آثاريون: الخارطة الرافدينية تمتد إلى تركيا وإيران .. والعراقيون سومريون .. والعنصر العربي لديهم ضئيل

257

12710

كشف آثاري بريطاني، اليوم الثلاثاء، عن وجود ادلة على امتداد الخريطة الرافدينية القديمة من جنوبي تركيا إلى شمالي مصر والجزيرة العربية وإيران، في حين دعا أكاديمي عراقي إلى إعادة كتابة التاريخ برؤية جديدة في ظل تأكيد علم الجينات الحديث عن الأصول السومرية للعراقيين و”ضآلة” العنصر العربي في تكوينهم.

جاء ذلك خلال محاضرة عن الكتابة المسمارية ولسانياتها، ألقاها أستاذ اللسانيات في جامعة مانشستر البريطانية، جون نيكنز، على قاعة المتنبي، في كلية التربية بجامعة ذي قار، وحضرتها (المدى برس).

وقال الآثاري البريطاني، إن “الاكتشافات الأخيرة في مجال السومريات والرقم الطينية التي تم اكتشافها قبل ثلاث سنوات في موقع قريب من ديار بكر، جنوبي تركيا، تدلل على أن الخريطة الرافدينية القديمة كانت تمتد من جنوبي تركيا إلى شمالي مصر والجزيرة العربية وإيران”.

وأضاف نيكنز، الذي يعمل ضمن بعثة التنقيب البريطانية العاملة حاليا في تل خيبر (45 كم غرب الناصرية)، أن “الرقيم الطيني صور بمحتواه المكتوب باللغة المسمارية، قصة إبعاد مجموعة من النساء السومريات من مكان لآخر وصولاً إلى جنوبي تركيا”.

من جانبه قال أستاذ اللسانيات في جامعة ذي قار، سعيد جعفر، في مداخلة له على ما طرحه نيكنز، إن “تطور علم الجينات الحديث كشف عن الأصول السومرية للعراقيين وضآلة العنصر العربي في تكوينهم”، عاداً أن ذلك “يتطلب إعادة نظر في كتابة التاريخ برؤية جديدة”.

بدوره ركز الباحث أمير دوشي، خلال تقديمه المحاضرة، على أهمية “التثقيف بالإبداع الرافديني المتمثل باختراع الكتابة منذ 3000 سنة قبل الميلاد، الذي شكل نقلة نوعية في التطور الحضاري الإنساني”، داعياً إلى “التعرف على الدفتر اللساني للتراث اللغوي الرافديني الذي كان أصل اللغات العيلامية والأكدية والآشورية والسومرية التي استخدمت الحرف المسماري”.

وأوضح دوشي، أن “الحكومة المحلية دعت أعضاء بعثات التنقيب الدولية العاملة في ذي قار لإلقاء محاضرات للطلبة الجامعيين وتدريب الملاكات التنقيبية المحلية لتسهم في تطوير واقع الآثار في المحافظة التي تضم 1200 موقعاً منها”.

وكانت باحثة بريطانية، أعلنت في (الـ18 من شباط 2014)، عن وجود أكثر من 1200 موقع أثري بمدينة الناصرية، تعود لحقب تاريخية قديمة، وفي حين توقعت أن تسفر التنقيبات الأثرية في المدينة عن “معلومات جديدة ومغايرة للقصص التوراتية”، عدت تدمير أي جزء من الآثار “سرقة من الماضي”.

وكان مصدر في مفتشية آثار محافظة ذي قار، كشف في (الثامن من كانون الثاني 2014)، عن وصول بعثة بريطانية للتنقيب في تل (خيبر) الأثري غربي الناصرية، وأكد أن البعثة ستستأنف عملها الذي بدأته في الموسم الماضي، فيما أشار إلى أن اعمال التنقيب تجري وفقا لعقد موقع بينها وبين وزارة السياحة والآثار يمتد لخمس سنوات.

وتعد البعثة التنقيبية البريطانية ثالث بعثة تنقيب دولية تنقب في الناصرية منذ عام 1990، إذ سبقتها بعثة أميركية من جامعة نيويورك بقيادة الدكتورة اليزابيث ستون قامت بالتنقيب في محيط مدينة أور التاريخية نهاية 2011 وبعثة تنقيبية دولية أخرى برئاسة الدكتور فرانكو دي اغستينو وهي تعمل حاليا في موقع أبو طبيرة الأثري (8 كم جنوب الناصرية).

وتضم محافظة ذي قار، يبعد مركزها الناصرية (350 كم جنوب العاصمة بغداد)، نحو 1200 موقع آثاري يعود معظمها إلى عصر فجر السلالات والحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والفرثية والساسانية والعصر الإسلامي، وتعد من أغنى المدن العراقية بالمواقع الآثارية المهمة، إذ تضم بيت النبي إبراهيم وزقورة أور التاريخية، فضلا عن المقبرة الملكية، وقصر شولكي ومعبد (دب لال ماخ) الذي يعد أقدم محكمة في التاريخ.

المدى برس/ ذي قار

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*