(عيد الحب) وتشويه الصورة النقية لمدينة الإمام علي (عليه السلام)

198

17-2-2014-04

النجف الأشرف – الحكمة (خاص): محمد الشريفي

    لا شك أن مشاعر الفرح والحزن هي حالة لا إرادية تتملك النفس البشرية نتيجة مؤثر معين أو موقف خاص يصادفه الإنسان، ولا شك أيضًا أن التعبير عن هذه المشاعر يتباين من شخصٍ لآخر بحسب ثقافة ذلك الشخص وقدرته على التعاطي مع الحدث، لكن يبقى المهم هنا هو أن لا يتحول ذلك الشعور إلى حالة من الهستيريا تسيطر على الإنسان وتخرجه عن الإطار العام للمجتمع الذي يعيش فيه، وهنا نسأل: هل يحتاج الإنسان لتصرفات تخدش الحياء وتنافي الذوق العام في تعبيره عن فرحه؟ كالرقص في الشوارع مثلًا في مدينة لها من القدسية والمكانتين الدينية والعلمية الشيء الكثير كما هو الحال في مدينة النجف الأشرف؟! وهل من المنطقي أن نرى ذلك التمايل والترنح لشباب فاشلين راحو يتمايلون طربًا وهم يرقصون على أنغام الموسيقى الصاخبة مبتهجين بما يسمى بـ(عيد الحب)!! عيد للوثنين؟.

 بأم عيني شاهدت كما شاهد غيري، العشرات من الشباب وهم يرقصون فرحين مبتهجين بعيد الحب أو (valentine)، ولا يساورني الشك مطلقًا أن أغلبهم لا يعرف شيئًا عن هذا العيد وأصوله ونشأته! فعيد الحب يعتبر من أعياد الرومانيين الوثنين، حين كانت الوثنية سائدة عند الرومانيين قبل أكثر من 1700 عام، وحتى بعد دخولهم النصرانية وحكم فيهم الإمبراطور (كلوديوس الثاني) بقي الاحتفال بهذا العيد قائما بعد ان أمر الامبراطور كلوديوس جنوده بعدم الزواج لئلا يشغلهم الزواج عن حروبه التي كان منشغلا بها! فتصدى لهذا القرار (فالنتاين) وراح يزوج الجنود سرا حتى عُلم أمره وسُجن ومات في سجنه، ليتحول موته بعد ذلك إلى عيد للحب! ومن المؤسف ان نجد الكثير من شبابنا يحتفل بعيد لا يعرف عنه اي شيء!؟.

 ومن اجل الوقوف على انطباعات الشارع النجفي حول هذا الأمر كانت لنا هذه الجولة مع عدد من أبناء هذه المدينة المقدسة، نعم للفرح لا للـ…. المواطن صلاح مهدي (مدرس)، ادلى بدلوه في هذا الموضوع قائلًا: الشعور بالفرح مسألة لا إرادية لأنها مسألة حسيّة تتعلق بجملة من حالات الترابط النفسي والاجتماعي، لكن ذلك لا يعني أن ينسى الإنسان محيطه الاجتماعي ويتصرف وكأنه بمعزل عن الآخرين، نعم كلنا لدينا مشاعر ونحب ونكره، فأنا أحب زوجتي لكن هل يستوجب ذلك مني أن أرقص في شوارع المدينة المقدسة حتى أعبر عن حبي لزوجتي أو أعبر عما يعتريني من مشاعر؟ برأي إن احتفالات الكثير من الشباب للأسف كان مبالغًا بها! فقد رأيت بعض الشباب وقد خلعوا قمصانهم وراحوا يرقصون وسط الشارع للتعبير عن فرحهم! وهنا أسأل: هل يتماشى هذا التصرف وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف؟ هل من المنطق أن يعبر الإنسان عن فرحه بالرقص بهذه الطريقة الخادشة للحياء؟ كان بالإمكان التعبير عن الفرح بطريقة أكثر تحضرًا من خلال التجمعات الشبابية التي لا تعيق حركة السير ولا تسيء لقدسية مدينة النجف الأشرف، وبالمناسبة ما شهدناه لم يكن في النجف الأشرف وحدها بل أن ذلك عمّ سائر المحافظات العراقية وهذا أمر مؤسف ومن هنا أقول نعم للفرح في وقت نحتاج فيه للفرحة أو للشعور بالحب علنا نشفي نفوسنا مما أصابها من تدرنات منذ 2003 وإلى اليوم لكن على أن لا يكون ذلك بشكل خادش ومسيء للآخرين.

 في حين تحدث الطالب محمد صادق ابو غنيم/ الجامعة الاسلامية قائلًا: قد اكون مبالغًا إن قلت لك أن ما رأيته شكل لي ما يشبه الصدمة! نعم هو ذاك فصحيح ان العراق بل العالم كله يحتفل بهذا اليوم وكأنه أحد الأعياد التي ورد ذكرها في الإسلام إلا أن المصيبة الحقيقية أن أرى تلك الصور (البشعة) في مدينة مقدسة كالنجف الأشرف، وهنا أحمّل الجهات الأمنية والجهات الرقابية مسؤولية هذه الإساءة المتعمدة لأسم مدينة النجف الأشرف وترابها الطاهر، فكيف يُسمح لهؤلاء المراهقين بأن يتصرفوا كما يحلوا لهم؟ لابد من وضع حد لهذه السلوكيات التي تسيء لأسم النجف الأشرف حتى وإن كنا نعلم علم اليقين أن أغلب هؤلاء الشباب هم ليسوا من أبناء النجف الأصليين إلا أنهم بالنهاية مرتبطون بهذه المدينة بأي صورة من الصور.

 الوقفة الاخيرة كانت مع الأستاذ المساعد عامر هادي الغزالي الذي ابتدأ كلامه بالقول: أدعوا الجهات المسؤولة وبشدة لمعاقبة كل شخص تسول له نفسه تدنيس قدسية هذه المدينة الطاهرة فمظاهر الرقص الفاضح وسط الشارع وتبادل الكلمات النابية وكأنها عرف سائد لذا فلابد من وضع حد لهذه المهازل وأن لا تكون الديمقراطية وحرية التعبير حجة لتمرير هكذا ممارسات دخيلة على مجتمع محافظ كالمجتمع النجفي.

لنا كلمة

كما قلنا في مطلع الموضوع ان التعبير عن الفرح حق مشروع لكل شخص على وجه الأرض شريطة أن لا يتنافى ذلك والذوق العام للمجتمع الذي يعيش فيه ذلك الشخص ، لكن المؤسف حقًا هنا هو قيام بعض وسائل الإعلام ومنها وسائل اعلام مرئية وفي مدينة النجف الأشرف تحديدًا بنقل صور تلك الإحتفالات واجراء لقاءات مع عدد من الشباب المراهقين للحديث عن عيد الحب متناسين قدسية النجف الأشرف وطبيعتها الدينية في تجاوز سافر على حرمة المدينة المقدسة وبدلًا من حث الشباب على التمسك بتعاليم الدين الحنيف والإقتداء بالعترة النبوية الطاهرة وسيرة المعصومين سلام الله عليهم راحت تلك القنوات تظهر الاحتفالات بل وتؤيدها وكأننا نعيش في واحدة من البلدان الاوربية ! واذا كان الرد سيأتي سريعًا من أن تلك حرية شخصية فردنا الحازم سيكون أن للحرية شروطها ومقوماتها ، ومن لا يحترم النجف وتاريخها الموغل في القدم فعليه أن يعرف أن النجف وأهلها وتاريخها لن يرحموه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*