الأمانة العامة للعتبة العلوية تحيي الذكرى المئوية لاستشهاد الإمام أمير المؤمنين (ع)
تزامناً مع حلول الذكرى المئوية لاستشهاد سيد الأوصياء وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام) ، أقامت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة احتفالية بمناسبة مرور 14 قرناً على حلول الذكرى الأليمة .
الاحتفالية حضرها الأمين العام للعتبة المقدسة المهندس يوسف الشيخ راضي ونائبه رضوان صاحب رضا وأعضاء مجلس إدارة العتبة المقدسة ومسؤولي وممثلي العتبات المقدسة والمزارات الشريفة ، وممثلي مراجع الدين العظام وأساتذة وطلبة الحوزة العلمية، ومحافظ النجف الأشرف، ورئيس جامعة الكوفة ،ومسؤولي الدوائر الخَدَمية والأمنية ،ونُخب أكاديمية وعشائرية ،ومسؤولي وممثلي الهيئات المواكب الحسينية في النجف الأشرف، ومسؤولي الدوائر الخدمية والأمنية ،ونخب أكاديمية وعشائرية ،وجمع غفير من الزائرين، ومراسلي وسائل الإعلام المختلفة.
واستهلت الاحتفالية بقراءة آي من الذكر الحكيم ، ثم كانت كلمة الافتتاح للأمين العام للعتبة العلوية المقدسة ، والتي قال فيها :
الحمد لله كما هو أهله، وصلى الله على رسوله النبي المبعوث رحمةً للعالمين ، وأفضل التحيات على وليه الأعظم ، صاحب المقامات المشهودة والكرامات المعهودة ، علي بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم أيها الحضور الكريم مع حفظ الألقاب والمقامات والمناصب ورحمة الله وبركاته.
السلام عليك يا بطل الإسلام ، ويا داعية الأخلاق والسلام، يا من رسمت للأمة سماحة هذا الدين القويم ، فأذعن لمنهجك الأخلاقي السامي كل ذي عقل سليم.
يا سيدي يا أمير المؤمنين ، نحن أولياؤك ومحبّوك، نجتمع اليوم عند قبرك، لا ئذين بجوارك، بمناسبة حلول الذكرى المئوية الرابعة عشرعلى لقائك بالرفيق الأعلى ، نجتمع عندك لننهل من معينك الصافي كل خير وبركة ، لأنك أنت الغدير الذي يسقى أوليائه عذب الولاية ، وأنت باب العلم الذي يهدي أتباعه لعميق الدراية ، وأنت اليعسُوب الذي يجمع أصحابه على نور الهداية.
ونحن الفرع الذي لا يحيد عن أصله ، والجِذع الذي لا يستغني عن جذره ، والجذر الذي لا يعيش في غير تُربته ، وأنت لنا الأصل والجذر والتُربة..
أنت أصل العطاء وجذر الفضيلة وتربة العلم ، وبك تُثمر شجرتُنا ثمار الكرامة والخلق الرفيع ، فتطمح إليها بصائر الإنسانية ، فألهمنا السعي لتحصيل الزيادة في العلم ، واشفع لنا في التوفيق لصالح العمل.
أيها الحضور الكريم، لنجعل اجتماعنا بهذه المناسبة التي لن تعود إلا بعد مئة عام اجتماعا مثمراً، نقطع فيه العهد على العمل الدؤوب لوضع أسس التغيير الإيجابي في بلدنا الكريم، لنجعل من هذه المناسبة منطلقاً تأسيسياً لنتائج نرجوها في مثل هذه المناسبة الخالدة، مستلهمين من أمير المؤمنين ( عليه السلام) منهجه الخلاّق في بناء المجتمع الإنساني بناءً أخلاقياً قبل أي بناءٍ آخر.
أيها الأحبة، نحن أحوج ما نكون اليوم لتلمس المنهج الأخلاقي الذي اختطه لنا أمير المؤمنين ( عليه السلام) في سيرته العطرة، لأننا في عصر تتعملق فيه المادّية وتتغوّل، فصار العالم بسببها غابة موحشة، أو كجسدٍ خالٍ من الروح ، يقول الإنسان فيه ما لا يفعل، ويبدي ما لا يضمر، ولا نجاة لنا من هذه المهلكة إلا بإحياء محاسن الأخلاق في نفوس البشر، وإن محاسن الأخلاق هي لب الدين ومنشأُ الحضارة ونعيم الإنسان، كما قال أميرُ المؤمنين (عليه السلام) : كفى بحُسن الخُلُق نَعِيما .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لإحياء المنهج الاخلاقي العلوي في مجتمعنا العزيز ، وأن يثيبنا على ذلك بمجاورة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في الآخرة، كما أثابنا على جواره في الدنيا إنه سميع مجيب..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ثم كانت الكلمة لفضيلة الشيخ عبدالقادر الترنني من لبنان ، جاء فيها ” حينما نحيي ذكرى استشهاد علي فإننا نحي ذكرى حياة أمة ونحي ذكرى استشهاد المؤمنين على وجه الأرض ، إن القلوب التي تجتمع على حب علي فإنها حين تذكر علي الشهيد لا تمتلك نفسها إلا أن تبكي ونراها تَحن إليه حنيناً قريباً ، فمن ذا الذي يٌذكر عنده علي ولا يتفطر قلبه حناناً ورحمة .
فعليٌ مثال الإنسانية ولم تتفرق أمة الإسلام إلا حينما تركت منهاج علي، ولا حدث القتل والإجرام إلا حينما هجرنا منهاج علي وسيرته وأخلاقه ورحمته . فعلي علّم الناس في ساحة الوغى كيف يكونون رحماء حتى بأعدائهم.
وأضاف ” فعلي لم يتكلم إلا بلغة السماء ولغة الوحي ولغة محمد (صلوات الله عليه وآله)، يوم دخل في فتح مكة ، حيث قال علي ” أن من دخل الكعبة فهو آمن ، ومن دخل بيته فهو آمن ، فكانت لغة علي كلغة محمد.
أبناؤنا اليوم يعيشون مشكلة البحث عن القدوة فينبغي علينا أن نوجههم نحو المنبع الأصلي وهو علي ، وإلا تكون مشكلة كبرى سنواجهها نحن وأجيالنا .
عليٌ هو إمام الحق وشيمته الفداء وهو صوت العدل الذي ترفعه السماء.
إذا أردنا أن نتحدث عن علي فلا تكفينا الساعات ولكن يكفينا أن نجعله قدوة لنا ننتهجه في طريقنا.
وختم الشيخ الترنني كلمته قائلا ” لقد إغتيل علي (صلوات الله عليه) ولكن هل اغتيل منهاج علي؟ إنهم قتلوه لأنه صوت القرآن الناطق ولكن لم يستطيعوا أن يقتلوا منهاجه في كل إنسان يبحث عن الحقيقة في طريقه إلى الله تبارك وتعالى وفي طريقه إلى الحق والعدالة .
تلاها كلمة الأب مارتن هرمز داود مسؤول العلاقات والإعلام في ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى والتي أكد فيها : إن وجودنا بينكم دليل على التآخي والمحبة بين أبناء العراق ، أي عاقل حينما يجد محبي الإمام يجدها شجرة متجذرة في قلوب الجميع ونحن نتشارك معكم في حب الإمام ، فنحن اليوم إذا وقفنا وتحدثنا لن نعطي له حقه ولكن يكفي أن نقف وقفة واحدة لنتحدى مؤامرات أعدائنا المشركين.
وختم قائلا ” حينما أتينا اليوم ووجدنا هذا الجمع المبارك وجدناه صورة حقيقية عن عراق عريق وحضارة ليس لها مثيل ، فهنيئا لكم ولنا هذه الذكرى وإن كانت أليمة، ولكنها جعلتنا نجتمع لنبارك هذه الوقفة العظيمة وهذا المكان المبارك.
ثم كانت الكلمة للأستاذ الدكتور المؤرخ حسن عيسى الحكيم ، أشار فيها ” إنها لمبادرة رائعة وجميلة حينما يشعر الإنسان على مرور( 1400 ) عاماً على استشهاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كتخليد للذكرى وعلى الإنسان الواعي أن يربط الماضي القديم بالحاضر ، وكيف كان الحاكم وكيف يكون اليوم ، وهل له القدرة على آراء علي (عليه السلام ) في الجانب الإنساني والجانب الاقتصادي والجوانب الأخرى ، فالاحتفالية جاءت للوقوف على آراء علي ( عليه السلام ) ليقف ويستوحي منها العبر وكل شيء في هذا الجانب .
ثم كانت فعاليات القصائد الشعرية والأناشيد الولائية بدأها الدكتور عباس الفحام بقصيدة شعرية تلاه فرقة إنشاد العتبة العلوية المقدسة بأناشيد ولائية في حب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
وكان مسك ختام الاحتفالية توزيع الدروع التقديرية على المشاركين.
المصدر : الموقع الرسمي للعتبة العلوية المقدسة