العتبة العلوية المقدسة تقيم المهرجان الشعري الدولي الأول للرسول الأكرم(ص) بحضور عربي ودولي متميز

433

18-1-2014-08

النجف الأشرف – الحكمة: فراس الكرباسي

    برعاية الأمانة العامة لديوان الوقف الشيعي وتيمناً بميلاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلَّم وذكرى ميلاد سادس الأئمة الاطهار الإمام الصادق جعفر عليه السلام ، أقامت الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة مهرجانها الشعري الدولي الذي يقام للمرة الاولى في العتبة العلوية المقدسة بمشاركة شعراء كبار من مختلف دول العالم.

إبتدأ المهرجان بتلاوة عطرة لآي من الذكرى الحكيم للشيخ جاسم النجفي ، تبعه العلامة الشيخ محمد الخاقاني بكلمة إفتتح فيها فعاليات المهرجان ثم قام بتقديم ضيوف المهرجان لالقاء كلماتهم وقصائدهم الى المنبر الاحتفالي.

وارتقى المنبر الامين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين الذي قدَّم تبريكاته لضيوف المهرجان الكرام واصفا إياهم بقوله “إنكم احبة رسول الله وامير المؤمنين واحبة الله الذي بعث محمدا نبيا ًواختار علياً ووليا وأميرا للمؤمنين عليهم الصلاة والسلام”.

ثم ألقى كلمته بمناسبة الولادة النبوية العطرة ، فقال: “إن إقامة هذا المحفل الشعري بذكرى الولادة النبوية العطرة الميمونة، هو للتعبير عن حقيقة أغلقت المعرفة فيها أبوابها الا لله وحده والا لمن كان محمدا صل الله عليه وآله منه وهو من محمد صل الله عليه وآله وسلم حينما قال (لا يعرفني الا الله وأنت) ، فالله تعالى هو الذي جعل محمدا صلَّ الله عليه وآله وسلم محطاً لآمال الآملين في شدائد الدنيا والآخرة إذ جعله الوسيلة اليه فقال ( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين)”.

18-1-2014-16

وأضاف سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين :” ومن أوليات رابطة المؤمن بمحمد صل الله عليه وآله وسلم إيمانه به وطاعته والتأسي به وإتباع نهجه وكل هذه الاوليات واسبابها غير ممكنة أبدا ، لا بدون عِرفان محمد ومعرفة شأنه فحسب وإنما بدون رؤيته حيث تقتضي البصيرة ذلك ، وحيثما مُنِعَتْ المعرفة البشر من كُنْهِ محمدٍ صل الله عليه وآله وسلم ، فعُرى الاستمساك بمحمدٍ أجلى من ان تخفى على ذي لبٍ وأساسها هي (فطرة الله التي فطرَ الله الناس عليها لا تبديل لخلق الله)، وفي معرفة عُرى الاستمساك بمحمد تلتفت البصيرة الى العقل فتستنطقه والى دلائل الحجة الالهية لتتَّبع هديها والى شواهد السيرة والتاريخ لتستلهمها عسى ان تكون عدتها للرؤية الصادقة من تلك الحقيقة العظمى ومن الطبيعي أن يكون القرآن في طليعتها إذ قال وهو يصدع بأنواره المعجزة في شخصية الرسول الأعظم صل الله عليه وآله وسلم (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) ، وقوله عزوجل (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا)”.

وتابع زين الدين بقوله: “أما عليٌ عليه السلام فله الدور الأول بعد القرآن بالحجج الالهية في وضع البصائر البشرية في مسارتها القويمة نحو الحقيقة المحمدية حيث حفلت كلماته وخطبه بكل ما يضع البصائر في الطريق القويم من الرؤيا المبتغاة من تلك الحقيقة العظمى كما يقول في بعض خطبه صلوات الله وسلامه عليه ( لمّا أراد الله عزوجل أن ينشئ المخلوقات ويبدع الموجودات أقام الخلائق في صورة واحدة قبل خلق الارض ورَفْعِ السموات ثم أفاض نورا من نور عزِّه فلَمَعْ وقبساً من ضيائه فسطع ثم إجتمع في تلك الصورة وفيها صورة رسول الله صل الله عليه وآله وسلَّم ، فقال له تعالى ، أنت المرتضى المختار وفيك مستودع الانوار من أجلك أرفع البطحاء وأرفع السماء وأجري الماء وأجعل الثواب والعقاب والجنة والنار ) ، ويقول سلام الله عليه في الصلوات عليه (اللهم واجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك على سيدنا محمد عبدك ورسولك وحبيبك الخاتم ما سبق والفاتح لمن غلق المُعْدِلِ للحق بالحق الناطق بالصدق الدافع جيشات الأباطيل والدامغ هيشات الاظاليل فأطلع قائما بأمرك مستوسجا في مرضاتك غير ناكلٍ في قدم ولاوانٍ في عزم مراعياً لعهدك محافظاً لودك حتى أورى قبس القابس وأضاء الطريق للخابط وهدى به الناس بعد خوض الفتن والاثام والخطب في عشو الظلام وانرت نيرات الاحكام وانتفاع الاعلام فهو امينك المأمون وخازن علمك المخزون وشهيدك يوم الدين وحجتك على العالمين وبعيثك بالحق ورسولك الى الخلق اللهم فأفسح له مفسحاً في ظلك وأجزيه بمضاعفات الخير من فضلك) ، فسلام عليك يارسول الله وإمام الهدى وقائد الحق وصراطه القويم و على آلك الغر الميامين”.

ثم ارتقى المنبر الاحتفالي سماحة السيد صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي حيث قدَّم ترحيبه بالضيوف الكرام الى النجف الاشرف ، وقال ، إن :” النجف الأشرف هي مدينة العلم والعلماء والثقافة والشعر مدينة امير المؤمنين وسيد المتقين الامام علي عليه السلام ، نحن جميعا نتجه باتجاه المحبة الخالصة من قلوب نقية الى الرسول الاعظم صل الله عليه وآله وسلَّم ، الخير في الحب الذي نلمسه منكم ، وهذا المهرجان الشعري هو رسالة سلام ومحبة لكافة الطوائف الاسلامية وغير الاسلامية من مرقد الامام أمير المؤمنين بذكرى المولد النبوي الشريف الى العالم أجمع”.

18-1-2014-10

بعدها إرتقى المنبر الاحتفالي سماحة العلامة الدكتور محمد بحر العلوم بكلمة قصيرة هنأ فيها الحاضرين والعالم الاسلامي بولادة رسول الانسانية محمد صل الله عليه وآله وسلم ، تبعها بأبيات شعرية معبِّرة عن المولد العظيم”.

تلاه رئيس وفد علماء كردستان العراق الشيخ عبد الله بيخضري حيّا فيها العالم الاسلامي بمولد النور ، حيث بين في كلمته فضل الميلاد النبوي الكريم ، وقال :”بعد أن كان الناس يموجون في الجهل فوحدهم الله تعالى بتثبيت عقيد التوحيد ، حيث قال تبارك وتعالى ( ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) ، وقوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ، وقال الرسول الكريم صل الله عليه وآله وسلم ( مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل جسد واحد) ، ثم قال ( إني تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) ، فقد أمعت الامة الاسلامية بمختلف أطيافها على الوحدة والتعاون فيما بينها”.

واختتم رئيس وفد علماء كردستان العراق كلمته بتقديم التحية والشكر لدعوته الى المهرجان ، مؤكدا بقوله ” بإسم علماء كردستان نتمنى وحدة الصف والكلمة ونبذل كل جهودنا لوحدة الصف والدعوة الى الرجوع الى الاسلام الحقيقي المستند على مبادئ واخلاق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين”.

وتلاه الاب القاضي الياس جروج صليبا رئيس الوفد المسيحي اللبناني ، بكلمته، قائلا  :” نحن جئنا من لبنان الى العتبة العلوية المقدسة للمشاركة بذكرى المولد النبوي الشريف ومعنا علماء البلاد العربية لنشهد ولادة الحق وتأسيس الذكرى النبوية وروح المحبة والوئام والتآخي بين المسيحيين والمسلمين وبين المسلم وأخيه المسلم”.

18-1-2014-11

وأضاف الأب صليبا:” نحن اليوم نعطي صورة جديدة من هذه العتبة المقدسة ومن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لنقول للعالم أجمع انظروا كيف تحبون بعضكم بعضاً بهذه الصورة ونعلن بكافة طوائفنا للعالم اجمع للعالم إن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا وهو التآخي وروح التأسيس النبوي الصافي ولنرفع الصوت عاليا مدوياً في هذه الذكرى النبوية ان الاديان متفقة على احترام النفس البشرية بجسب الدستور الذي وضعه الامام أمير المؤمنسن علي عليه السلام ( الناس صنفان ، إما أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)”.

وتابع بالقول:”لذا فإن الانسان من هذه النفحة الالهية التي يدعو بها السيد المسيح عليه السلام فنحن نتمنى من على هذا المنبر ان تحفظوا  من هذه العتبة المقدسة السلام الذي دعا اليه أمير المؤمنين علي عليه السلام ونقول للذين يقتلوننا إننا نحبكم وندعو الى المحبة مهما اختلفنا بالشكل فنشعر بقدسية هذا المكان متفقين حيث الانسانية والايمان والعدل وماتلاقينا الا فيك يا علي بن أبي طالب”.

وارتقى المنبر رئيس وفد طائفة الموحدين الدروز في لبنان حيث ألقى كلمة ، قال فيها :” إنه لشرف عظيم ان احظى بهذه الزيارة المقدسة لانها المرة الاولى لي وانقل لكم تحيات إخواننا الدروز من لبنان مهنئاً الاسلام والمسلمين بولادة سيد الكائنات والرسل والامام الصادق صلوات الله عليهم اجمعين وسأل الله ان يوفقنا فيها لكل خير ، ثم ألقى السيد أبو المنى قصيدة معبرة تغنى فيها بالولادة النبوية العطرة”.

تلاه ممثل طائفة الصابئة المندائية الشيخ علاء عزيز بكلمة نقل فيها تحيات رئيس الطائفة المندائية بمناسبة المولد النبوي الشريف مؤكدا بقوله ” إن الله تعالى بعث الرسول الاكرم لاحياء شأن الانسان ولاذهاب التفرقة بين الناس ، حيث إستطاع بعمق تفكيره ورعاية الله عزوجل أن يوحد أمة كانت تعيش التفرقة وجعلها تعيش المحبة والعدل وكان لأمير المؤمنين علي عليه السلام دور في تثبيت هذه المحبة والعدالة وإعلاء شأنها وقد توج سيد الشهداء اهل الجنة الامام الحسين عليه السلام هذه الرسالة بتقديم دمه للشهادة في سبيل إعلاء كلمة الحق والعدالة والانسانية ، ومن هذا المكان الطاهر جئنا لنؤكد عمق التلاحم الذي أسسه رسول الله صل الله عليه وآله، وكما علمنا نبينا ومعلمنا زكريا عليه السلام المبادئ والقيم العليا السامية فنحن ندعو للتعاون والمحبة بين مختلف اطيافنا واعراقنا ، ولنا الشرف العظيم كصابئة مندائيين ان نكون في هذا المكان”.

18-1-2014-09

بعد كلمات ضيوف العتبة العلوية المقدسة تقدَّم الشعراء العرب المشاركون في المهرجان بالقاء قصائدهم التي تغنت بالولادة النبوية العطرة الميمونة، بدأهم الشاعر العربي من السعودية السيد هاشم الشخص ، تلاه الشاعر اللبناني الاستاذ الشيخ مصطفى البريدي ، ثم تبعه الشاعر السعودي من الاحساء الاستاذ إبراهيم حرابة ، ثم الشاعر البحريني عبد الله القرمزي ، تبعه شاعر اليمن عمار النجار واختتم المهرجان بموشحات دينية معبرة لفرقة إنشاد العتبة العلوية المقدسة.

الجدير ذكره أن وقائع وفعاليات المهرجان الشعري الدولي الاول أقيمت في دار ضيافة الامام علي عليه السلام بالمرقد العلوي الشريف بحضور رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد صالح الحيدري والامين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين ونائبه الاستاذ المهندس زهير شربة وحضور اعضاء مجلس إدارة العتبة المقدسة ورؤساء ومنتسبي الاقسام العاملين فيها اضافة الى حضور ممثلي مختلف الطوائف الدينية من داخل العراق وخارجه مع حضور مسؤولي القنصليات العاملين في النجف الاشرف وشيوخ ووجهاء المدينة المقدسة وطلبة وأساتذة الحوزة العلمية وحضور اعلامي لافت.

 

18-1-2014-1518-1-2014-1218-1-2014-13

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*