاد انقلاب الطاولة بمعنى ان الامريكان قد يعرقلون وصول المالكي لولاية ثالثة اذا اشترط شيوخ العشائر ذلك وهو ما سيسحب معركة الانبار الى داخل التحالفات الشيعية الى تبدو أطرافها حائرة في كيفية التعامل مع هذه المعركة، التسوية في الانبار ستكون ضخمة جدا إذا ما اريد للمعركة أن تكون الاخيرة في الحرب وأظن إن الامريكان يريدونها كذلك فهم غير مستعدين لظهور منطقة قبائل جديدة مثل تلك القائمة بين باكستان وأفغانستان، من المجازفة الاسراع في اعلان المنتصر وهو أمر غير مهم بقدر أهمية التسوية المنتظرة.
فيما نشرت صحيفة المشرق
مقالا بعنوان (الذاهبون مع الريح!)
قال فيه الكاتب د. طه جزاع
في زمان كانت فيه العواطف الانسانية الملتهبة، والعلاقات الرومانسية، وملاحم الحب في الادب والموسيقى والغناء والسينما تتحكم في مشاعر اجيال من شباب الاربعينيات والخمسينيات والستينيات،كتب لرواية (ذهب مع الريح) التي سرعان ما تحولت الى عمل سينمي ضخم،ان تسيطر على عقول الناس لثلاثة عقود متتالية، بعد ان ترجمت هذه الرواية الى كل اللغات الحية في العالم، وطغت سمعة الفيلم على أي فيلم سواه، لذلك فإني – ولكوني من شباب السبعينيات – استطيع ان افهم مشاعر عدد من شباب تلك العقود، الذين اصبحوا من شيوخ وعجائز هذه الايام، وهم يتحسرون على وفاة الممثلة الاميركية الجميلة (اليشيا ريت) مطلع عامنا الجديد 2014 مع انها بلغت أرذل العمر، وصار عمرها بالتمام والكمال، ضعف عمر كاتبة الرواية التي توفيت ولها من العمر تسعة وأربعون عاما!.
لم تكن هذه الممثلة التي رحلت عن عالمنا قبل اسبوع، وحيدة في ملجأ بولاية ساوث كارولينا هي بطلة (ذهب مع الريح) انما كانت احدى نجماته، لكن ذاكرة الاجيال الرومانسية تنشط في مناسبات كهذه في استدعاء كل التفاصيل الممكنة ليس عن الرواية والفيلم وحدهما، بل عن زمانهم ذاك، ودار السينما التي شاهدوا فيها الفيلم، والأماكن التي تشوهت، والشخوص الذين مضوا، والأصدقاء والأحبة الذين رحلوا، وتجارب الحب الفاشلة التي ذهبت من الريح، والأجيال اللاحقة التي ذهبت كلها مع الريح جملة وتفصيلا!.
ولأن الرواية، تتحدث عن علاقات حب لفتاة بسيطة، وعن عواطف متشابكة، وعلاقات مرتبكة، ومشاعر حقيقية، وأحاسيس صادقة على وقع أحداث الحرب الاهلية الاميركية بين ولايات الشمال وولايات الجنوب، فقد كسبت تعاطفا مذهلا سنة صدورها في العام 1936 ثم وصلت شهرتها بعد ثلاث سنوات الى كل ارجاء المعمورة بعد تحويل الرواية الى السينما، مع ان كاتبة الرواية لم تكن روائية معروفة، انما وبسبب تعرضها لمرض طويل اجبرها على الرقود في الفراش، فقد اخبرها زوجها يوما ان الكتب التي كان يجلبها لها للقراءة قد نفدت ولا يوجد بعد ما يستحق القراءة، فلماذا لا تجربين أنت وتكتبين بدل القراءة؟ ولم تكذب (مارغريت ميتشل) الخبر فعكفت على كتابة (ذهب مع الريح) لتكون روايتها الاولى والأخيرة، ولتكون واحدة من افضل مائة رواية في القرن العشرين!.
وكثيرة هي في أوقات الحروب والصراعات والأزمات التي تعصف بحياة الافراد والشعوب والأوطان، قصص وحكايات العلاقات الانسانية المتشابكة، والذكريات الأليمة، والصداقات الحميمة، والمواقف الثقيلة، التي تضمحل وتتلاشى وتذهب مع الريح ولا يبقى منها أكثر من رنين خافت في ثنايا الروح وتلافيف الذاكرة، الى ان يقيض الله لامرأة مثل مارغريت ان يقعدها المرض فتعكف على تخليد بعض ما ذهب مع ريح الحرب الاهلية الأميركية، قبل ان تدهسها بعد ذلك بسنوات قليلة سيارة مسرعة في أحد أيام العام 1949!.
الشعوب الحية، والأفراد المتميزون، يعرفون حق المعرفة ان لا شيء يبقى، وان الحب والعاطفة والصداقة والمواقف الانسانية الصعبة، والمصالح والأموال والمكاسب والمناصب، والرجال والنساء والقادة والزعماء والمقاتلين والفرسان والكتاب والممثلين والشعراء، كل ذلك يذهب مع الريح، وكل هؤلاء يذهبون مع الريح.
المهم ان تستذكرها الاجيال جيلا من بعد جيل شواهد خالدة على الماضي، ولكي لا يضيع الجميع في متاهات المحن والكوارث والأزمات، ويصبح الحاضر والمستقبل هباء منثورا، بعد ان يذهب الوطن بأكمله مع الريح!.
كما نشرت صحيفة الدستور
مقالا بعنوان ( الحواضن الحقيقية للارهاب )
قال فيه الكاتب موفق الرفاعي
عندما نقول ان التشدد والتطرف الفكريان هما من يقودوان إلى الارهاب بكافة فنونه ومذاهبه، لا نأتي بطريف ولا بجديد مبتكر، فالإرهاب على تعاقب الأزمان، كان ومايزال يستمد مشروعيته من الفكر المتشدد المرتكز على رؤية ثنائيتين متضادتين، لونين فقط.. الابيض والاسود، وخندقين لا سواهما.. الكفر والايمان، وحُكْمين لا غيرهما.. الحلال والحرام.
عندما يشيع بين المسلمين حديث منسوب للنبي محمد (ص) أنهم سيفترقون الى نحو اثنتين وسبعين فرقة – أصبحت اليوم مئات- جميعها في الجحيم سوى واحدة ناجية. فلاشك أن كل فرقة من هذه الفرق سوف تَدّعي أنها هي الناجية وهي وحدها من تمتلك الحقيقة المطلقة وتأسيسا على هذا فان الفرق الأخرى لابد سَتَرِد الجحيم، فلا من مسوغ “شرعي” لبقائها في الحياة الدنيا والأَولى إرسالها باسرع وقت الى الحياة الآخرة، حيث الجحيم الذي ينتظرها، تسهيلا لمهمة الرب الذي نَصّبوا انفسهم وكلاء عنه في الارض وربما مستقبلا حتى في الكواكب الأخرى. من يدري!؟
لقد أضحى التطرف الديني ظاهرة تضرب العالم شرقا وغربا وتجربة محاربته ومحاولات القضاء عليه او الحد منه وتقليل نتائجه او بالاحرى كوارثه تحت عنوان “محاربة الارهاب” منذ ثلاثة عشر عاما، لم تؤد سوى الى انتشاره واتساع رقعة عملياته وازدياده شراسة، لأن الحرب الذي قادتها الإدارات الأمريكية منذ العام 2001 بعد تفجيرات نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر من ذلك العام، وحشدت لها كافة امكانتها ومعها العديد من دول العالم، كانت تتوجه نحو التشكيلات المسلحة والى تجفيف منابعها المالية، ولم تتوجه هذه الحرب الى الفكر الذي يغذيها والى المشكلات التي تعاني منها البيئات المنتجة والحاضنة لتلك المجاميع كالتهميش واهدار الكرامة الانسانية إضافة الى الفقر والبطالة والأمية والافتقار الى الرعاية الاجتماعية والى التأمين الصحي. كل ذلك أسهم مباشرة الى تسهيل اعتناق الفكر المتطرف وما يقدمه من وعود مؤجلة لما بعد الحياة وهي وعود دسمة لمن لا يجد قوت يومه ويعاني من الجوع والفقر وتفتك به الامراض ويشعر بالإهانة وإهدار الكرامة، نتيجة التهميش الذي يصل في بعض البلدان الى حد الاقصاء بل وحتى الى الإلغاء.
فالأفكار المتطرفة، لا تتسلل الى الأذهان إلا حيث يوجد الفراغ الذي يخلفه الإعراض من قبل الأنظمة السياسية عن حلّ المشكلات التي تعاني منها مجتمعاتها، وبعضها يكون من صنع تلك الأنظمة قصيرة النظر التي لا تعبأ بالنتائج المترتبة على ذلك.
ونشرت صحيفة الصباح
مقالا بعنوان ( تفكيك المشكلة )
قال فيه الكاتب محمد عبد الجبار الشبوط
تمر البلاد بمشكلة كبيرة، أو قد يسميها البعض أزمة كبيرة، والفرق بين المصطلحين هو أن الثاني يشير الى عدم قدرة أطراف المشكلة على حلها، والحل بحد ذاته قد يبدو معضلة. لكني اعتقد أنه لا يزال بإمكان أطراف المشكلة الوصول الى حل. لهذا لا يوجد ما يمنع من طرح السؤال التالي: هل يمكن تفكيك المشكلة أو الأزمة من أجل تسهيل الوصول الى حل لها؟
كل شيء ممكن في عالم السياسة. دعونا نحاول الآتي:
لنفترض أن هناك مستويين للأزمة ليسا مترابطين ترابطا عضويا، وإن كان البعض يحاول أن يفتعل الترابط بينهما.
المستوى الأول: المشكلة بين الدولة وبين “داعش” وأخواتها.
المستوى الثاني: المشكلة بين الدولة وبين أحد مكوناتها الاجتماعية، وأعني به المكون السني.
فيما يتعلق بالمستوى الاول، تبين أدبيات “داعش” والقاعدة وأخواتها أنها تعتبر أن المشكلة قائمة بينها، من جهة، وبين الروافض وحكومتهم الصفوية، ومعهما المرتدون السنة، من جهة ثانية. وتحاول “داعش” أن تطرح نفسها ممثلة لأهل السنة في العراق والمدافعة عنهم. بل ان أدبيات “داعش” لا تتحدث عن العراق، وإنما تتحدث عن أهل السنة وواجبها في الدفاع عنهم وتحرير مناطقهم من سطوة الحكومة الرافضية.
لا تترك “داعش” مجالا للتفاوض، سواء مع الدولة أو مع الروافض أو مع المرتدين، إنما لجأت الى “حكم السيف” والجهاد والقتال. حتى لو جنحت الحكومة الاتحادية والرافضة الى السلم، فهذا السلم غير مقبول منهم ولا معهم. هكذا فسر الشيخ عبد الملك السعدي “السلم”، مؤكدا على اعتبار وجود القوات الاتحادية في المناطق السنية احتلالا يجب محاربته.
لا خيار هنا سوى القتال، ولا حل هنا سوى الحل العسكري. لكن أحد متطلبات الحل العسكري يتمثل بفك الترابط بين “داعش” والسنة، فـ “داعش” ليست هي الممثل الحصري الوحيد للسنة في العراق، ولا يصح أن تعطى هذا الامتياز، وذلك حتى لا تفسر حرب الدولة مع القاعدة وأخواتها بأنها حرب الدولة مع المكون السني، كما تحاول بعض المصادر أن تشيع ذلك بين الناس.
هذا على المستوى الأول من المشكلة.
أما المستوى الثاني منها، أي المشكلة بين الدولة وبين أحد مكونات مجتمعها، أي المكون السني، فهذه لا بد من حلها سلميا، حيث لا معنى للقتال بين الدولة وبين أحد مكونات مجتمعها، كما نقول انه لا معنى للقتال بين الدولة وبين المكون الكردي مثلا.
يتعين أن لا يتماهى المستوى الاول من المشكلة، مع المستوى الثاني لها. بعض التصريحات تقع في هذا الخطأ الذي سيكون في حالة تفاقمه مشكلة بحد ذاته، وليس جزءاً من حل. هذا هو الشرط الأول من الحل السلمي، أي الفصل بين “داعش” واهل السنة في العراق.
العنصر الثاني في الحل السلمي هو أن تتفهم الدولة بالضبط مطالب أهل السنة ومشاعرهم، وبالتالي ما يعتبرونه معاناتهم، بما في ذلك القول بالتهميش والاقصاء وعدم الاهتمام بمناطقهم وعدم التوازن في الوظائف الحكومية، وتسعى عبر سلطاتها المختلفة، التنفيذية والتشريعية، الى تحقيق هذه المطالب والآمال.
والعنصر الثالث هو الحوار السلمي الذي لن ينجح ما لم ينطلق من قاعدة البحث عن مشتركات والاستعداد لتقديم تنازلات متبادلة للوصول الى تسوية سياسية وسط، كما هو ديدن السياسة في كل مكان.
وإذا كان الطرفان، أي الدولة والمكون السني، يشعران انهما لا يستطيعان إطلاق حوار لوحدهما، فلا بأس من وسيط دولي، قد يكون الولايات المتحدة التي تمتلك علاقات طيبة مع الطرفين.
النجاح في الوصول الى الحل السلمي، سوف يقطع الطريق، وإلى الابد، على “داعش” التي تسعى الى إقامة “دولة” ستكون خارج حركة التاريخ وبالضد من المصلحة الوطنية للعراق، بعربه وكرده، وشيعته وسنته، وبقية مكوناته.
قد يكون الوقت المتبقي قليلا قبل أن يحترق كل شيء، ولا بأس بالمحاولة الجادة على أساس هذه الرؤية وخلاصتها: الحل العسكري مع “داعش”، والحل السلمي السياسي مع المكون السني، وذلك الى حين، وأعني بذلك الى حين قيام الدولة الوطنية الديمقراطية التي لا تتحدث عن المكونات، وإنما تتحدث عن المواطنين.
فهل يفعل عقلاؤنا شيئا في هذا الاتجاه؟
وكالة الانباء العراقية المستقلة – بغداد – سعد محسن