حضورٌ عالمي في حدثٍ يُقام للمرّة الأولى: العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعباسية تعقدان مؤتمرهما الدوليّ في مبنى الأمم المتّحدة…
727
شارك
نيويورك – الحكمة : على قاعةُ المجلس الاقتصاديّ في مبنى الأمم المتّحدة في ولاية نيويورك الأمريكيّة وبحضور شخصيّاتٍ ووفود مثّلت جهاتٍ دينيّة وأكاديميّة ومن بلدانٍ وأطياف شتّى. انعقد المؤتمر الدوليّ الأوّل (استعادة الصدارة الفكريّة لتعزيز العدل في مجتمعٍ مدنيّ)، الذي تنظّمه الأمانتان العامّتان للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية بالتعاون مع مؤسّسة الإمام الخوئي(قدّس سرّه) والتحالف العلميّ للبحث والتراث، وذلك صباح يوم الاثنين (28 محرّم 1440هـ) الموافق لـ(9 تشرين الأوّل 2018م) آياتٍ من الذكر الحكيم استُهِلَّ بها المؤتمر ، أعقبتها كلمةُ الجهة المنظّمة للمؤتمر التي ألقاها نيابةً عنهم الشيخ فاضل السهلاني والتي بيّن فيها: “إنّه من دواعي السرور والفخر أن نُقيم هذا المؤتمر بالتعاون مع العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، والذي نأمل منه أن يحقّق الأهداف المتوخّاة من إقامته والخروج بنتائج خارج نطاق التنظير البحثيّ، وأن يسهم في حلّ بعض الإشكالات التي يُعاني منها العالم، فنحن لدينا اختلاف وهذا أمرٌ طبيعيّ، لكن هناك طرق وآليات لمعالجة هذا الاختلاف وتطويقه بالاعتماد على المشتركات”. أعقبت ذلك كلمةٌ لعضو اللّجنة التحضيريّة للمؤتمر الأستاذ ميثم رضوي من مؤسّسة الإمام الخوئي(قدّس سرّه) وممثّلها في مبنى الأمم المتّحدة، قدّم فيها عرضاً للمؤتمر ومحاوره وعدد الباحثين، وبيّن قائلاً: “إنّ المؤتمر تمّت محورته الى ثلاثة محاور، اختيرت من قبل لجنةٍ علميّة مختصّة تتلاءم وطبيعة متطلّبات الوضع الراهن، فكانت المحاور هي: – قيادة الفكر. – العدالة الاجتماعيّة. – التراث. وقد تمّ توزيع الباحثين على هذه المحاور بواقع أربعة باحثين لكلّ محور، داعين الحضور والمشاركين أن يعملوا على ترجمة مخرجات هذا المؤتمر على أرض الواقع”. من ثمّ أُلقيت كلمةٌ متلفزة للأمير الحسن بن طلال طرح من خلالها جملة أمورٍ وقضايا تتعلّق بما تعانيه الأمّة الإسلاميّة على وجه الخصوص والعالم على وجه العموم، من حالاتٍ نشاز دخيلة على الإنسانيّة والإنسان وغريبةٍ عن المعتقدات الإسلاميّة وتعاليم الدين الإسلاميّ، الداعية الى المحبّة والتسامح وقبول الآخر”. بعد ذلك افتُتِحت الجلساتُ البحثيّة للمؤتمر وسط إنصاتٍ وتفاعلٍ من قبل الحاضرين، حيث اشترك فيها (12) باحثاً توزّعوا بالتساوي على محاور المؤتمر المذكورة آنفاً، واختُتِمَت الجلسةُ البحثيّة وفعاليّات المؤتمر بطرحِ عددٍ من الأسئلة والمداخلات التي أضفت على هذه الجلسة أجواء النقاش العلميّ وتبادل الآراء، وقام الباحثون بدورهم بالإجابة عن الأسئلة المطروحة وتوضيح بعض النقاط في بحوثهم وحسب كلّ باحثٍ ومحور. وممّا تجدر الإشارةُ اليه أنّ العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية لم يقتصر دورُهما على التنظيم وحسب، بل كانت لهما مشاركةٌ فاعلة في أكثر من محورٍ من محاور المؤتمر، فكان للعتبة الحسينيّة المقدّسة ثلاثة باحثين ومن العتبة العبّاسية المقدّسة باحثان. يُذكر أنّ مشاركة العتبة العبّاسية المقدّسة في هذا المحفل الدوليّ المهمّ تأتي لكونها تمثّل -كباقي العتبات المقدّسة- الأب الجامع لكلّ المسلمين، خاصّةً أتباع ومحبّي أهل البيت(عليهم السلام) بشتّى توجّهاتهم وانتماءاتهم، ومهوى قلوب البشر أجمعين من مختلف دياناتهم، ولكونها مدرسة الشجاعة والتضحية والإخاء والإباء، المدرسة التي علّمت العالم على مدى العصور كيف تكون التضحيات من أجل حماية الحقّ من التحريف والباطل من أن يسود. حيث عملت -خاصّةً منذ أن تأسّست مؤسّساتها الثقافيّة والعلميّة- ضمن منهج الاعتدال والوسطيّة، لتتمكّن من صدّ الهجمات التكفيريّة التي تُواجه الأمّة الإسلاميّة ومعالجة الانحرافات الفكريّة في المجتمع الإسلاميّ، وقد سخّرت لهذا الغرض جهوداً كبيرة وأقامت العديد من الفعاليّات والأنشطة والمؤتمرات في داخلها وفي العراق وخارجه، وهي تدعو لهذا النهج وترسيخه في المجتمع العراقيّ خصوصاً والعالم على وجه العموم.