ظاهرة الاستماع الى الأغاني بصوتٍ مرتفع في السيارات سابقة خطيرة بحاجة لوقفة شجاعة
256
شارك
النجف الأشرف – الحكمة (خاص): محمد الشريفي
على الرغم من كوننا نعيش في مجتمع إسلامي محافظ، وفي مدينة مقدسة كالنجف الأشرف، إلا أننا وللأسف الشديد نشاهد يوميًا الكثير من الحالات السلبية التي لا تتلائم وطبيعة ما ذكرنا في مقدمة الحديث، فمن المؤسف مثلًا أن نرى انتشار ظاهرة الاستماع الى الأغاني في السيارات وبصوتٍ عالٍ جدًا على مرأى ومسمع المارة دون شعور بالخشية من الله عز وجل أو على الأقل شعور بالخجل من الناس التي لا تملك إلى النظر بعين الاحتقار لذلك النفر!
المشكلة الحقيقة تكمن في كون ذلك البعض يعتقد أن ما يقوم من تصرفٍ منافٍ للشريعة الإسلامية ويتضارب مع ما تربينا عليه، يعتقد أنها حرية شخصية وأن له الحق كل الحق في فعل كل ما يحلوا له !!! هذا السلوك المشين قادني لإجراء هذا التحقيق علنا لعلنا نستطيع ان نسهم في القضاء على هذه الظاهرة أو على الأقل الحد منها.
انها وقاحة !؟ بهذه المفردات ابتدأ الأستاذ أسعد هاشم وهو أستاذ جامعي حديثه قائلًا: انها وقاحة من بعض المحسوبين على أبناء النجف الأشرف ومن المنتمين ظلمًا وبهتانًا لهذه المدينة! فابن النجف لا يمكن أن يرضى بأي حال من الأحوال أن يكون سببًا في الإساءة لمدينته المقدسة ولا يسمح تحت أي ظرف بالنظر لمدينته نظرة سوء، أقول هذا وأنا أثق تمام الثقة بما أقول ولا يمكن لأي شخص أن يزحزح ثقتي هذه! ويستدرك قائلًا: المشكلة برأي هي في السكوت عن هذه الظاهرة وكأنها مسألة طبيعية لا تستحق النهي عنها وهنا أسأل: أين التطبيق للحديث النبوي الشريف (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الأيمان) ولماذا نلجأ دائما لأضعف الايمان؟ لابد أن تكون هناك وقفة جادة وحاسمة من أجل القضاء على هذه الظاهرة وهنا أتقدم إلى مؤسسة الحكمة بالتحية لخوضها في هكذا موضوع قد لا يحب آخرون الخوض فيه.
أين المسؤول ؟ السيدة ح.م.م وهي طالبة في احدى المؤسسات الدينية في النجف الأشرف شاركتنا الرأي هي الأخرى حيث ابتدأت حديثها قائلةِ: بسم الله الرحمن الرحيم (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِين) صدق الله العلي العظيم، يا أخي والله انها مشكلة كبيرة ليست هذه الظاهرة فحسب بل أن هناك العشرات من الظواهر السلبية التي تحتاج الى التوقف عندها واتخاذ موقف حاسم بشأنها وكلنا مسؤولون عما يحدث وصدقني وقد تستغرب قول هذا أنا أشفق على هؤلاء الشباب الضائع لأنه يشترون النار من غير ثمن، على خطباء المنابر التصدي لهذه الظاهرة وعلى أساتذة الجامعات والمدارس النهي عنها وأيضا على الأجهزة الأمنية المسؤولة التعامل بحزم مع كل من يعمل على الإساءة لمدينة النجف الأشرف بقصد أو من غير قصد وهنا أقترح مثلًا: أن يقوم رجل المرور بتحرير غرامة مالية لكل صاحب سيارة يقوم برفع صوت جهاز التسجيل في سيارته وفي حال تكرار المخالفة يصار إلى حجز السيارة لمدة أسبوع مثلًا وفي حال تكرارها مرة اخرى يصار إلى حجز السيارة والسائق لمدة شهر! لأننا بحاجة لعقوبات رادعة من أجل القضاء على هذه الظاهرة وأعتقد أن مجلس المحافظة مثلًا قادر على تشريع مثل هذه القوانين التي تخدم المذهب وتخدم المجتمع النجفي بشكل عام.
للشباب رأي ؟ وجهتنا الثالثة كانت مع أحد الشباب الذي بدى منتشي وهو يستمع الى بعض الأغاني في سيارته الخاصة حيث سألته ما الذي يدعوك لرفع صوت المسجل؟ قال: لا يوجد سبب محدد لكني أشعر براحة نفسية حين أرفع صوت جهاز التسجيل وانسجم مع الأغنية التي أحب ولا تنسى اننا شباب ومن حقنا أن نعيش أيام الشباب كما عاشها من سبقونا! قلت له اذا كنت تعتقد ان الأغاني مدعاة لجلب الفرح والسرور لنفسك فلماذا لا تستمع وحدك لهذه الأغاني دون أن ترفع صوت جهاز التسجيل؟ فرد عليّ بالقول: وما هي المتعة في أن أستمع للأغاني بمفردي وأرجوا أن لا تقول لي ان الأغاني حرام وأشياء من هذا القبيل فعندما أكبر سأتوب ان شاء الله!. وللقارئ التعليق !!
سيارة أخرى من نوع BMW استوقفني صوت مسجله العالي بالقرب من احدى محلات بيع المرطبات فطرحت عليه ما طرحته على سابقه من أسئلة بعد أن عرفته بنفسي والمهمة التي أقوم بها فأجابني بحجة المزاح قائلًا (انتوا الصحافة ما وراكم غير بس الطلايب)! ثم أردف قائلًا: صدقني أخي العزيز انا في داخلي أعلم ان الأغاني حرام وقد سمعت ذلك كثيرا من خلال التلفاز أو حتى من خلال الوالد في البيت لكن الشعور بالفراغ وعدم وجود فرص عمل كلها عوامل جعلتني أنا وكثير من الشباب نشعر بالضجر والملل مما يضطرنا لأن نلجأ لهكذا وسائل لهو في محاولة منا للترفيه عن أنفسنا وعليه فهناك الكثير من الظواهر ذات المردود السيء على المجتمع لم نجد من يتحدث عنها أو يشير اليها فقط نحن الشباب نحارب ونحاسب لمجرد أننا نستمع لأغنية أو نمارس حقنا الديمقراطي في التعبير عما في داخلنا !!!!
الدور الرقابي تلك بإختصار كانت أبرز المحطات التي توقفنا عندها في تحقيقنا الذي أمامك عزيزي القارئ وقبل أن أصل الى المحطة الأخير أتوجه بالسؤال إلى جميع الأجهزة المعنية بالأمر سواء كانت عسكرية أم دينية أم أكاديمية أم تحت أي مسمى آخر: أين دوركم من ملاحقة هذه الظواهر؟ هل أن المسؤول يشعر بالفخر حين يرى الشباب يتمايل أمامه في تلك البقعة المقدسة من بقاع الكرة الأرضية؟ وهل يعتقد أن الحصول على الأصوات الإنتخابية نافع حين يشارك أولئك المساكين الرقص في شوارع المدينة؟ وأين دور رجال الدين وهل أن مجرد الحديث في المجالس الحسينية كافٍ؟ وأين وأين وأين؟ أسئلة بحاجة إلى إجابات، ونتمنى ونبقى نتمنى أن تأخذ اجهزة الدولة تحديدًا في محاربة هذه الظواهر التي تنذر بخطر شديد على أبناء مدينة النجف الأشرف في الأعوام القليلة القادمة ولابد من اتخاذ اجراءات صارمة بحق المسيئين من أجل التخلص من هكذا مظاهر والله من وراء القصد.