بريطانيا تعين وزيرة لمكافحة الانتحار والأمراض النفسية

617

الحكمة – متابعة: عيّنت رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، وزيرة لمكافحة الانتحار، في وقت تستضيف الحكومة أول قمة عالمية للصحة النفسية.

وقالت ماي إن تعيين الوزيرة جاكي دويل برايس لهذا الدور الجديد سيساعد في التعامل “مع قضية الانتحار”.

ورغم الانخفاض المستمر في معدلات الانتحار، يقتل 4500 شخص أنفسهم سنويا.

تأتي الخطوة في وقت يجتمع وزراء ومسؤولون من أكثر من 50 بلدا في لندن للمشاركة في القمة.

وتتزامن القمة التي تبدأ الأربعاء، برعاية وزير الصحة مات هانكوك ودوق ودوقة كامبريدج، مع يوم الصحة النفسية العالمي.

كما تعهدت الحكومة بتقديم مزيد من الدعم في المدارس، وتوفير فرق دعم خاصة للصحة النفسية، والمساعدة في قياس مستويات صحة الطلاب، من بينهم رفاهيتهم النفسية.

وقالت ماي: “يمكننا القضاء على الشعور السيء الذي يدفع الكثيرين إلى المعاناة في صمت، ومنع مأساة الانتحار التي تسلب الكثيرين حياتهم.”

إلى جانب ذلك، تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية بتقديم 1.8 مليون جنيه إسترليني لمنظمة “السامريون” المعنية بخدمات الصحة النفسية، لمساعدتها في مواصلة تقديم خدماتها المجانية عبر الهاتف لأربع سنوات قادمة.

وقالت هانا لويس، الناشطة في حملات تحسين خدمات الصحة النفسية التي عانت في الماضي من نوبات هلع وقلق وراودتها أفكار بالانتحار عندما كانت مراهقة، لبي بي سي: “من المعروف أن صحة الشخص النفسية تبدأ في التدهور عندما تترك دون مساعدة، ولك أن تتصور كيف ساءت الأمور معي.”

هانا لويسهانا لويس قالت إن مشاكلها الصحية تعود إلى فترة طفولتها

ورحّبت لويس بإعلان الحكومة، لا سيما مقترحات رفع الوعي بالصحة النفسية في المدارس، لكنها أضافت: “العمل الفعال في المداس وحماية الطلاب من الانتحار أمر مهم للغاية، لكننا في حاجة إلى التأكد من توفر الخدمات الكافية لتوجيهها.”

“قصص الألم والخسارة”

ودويل برايس وزيرة للصحة النفسية ومكافحة التمييز والانتحار الجديدة عضوة في البرلمان منذ عام 2010.

وسيشمل دور برايس التأكد من وجود خطط فعالة في أنحاء مناطق إنجلترا الأربعة لمواجهة الانتحار وبحث سبل الاستفادة من التكنولوجيا لتحديد أولئك المعرضين لمخاطره.

جاكي دويل برايسجاكي دويل برايس نائبة برلمانية عن مدينة ثوروك منذ عام 2010

وقالت برايس: “أدرك حجم المأساة والآثار طويلة الأمد والمدمرة التي يمكن أن يتسبب فيها الانتحار على الأسر والمجتمعات.”

وأضافت: “خلال عملي كوزيرة للصحة، قابلت كثيرين ممن فقدوا ذويهم بسبب الانتحار، وستظل قصص الألم والخسارة الخاصة بهم حاضرة في ذهني لفترة طويلة.”

وتابعت: “إنها خطوة من أجل أولئك الذين يحتاجون إلى أن يكونوا في قلب ما نقوم به من جهود، وأرحّب بهذه الفرصة للعمل عن قرب معهم، بجانب الخبراء، للإشراف على خطة تشترك فيها أجهزة الحكومة لمكافحة الانتحار، والتأكد من أن وجهات نظرهم تلقى اهتماما دائما.”

“أبواب مفتوحة”

وقال الأستاذ في جامعة مانشستر، لويس أبيلبي، الذي يعتبر واحدا من أبرز الخبراء في قضايا الانتحار، إن تعيين وزير لمساعدة الآخرين على مواجهة الانتحار خطوة “مهمة”.

وأضاف أن الانتحار ليس مشكلة صحية تخص وزارة الصحة فحسب، إنما هي قضية تشترك فيها جميع أجهزة الحكومة.

وتابع قائلا إن وجود وزير (للصحة النفسية) سيساعد في “فتح الأبواب” أمام الناس، وإتاحة الفرصة للحديث عن الانتحار وآثاره.

وقال وزير الصحة، مات هانكوك، إن الخطوة ستساعد أيضا في الحصول على الدعم الكافي لعلاج الأمراض النفسية على قدم المساواة مع خدمات الصحة البدنية.

وتابع: “الطريق طويل لتحقيق المنشود. إنه أمر لا يُحل بين عشية وضحاها.”

وقال نجم مسلسل “ذا أونلي واي إز إسكس” (The Only Way Is Essex)، تومي ماليت، إنه يرغب في تشجيع غيره من الرجال على الانتفاح على الحديث عن مشاعرهم.

وبدأ ماليت، الذي تحدّث عن مشاكله النفسية وتناولها خلال المسلسل المذاع حاليا على شبكة “أي تي في بي إي” البريطانية، حملة إلكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي لمواجهة الانتحار بعنوان icrybecause#.

وقال ماليت إنه مرّ بتجربة “قاسية لأشهر قليلة” لكنه يريد الآن مساعدة الآخرين، وأضاف: “هدفي هو أن أقول للجميع أنه أمر طبيعي أن تمرَ بأوقات صعبة.”

لكن آخرين عارضوا سجل الحكومة في التعامل مع قضايا الصحة النفسية.

وقالت مارجوري والاس، المديرة التنفيذية لجمعية “سين” المعنية بالصحة النفسية: “على الرغم من إشادتنا بنية الحكومة، فإنه من المثير للدهشة أنه ينبغي على بريطانيا استضافة قمة كهذه بينما نسمع يوميا على أناس يُتركون دون علاج بسبب نقص الكوادر الطبية من ممرضات وأطباء.”

وأضافت أن “الإخفاق في تقديم خدمات الصحة النفسية له تداعيات اجتماعية واقتصادية ضخمة”.

وتابعت: “منذ عامين، أعلنت تريزا ماي عن خطة شاملة لمواجهة (الظلم الخفي) الذي يتعرض له مرضى الحالات النفسية في بلادنا، لكن خلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت هناك تقارير تتحدث عن احتجاز أشخاص في زنازين الشرطة لما يقرب من ستة أيام بسبب نقص الأسرة في مستشفيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية، ورفض أطفال كانوا قد أحيلوا إلى خدمات متخصصة، إلى جانب تدهور حالات بعض المرضى بسبب الانتظار الطويل لتلقي العلاج.”

وقالت إنه “ينبغي على رئيسة الوزراء مواجهة مشاكل نظام الصحة النفسية في بلادنا قبل مواجهته في دول أخرى”.

بي بي سي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*