جامعةُ العميد في العتبة العبّاسية تقيم ندوتها وورشةَ عملها الخاصّة عن المكتبات الطبّية العراقيّة
أقامت جامعةُ العميد التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة ندوتها وورشةَ عملها الخاصّة عن المكتبات الطبّية العراقيّة التي حملت عنوان: (دورُ المكتبات الطبيّة العراقيّة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030م)، الندوةُ عُقدت على القاعة الرئيسيّة للجامعة بحضور شخصيّات أكاديميّة وأساتذةٍ متخصّصين من داخل العراق وخارجه.
وقال رئيس جامعة العميد الدكتور جاسم المرزوكي في كلمة له بافتتاح الندوة “تُعدّ الحضارةُ العراقيّة القديمة من أوّل وأقدم الحضارات في العالم وفي تاريخ البشريّة، فهي مَنْ علّمت الناس التمدّن والتحضّر حين كان الآخر يحيا في المغاور والكهوف، والعراقيّون أوّل مَنْ علّم الناس الكتابة وفيه أُنشِئت أوّل مدرسةٍ في العالم وأوّل مكتبةٍ علميّة منظّمة، وكان الغرض من اكتشافها هو تسجيلُ صادرات وواردات المعبد، ثمّ لتدوين إنجازات الملوك العسكريّة والعمرانيّة وسُمّيت بالسومرية (ايدبا) أي دارُ السجلّات والوثائق”.
وأضاف: “وكانت مكتبةُ آشور بانيبال (627 ق.م) من أقدم وأنضج وأنظم المكتبات المعروفة في العالم، وقد عدّ هذا الملك أوّل مكتبيّ في العالم، وقد ضمّت المكتبة حوالي مائتين وخمسين ألف رقيمٍ طينيّ، واحتوت على سجلّات تُنظّم الإعارة ومكان الإعارة وكيفيّة إرجاع الكتب والغرامات التي تُفرض على التأخير في الإعادة، وقد قُسمت الرفوف ووُضعت عليها علاماتٌ تعريفيّة كما في عصرنا الحاضر”.
وتابع: “ومن بعدها عرفت الحضارة العربيّة والإسلاميّة عدّة أنواع من المكتبات لم تكن تعرفها الحضارات الأخرى، فكانت بحقّ منارةً من منارات التعليم بل وأصبحت مؤسّسات مستقلّة ينفق عليها العلماءُ والأثرياء، وقد صُنّفت الى المكتبات العامّة كمكتبة قرطبة التي أسّسها الحاكم المستنصر بن عبد الرحمن الناصر عام (961م)، والمكتبات الخاصّة كمكتبة الصحابي عبد الله بن عباس وابن العميد، والمكتبات الأكاديميّة التي كانت ملحقة بالمدارس كمكتبة دار الحكمة، ومكتبات بيوت العبادة التي أُلحقت بالجوامع والمساجد كجامع القيروان”.
أمّا عن المكتبات الجامعيّة فقال المرزوكي: “المكتبات الجامعيّة تُعدّ كغيرها من المؤسّسات التي تسعى الى تلبية احتياجات مستفيديها في مجالات تخصّصهم، وتتميّز المكتبات الجامعيّة والطبيّة تحديداً عن غيرها من المكتبات بطابعها التخصّصي، وفي العقدين الأخيرَيْن سعت هذه المكتبات الى الاستفادة من تكنلوجيا المعلومات المتاحة بدءً من تطبيقات الحاسوب والبرمجيّات لمساعدة روّادها والمستفيدين منها، وإيصال المعلومة المطلوبة بسرعةٍ عبر توفير مكتبات إلكترونيّة وشبكات اتّصال خاصّة بها، وبناء شبكات وقواعد للمكتبة الطبيّة الوطنيّة”.
وأكّد: “المكتبةُ الجامعيّة الطبيّة مطالَبَةٌ اليوم بمسايرة عصر المعلومات واعتماد الآليّات الحديثة، دعماً لأعمالها وتحسيناً لخدماتها تجاه المستفيدين، فالمكتبيّ مطالَبٌ باكتساب مهارات جديدة وعلى المستفيد أن يكون في مستوى كفاءة المكتبيّ لضمان الاستثمار الأمثل للوسائل التكنلوجيّة”.
ثمّ جاءت بعدها كلمةُ نائب رئيس الاتّحاد العربيّ للمكتبات الدكتور سيف بن عبد الله الجابري، للاطّلاع على الكلمة.
وتضمّنت الندوة كذلك طرح أوراق عملٍ تقسّمت على ثلاث محاضرات، الأولى كانت للأستاذ وسيم طالب مهدي من مركز مصادر التعلّم (المكتبة المركزية) / جامعة العميد، وحملت عنوان: (مؤشّرات مقياس جودة الخدمات المكتبيّة)، والثانية للأستاذ حسنين الموسوي من مركز الفهرسة ونظم المعلومات التابع لمكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة بعنوان: (التنمية المستدامة في المكتبات الطبيّة العراقيّة)، والثالثة كانت للدكتورة إكرام الجبوري من جامعة بغداد – كليّة الطبّ الكندي تحت عنوان: (التسجيل والوصول المجّاني لمصادر المعلومات الإلكترونيّة ذات الجودة العالية).
المصدر : الموقع الرسمي للعتبة العباسية المقدسة