تشييع رفات 50 شهيدًا في العراق من ضحايا المقابر الجماعية

602

12408 

شيعت مؤسسة شهداء النجف، مساء اليوم الاثنين، رفات 50 شخصا من ضحايا المقابر الجماعية في عهد النظام السابق، وبينت أنه تم العثور عليهم “في مقابر جماعية بمحافظتي البصرة وميسان”، وفيما أشارت إلى أن “الأسبوع المقبل سيشهد تشييع رفات 74 من أهالي المدينة”، أكدت الحكومة المحلية أنها “خصصت قطعة ارض لبناء نصب تذكارية لهم تخليدا لتضحياتهم” .

وقال مدير مؤسسة شهداء النجف كاظم جاسم محمد في حديث الى (المدى برس) إن “المحافظة شهدت هذا اليوم تشييعا رسميا لرفات خمسين شخصا تم العثور عليهم في مقابر جماعية بمحافظتي البصرة وميسان تعود لزمن النظام السابق”، مشيرا الى أن “التشييع الذي انطلق من مجسرات ثورة العشرين وانتهى عند مرقد الإمام علي شاركت فيه شخصيات دينية وسياسية محلية، فضلا عن ممثلين من وزارة حقوق الإنسان”.

وأضاف أن “هذا التشييع الرمزي اقل ما نقدمه لهؤلاء الذين ضحوا بأنفسهم كونهم رفضوا سياسات النظام السابق”، مؤكدا أن “هذه الرفات سيتم دفنها في مدينة كربلاء في مقبرة خاصة لهم وتم اخذ عينات الـ dna ليتم التعرف على أسماءهم وأسماء عوائلهم”.

وبين مدير مؤسسة الشهداء “نحن في مكتب شهداء النجف باشرنا منذ أكثر من عام باستلام طلبات العوائل التي لديها شهداء لم تعثر عليها لغاية الان”، مشيرا الى “إننا نقوم بفحص دم احد أفراد العائلة وإذا تم التعرف على علاقاتهم بالرفات المسجلة لدينا بعد مطابقتها مع فحص (dna) ويمكن للعائلة ان تستلم رفات ذويها”.

ومن جانبه، قال مدير مكتب حقوق الإنسان في النجف المحامي كريم بلال في حديث الى (المدى برس) إن “المحافظة ستشهد الأسبوع القادم تشييعا مماثلا لرفات أكثر من 74 شخصا من أهالي المدينة تم العثور عليهم في مقابر جماعية”.

وأضاف بلال “لدينا عدد كبير من المقابر الجماعية في المحافظة وتم تشخيصها ونحن الان مستمرون بالعمل في فتحها”، موضحا “فتحنا لغاية الان بحدود ثلاث مقابر ولدينا 13 مقبرة في النجف تعود لتسعينيات القرن الماضي معظمها لانتفاضة عام 1991”.

الى ذلك، قال رئيس مجلس المحافظة خضير الجبوري في حديث الى (المدى برس) “خصصنا قطعة ارض للمقابر الجماعية سيتم فيها بناء نصب تذكارية فيها لشهداء المحافظة”.

وأضاف الجبوري أن “هذه الأرض تم تخصيصها في المنطقة الشمالية بالقرب من فندق السلام سابقا وهو الفندق الذي قام أزلام النظام السابق في عام 1991 بالقبض على المدنيين والعسكريين ومن ثم إعدامهم في مقابر جماعية”.

وكان مكتب وزارة حقوق الانسان في النجف كشف، في (2 ايلول 2013)، عن العثور على “رفات 22 شخصا من ضحايا النظام السابق” في مقبرة بحر النجف، وبين أن نتائج البحث أظهرت ان المقبرة “تعود الى فترة التسعينيات من القرن الماضي”، فيما اشار الى عدم “ظهور أي اثار للقتل او التعذيب بسبب “عملية الدفن العشوائي”.

وكان مجلس محافظة النجف أعلن، في (13 آب 2013)، عن اكتشاف مقبرة جماعية تضم رفات اشخاص وملابس مدنية جنوب المحافظة، فيما رجح انها تعود الى فترة الانتفاضة الشعبانية عام 1991.

وطالبت لجنة حقوق الانسان البرلمانية، في 20 ايار 2013، الجهات المعنية بالعمل على فتح جميع المقابر الجماعية لمعرفة أسماء الضحايا، في حين أكدت وزارة حقوق الانسان إنشاء قسم لتوثيق انتهاكات النظام السابق ليكون دلالة على تلك “الجرائم”.

يذكر أن النظام العراقي السابق نفذ حملات اعتقال وتصفية جماعية لمئات الآلاف من مواطنيه خلال الانتفاضة الشعبانية بخاصة من سكان الشمال والجنوب، بسبب النشاط المعارض له في المنطقتين، وبعد العام 2003 اكتشفت سجلات ووثائق عن عمليات تصفية نفذتها الأجهزة الأمنية والعسكرية للنظام السابق، كما تواصل الأجهزة الحكومية الحالية ومنظمات وبعض الأهالي العثور على مقابر جماعية تضم رفات ضحايا غالبيتها من المدنيين والنساء والأطفال.

وقد وقعت الانتفاضة الشعبانية عام 1991 بعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت مباشرة، وسميت بالشعبانية لحدوثها في شهر شعبان من العام الهجري، وشاركت فيها 14 من بين 18 محافظة عراقية، للدعوة لإسقاط النظام السابق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*